الأخ اسماعيل أحمد -

مع كل ما قلته سأبقى متحمساً لفكرتي وهي حاجة المسلمين إلى من يبايعهم هكذا بيعة وأنها فرصة لجميع المسلمين إن قبل ذلك منهم

قلت إن عدد الذين بايعوا الملك عبد الله لم يتجاوز 15 ألفاً بينما هناك الملايين في الرياض وحدها

مع الأسف - وبسبب الإجراءات الأمنية وصعوبة الوصول - والإرهاق الذي يصيب الملك من طول الوقوف - والوقت المتوفر لذلك مع تحمل أعباء الحكم والإنتقال من مرحلة إلى أخرى وتغيير الترتيبات السابقة - يتعذر أن يقوم كل مكلف بمبايعة الملك بشخصه

وأما ما ذكرت عن بيعة النساء فالملك لم يمتنع عنها ولكن ما بالك بالعدد القليل نسبياً من الرجال أصلاً الذي تمكن من مبايعة الملك - النساء يصلون في المسجد في الصف الذي يلي الرجال فما بالك بالبيعة؟

لاحظ أيضاً أن البيعة لم تتم بالإجبار ولم يسق أحد الناس كالقطيع إلى صناديق البيعة ولم تنظم بطاقات بيعة - ولم يحصل جرد كامل بأسماء المكلفين ومن منهم شارك ومن لم يشارك ولم تخنق أنفاس الناس وتحصر حرياتهم ولم تتوقف وزارات الدولة وإداراتها حداداً كاذباً بل حتى أن سوق الأوراق المالية الذي هبط قليلاً لدى انتشار خبر الوفاة عاد فارتفع خلال ساعات قليلة

أعود فأقول: في أكبر بيعة بايعها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهي بيعة الرضوان لم يتجاوز العدد بضعة آلاف شخص ليس فيهم سوى قليل من النساء - وحتى عندما بايعته العرب بعد الفتح فقد جاء من كل قبيلة وفد صغير لا يتعدى عشرة أو عشرين شخصاً هم رؤساء قومهم وبايعوا عن قومهم وباسم قومهم - ولو كانت البيعة بهذا الشكل - فأعتقد أنها تفي بالمطلوب

وإن أردنا أن نطلب أمراً أكثر مثالية (وحلماً) بما يصلح لهذا العصر فعلى الشعب بمختلف فئاته انتخاب ممثلين يبايعون الملك على الطاعة في المنشط والمكره ويبايعهم الملك على كتاب الله وسنة رسوله وعلى حصانتهم وعلى الاستماع إليهم والأخذ بكلامهم وعلى احتمال كلمة الحق منهم مهما كانت ثقيلة ومؤلمة ومرهقة (إنما أنا بشر مثلكم فإن أخطأت فقوموني - أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم)

واسلموا لواقعية وتعقل