عندما تتكلم معي يا رياض إحترمني،

أنا لا أخاطبك بإسم طرطور، ولا أجعل لك بين كل جملة وأخرى حلق حوش ووصلة من الردح البلدي المركب، ولا أقول لك أن ما مسبة صدرت من أهل الأرض إلا وصارت إليك وما من لعنة نزلت من السماء إلا وكانت عليك.
أنا لا أقول لك شيء من هذا، من أجل أنني أحترمك كمحاور، رغم تحفظي على هذه الصفة، أرى أنه عليك أن تحترمني طوعا أو كرها.

أما عن ردودي عليك، فاعلم زميلي العزيز أنني لا أراك أهلا لتكون قاضيا ولا مدعيا عاما ضد محمد بن عبدالله، بل ولا جلادا.
وأنت تثير أقوالا نرد عليها بما ينسجم مع عقليتنا الإسلامية، ولك أن تقتنع بها أنت وقبيلك أو عمرك لا تقتنع.

نحن نرى أنه من يتهم إنسانا بممارسة الفاحشة بناء على إستنتاجات إستنتجها ليس فيها أنه يرى رأي العين ذكرا يدخل في فرج، نحن نرى هذا المتهم فاسق، ويستحق العقوبة من الدولة لوقيعته في أعراض الناس.
وهذا هو موضوع آيات سورة النور، فهي تفسق كل من يسعى بالقذف بين الناس، حماية للأعراض ومنعا من إنتشار أمراض النميمة والغيبة المخربة للبيوت العمرانة.
أما أنت فتنقل لنا حديثا لا نعلم مدى صحته، يشير إن صح إلى ممازحة بين رجلين، ليس فيه لواط إلا في ذهن من تنجست نواياه بالخطيئة الرابضة.
أوترى أن أي رجل قد عانق رجلا من أمام أو من خلف أنهما شاذين متلوطين؟
ألا تقبل وتعانق صديقك أو صديقتك العائد من سفر أو في يوم عيد قبلة مقدسة كما يقول بولس في نهايات رسائل له؟
أما حديثك عن الحسن أو الحسين بن علي عليهما وعلى أبيهما وأمهما الصلاة والسلام.
ألا تعلم أن الحسنين هما أبناء فاطمة بنت الرسول؟
يعني الرسول يكون جدهما.
ألا تقبل أبناؤك وأحفادك يا قاسي القلب؟
نحن نقبل أبناؤنا ونمسح رؤوسهم بدافع الحنان والحب، ولا يكون تقبيلنا لولد أو حفيد لواطا إلا في ذهن خاطئ.

أما عن قولك في المحيض، فنحن كلنا نمارس مع نسائنا ما كان يصنعه محمد مع نسائه في المحيض، وهو علمنا أن نستمتع بالجنس الحلال الطيب ولا نتنجس منه أبدا.
وهو علمنا أن نسمع زوجاتنا القرآن ونحن نقعد في حجرهن الطاهر الذي يخرج منه الذرية الصالحة. كما كنا نقرأ القرآن ونحن صغار ونحن جلوس في حجر أمهاتنا بغض النظر عن كونهم حوائض أم لا.
لأن المرأة طاهرة، لا تنجس، ويصلى عليها لو ماتت وهي حائض، يصلى عليها في المسجد بأربع تكبيرات مثل الرجل.
وهي شهيدة لو ماتت في طلق أو نفاس، نسأل الله أن يرزقنا شفاعتها.
واعجبي ممن إعتبر المرأة الوالدة ذكرا نجسة أربعين يوما، ومن تلد أنثى نجسة سبعين يوما.
واعجبي ممن إعتبر المرأة الحائض خاطئة بحيضها.
واعجبي ممن حرم المرأة الحائض أنس المعشر الزوجي، وحنان الزوج والأبناء لئلا يتنجسوا من حيضها إلى المساء,
واعجبي وويح نفسي من مريم عليها سلام الله، أكانت نجسة مدة أربعين يوما تحت الناموس بعد ولادتها عيسى صلوات الله وسلامه عليه؟
وهل كان المسيح يرضع حليبا من امرأة نجسة بحسب الناموس؟

إذهب يا رياض ولا تخطئ بعد، وصل إلى الله أن لا يجعل لك خطيئتك عثرة يوم الدين، يوم لا ينفع مال ولا بنونن إلا من أتى الله بقلب سليم.