ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا! اعدلوا هو أقرب للتقوى

أنا مثلك لا أحب السديس، ولا أعتبره بحال ممثلا للإسلام، بل ولا أعتقد أن مسلما من المسلمين غير محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان خلقه القرآن، فهو الممثل الشرعي والوحيد لهذا الدين (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر)

إذن أنا أنطلق معك من أن الشيخ السديس لا يمثل هذا الدين، لأنني أرى أن البعض يتقافز ويصفق طويلا لما يحسب أنه وقع عليه من كنز، وكأن هؤلاء المشايخ الرسميين اختارتهم الأمة بكفاءتهم، ولم ينصبهم الحاكم لولائهم!

عموما ما علينا!

أنا فيما سبق أتفق معك جملة، لكنني وقفت أمام أصل الموضوع الذي سقته لنا وفوجئت بما تقتبسه!
ولأنك لم تذكر لي اسم الرابط فإنني سأقول اتهامي بالعموم لا لشخصك بل لصاحب الاقتباس مع كل الاحترام!

حضرت خطبة الجمعة في الحرم المكي، وأتحدى أن تكون هذه العبارة موجودة فيها، ولو أنني أعرف موقعا ينقل الخطبة مكتوبة لسقتها لك هنا...

فالله الله في الإنصاف حتى مع الشنآن!

الشيخ لم يقل هذه العبارة جزما، وثق مني بذلك...

لكنه بعد أن عزى في الملك فهد، وبدأ يجهش بالبكاء!! ويجأر بالدعاء انتقل إلى موضوع إنجازات خادم الحرمين الشريفين الذي أسلم إلى ربه روحه، ثم انتقل لموضوع البيعة، وأكد أنها شعيرة إسلامية، وربما أنني أتفاجأ منه حين ذكر بأنها أصل من أصول الدين! وأرجو ألا يكون قاصدا لذلك، لأنني لم أسمع عن إمام من أئمة أهل السنة قال بأنها أصل من أصول الدين، نعم لو قال بأنها واجب شرعي لكان الكلام مقبولا، وها هنا فترك الواجب إثم، وليس خروج عن أصل الدين...

لم يقل الشيخ أن ترك بيعة الملك عبد الله خروج عن الإسلام، ولكنه ساق حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية)
وأوصى الناس بالبيعة، وساق بعض أقوال الأئمة السابقين في وجوب البيعة...
ها هنا فهم صاحب الاقتباس الذي نقلت عنه، من أن ترك البيعة خروج عن الإسلام -وربما أعذره في هذا الفهم لأن السديس تجرأ على عد البيعة أصل عقدي!- لكنه للأمانة فإنني لم أسمع منه هذه العبارة بهذه الشناعة الموجودة في العنوان، وأستبعد أن يتجرأ على إعلان ذلك، وحقيقة فإن لازم كلام الإنسان ليس بالضرورة أن يكون مقصودا دائما...

أقول هذا وأنا الكاره لهذا الرجل، المبغض له في الله

وأستغرب أن إخواننا العلمانيين، يرسِّمون الفتيا والمشيخة والمساجد والمعاهد الدينية (أي يجعلونها وظائف رسمية للدولة!)، ثم لا يأتون من المشايخ إلا بما يوافق أهواء نظمهم، حتى إذا قال أحد هؤلاء المشايخ كلمة، راحوا يتنطوطون بأن هذا هو الإسلام وهذه نتائج الأسلمة!!

أتذكر أن عبد الناصر بعد أن رسم الأزهر والفتيا، وضم إليه لفيف من المشايخ الذي يحلو لبعضنا أن يسميهم بعلماء السلاطين، خرج يوما كصاحبنا الذي خرج آنفا في هذه الصفحة، ليقول بأن هؤلاء المشايخ تشتريهم بفرخة!

طيب ما هو أنت اللي لاممهم ومعودهم على الفراخ! في حين أنك تعرف بأن الأشراف من المشايخ لم يتازلوا لك عن كلمة الحق حت كلفتهم أرواحهم، وهكذا فأنت اخترت شيخا بفرخة، ورفضت شيخا هامته مرتفعة وروحه سامقة في السماء!

رحم الله فهد، وغفر للسديس ما أبداه من تكلف بغيض في خطبته، ووفقني وإياكم للإنصاف والبر بالمخالفين..
واسلموا لود واحترام(f)