الزميل العزيز فرات،

مذ وجد الإنسان على وجه الأرض والعنف هو أحد طرق التعبير عن العلاقات بين البشر.
ولا ابالغ حين أقول أن العنف كوسيلة للتعبير توجد في أصغر جسيم ذري، وتوجد بين المجرات العظام، وولد الكون عنيفا.

العنف بذاته ليس عيبا، حتى لو كان دمويا. لا يقال أن العنف عيب ولا أنه حسن، العنف عنف ويكتفى بوصفه هذا.

حاول الإنسان الواقعي البعيد عن الرومنسية مذ إعتنى الإنسان بحل مشاكله كإنسان، حاول أن يدير العنف وينظمه ويقننه من أجل تقليل خسائره، وجعل اللجوء إليه في الضروريات فقط.

ونحن نؤمن كمسلمين أن الله قد خلق الناس أزواجا، واستن فيهم سنة التدافع، وسيبقون يتدافعون حتى تقوم الساعة، وحين يتوقف التدافع فيكون ذلك لدخولهم مخاضا ما، أو لقيام الساعة.

لو صار العالم كلهم مسلمين أو نصارى أو ملحدين أو شنكلوزيين، سيبقى العنف قائما بين الجاعات البشرية وضمنها كأحد مظاهر إدارة العلاقات البشرية، ويكمن النجاح في جعل العنف محتكرا بيد جهة وحيدة في الجماعة البشرية الواحدة، ومنظما بأعراف راسخة ضمن الجماعات البشرية المتعددة!