أخي خالد
لست متحمس حماس أخي عباد للمبايعة لأنني باختصار أراها شكلية جدا، يعني من أصل ثلاثة ملايين هم سكان أهل الرياض حضر للبيعة خمسة عشر ألفا لا غير..
كما حرمت النساء من البيعة، بينما لم تخل بيعة من بيعات النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بيعة للنساء...

غير أنني أراك توقفت أخي الكريم عند نقطة لو عممناها فسنكون أمام مشكلة كبيرة!
يعني دولة الإسلام منذ استلمها الأمويون ملكية، أيا ما سميناها فهي ملك، بل ملك عضوض لا غير!

الملكية صيغة من صيغ الحكم، لها وعليها، ولا أوافقك انها تشبه البابوية، لدلالة تلك الصيغة دينيا أولا ولطبيعة حكمها الديني ثانيا ولصيغة اختيار البابا مقارنة بالملك ثالثا!

تذكر حين تعمم الحكم بفسادها المطلق أن الله سبحانه أنعم على بعض أنبيائه بالملك! (اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا)، (رب آتيتني من الملك وعلمتني من أويل الأحاديث...)، (قال لهم نبيهم إن الله بعث لكم طالوت ملكا)، (وشددنا ملكه وآتيناه فصل الخطاب)......إلى غير ذلك من آيات وشواهد

بعيدا عن الإسلام فما تنكره وينكره كثيرون ممن يعيشون في مجتمعات أخرى إنما يحاكمون مجتمع الجزيرة إلى ثقافة غير ثقافته!
طبعا أنا لاأوافق على هذه الصيغة في المجتمع السوري الآن، لكن قضية الملك الوراثي في السعودية لا تتعلق بالإسلام تطبيقا أو تركا، وإنما تتعلق بثقافة المجتمع القبلية السائدة...
مجتمعات الخليج كلها لا تطبق الشريعة باستثناء السعودية، ومع هذا فكلها تنحو ذات المنحى الوراثي..
من يريد أن يصطاد من هذا الموقف دلالة على الإسلام أو الدولة الإسلامية ملزمة بهذا التطبيق أو ذاك، أو أن هذا شاهدا على حقيقة التطبيق فقد أبعد كثيرا، وعليه أن يأخذ من دول الخليج الأخرى ذات الدلالة على العلمانية إذن!
وفي المقابل من يريد أن يرى في هذه الممارسة خروجا عن الإسلام فقد أبعد أيضا والله أعلم
تصوري أنه ضمن الثقافة السائدة في السعودية فإن التطبيق السعودي من أجود التطبيقات لا أجودها...
واسلموا لود واحترام