الأخ الحبيب خالد -

لا أدعي المثالية في الملك عبد الله ولا أقول أنه من الخلفاء الراشدين بل هو ابن عصره وابن مجتمعه - والله أعلم بسريرته ولكنني أكاد أجزم بصدقه وإخلاصه وتفانيه عبر السنين التي سبقت توليه الملك

أعود فأقول وأكرر:
لا يوجد - أي لا يوجد - يعني لا يوجد
على وجه الأرض
في العصر الحالي
ومنذ عشرات السنين
أي
قائد
أو
حاكم
أو
ملك
أو
مختار ضيعة
أو
شرطي مرور
أو
راعي غنم


يبايع الناس على كتاب الله عزوجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
بهذه التلقائية والصراحة والبساطة.

هل أنا واضح؟

هل تجرؤ أن تبسط يدك للناس بالبيعة على هذين الأمرين؟
وتعطي هذا العهد صادقاً متحملاً تبعاته ومسئولياته داخل بلدك وأمام العالم؟

الملك عبد الله فعل ذلك في أول كلام قاله بعد توليه الملك
وفعل ذلك منذ عشر سنوات - على قدر استطاعته منذ توليه المسئولية الفعلية لدى مرض الملك فهد غفر الله له ورحمه

وبعد

هل فينا أمثال الصحابة حتى يقودنا أمثال الخلفاء الراشدين
هل فينا أمثال التابعين حتى يقودنا أمثال عمر بن عبد العزيز
هل فينا أمثال البدريين حتى يقودنا محمد صلى الله عليه وسلم

للأسف ....

ليس فينا إلا أمثال قوم موسى
مخذلون ومثبطون ولعجل الذهب والمال عابدون ومن هم على طعام واحد لا يصبرون وهاهنا قاعدون - وإن وجد فينا أهل همة وعزيمة وصدق فهم يقولون: "رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين"

أنت ترى أن الملك لا يصلح للأمة بل الخلافة ...
ليصطلح الناس على أي صيغة توافقهم - (والديموقراطية من أكثرها انتشاراً في هذا العصر وأقربها إلى العدالة)

الحقيقة أن الأمة لا تحتاج أن تغير أطرها ونظم حكمها كثيراً ليصلح حالها وينعم مواطنيها (باختلاف معتقداتهم) بالعيش الكريم

ولا تحتاج إلى نظريات واختراعات كثيرة وكلام كبير

بل تحتاج إلى التطبيق العادل لأي نظام أياً كان - وتحتاج إلى الصدق والشفافية - وتحتاج إلى حرية الحركة واحوار لتغير المنهج وتعدله إن رأته غير مناسب ولتغير الأشخاص إن انحرفوا - وتحتاج إلى المرونه والعملية والواقعية وووو والكثير من بدهيات العدالة وتطبيقاتها

نحتاج أولاً إلى الصدق وتسمية الأمور بمسمياتها الحقيقية
وهو ما يتوفر في كثير من البدو وفي قليل من الحضر