أخي أحمد:

أشكر لك حضورك الجميل في هذا الموضوع و هو ليس افتعال مني بل أني فعلا أشعر صدقا بما أكتب به تجاه هذه المناجات. أجد راحة نفسية كبيرة في مناجاة الله بدون ألفاظ أو كما قال القديس فرانسيس الأسيزي: عليك بالصلاة و إن اقتضت الحاجة فلا مانع من إستخدام الكلام. وأتفق أن المناجاة تتم بأنات لا ينطق به حيث كلما ضاقت الفكرة إتسعت الرؤية كما يقول النفري: "كلما ضاقت العبارة اتسعت الرؤية".

صديقي، لا سبيل لي للحكم على دوافع الناس الذين يدخلون في مجادلات بيزنطية و لكن أراها تولد الخصومة و من يعرف الله حقا لا سبيل إليه للخصام بل يجول صانعا السلام. هذا ليس معناه أني "بهلول" و لكني أحب الدراسة النقدية متى توفرت عناصر النقاش بروح كلها هدوء و سكينة حيث جربت الصخب الجدلي و ظهر لي بطلانه في الحوار. هناك من يفتح موضوعات من باب "فش الغل" القابع في ثنايا الصدور و لكن من عرف الله حقا يتطهر من كل غل لأن الغل نجاسة و ينجس نفوس الآخرين كذلك، حفظنا الله من كل ذلك.

أخي الصفي:
أشكرك من أعماق قلبي على الأبيات الجميلة و خالص شكري لكل من يثري الموضوع بمناجاة ليست بالضرورة أن تكون فصحى بل أجمل المناجاة ما كان صرخة النفس البسيطة في براءته نحو الباري مثل ذاك الذي من غمرة الفرح قال لربه: اللهم أنت عبدي و أنا ربك و مع ذلك احتسب ذلك له برا.

(f)