يا سيدي لا يمكن لأحد أن ينكر وجود فساد الرشوة، فهذا حقيقي و هو المشكلة الكبرى وعلاجها من أصعب الأمور على الإطلاق.

لا تنكر الدولة وجود هذا النوع من الفساد وهي تحاربه ما استطاعت ولكن هيهات. فالمشكلة ليس في النظام بقدر ما هي في الشعب ايضاً. والنفوس الدنيئة موجودة في أي نظام ودولة.

ولا تقتصر الرشوة على الجامعات، بل هي منتشرة في نطاقات متعددة. تخيل، حتى البواب في مشفى خاص يعمل لك مشكلة إذا لم تدفع له، فكيف تحاسب دولة كاملة على أخطاء نفوس مريضة؟

تسعى الدولة جهدها، والموظف الذي يضبط برشوة يلتعن سلسفيل أهله، ولكن المواطن الراشي لا يجرؤ على الشكوى لأنه مستعجل على موضوعه. وأكثر حوادث ضبط الرشوة هي الحالات التي يدرك فيها المواطن أن أمره سيحل بسرعة أكبر في حال تبليغه، وأن الدائرة التي سيشتكي عليها هي ستخاف منه وليس هو الذي سيخاف منها. ولكن هذا الإدراك لا يوحى لأي كان للأسف.

بأي حال، شكراً لشهادتك الواقعية، فخريجي الجامعات السورية ليسوا بهذا القدر من التخلف الذي وصفتهم به المقالة الأولى، والمبالغة واضحة. حتى العنوان (الجامعة الحقيرة) لا يصدر عن إنسان تخرج من جامعة. والله يجيبك يا طولة البال!
(f)