اقتباس:أقول هذا الكلام بمرارة..

لا أحب أن أبصق بالصحن الذي أكلت به...

و لكن هل يجوز الصمت....

مع الزمن، الفاصل الذي يفصل الجامعات السورية عن المستوى الذي وصل أليه العلم يبتعد يوما فيوم...

كبير يا دكتور، كبير(f)

الصدمة الأولى التي واجهتني، إن كان يُسمح لي بتوسعة الحديث ليشمل الهم العربي ككل: هي ما وجدته مبثوثاً في الكتب المترجمة عن الثقافة الغربية حين فُجعت بأن ’الجماعة‘ يتحدثون عن جامعاتهم لا بوصفها ’مدراس عليا‘ كما هو الحال في العرب؛ بل باعتبارها معاقل فكرية وثقافية ومصانع للنظريات والتوجهات وبيوت تجمع وتؤرشف لكل ما يضطرم به المجتمع من فعاليات ثقافية وسياسية...
وأنا لم أستوبع من كينونة الجامعات في الوطن العربي إلا قاعات المحاضرات!

الثانية هي ما أشار إليها الدكتور محمد بمرارة... تلك الفجوة الحزينة بيننا وبينهم - في كل شيء، وقت تتجلى فاجعة النكوص العربي عن حضارة الأمم.
اجريت مقارنة ذات مرة بين ’كورسات‘ جامعة أردنية أهلية وجامعة بريطانية في تخصص الفيزياء؛ لأجد أنه في السنة التي تقرر الأولى فيها على طلبتها مادة حول ’قوانين الحركة‘، تقرر الأخرى مواد حول ’نظرية الأوتار الفائقة‘ و’الإلكتروديناميكا الحرارية‘ و’التناظر والجمال في المعادلات الفيزيائية‘!

عراقة مُشأة - أية منشأة - لا يجوز أن ترتبط بالتاريخ إلا إن نجحت تلك المنشأة في الاتصال بتاريخها المجيد إلى حاضر أكثر مجداً...
ولا يمكن لجامعة دمشق، ولا لأي فعالية أكاديمية أخرى، أن تتجاوز راهنها الاقتصادي والثقافي والاجتماعي وتتفوق عليه.

الوضع السوري، كحال الأوضاع العربية، ليس وضعاً محترماً أبداً... ولا يمكن أن يحتوي جامعة محترمة.