وجهة نظر.. النائمون تحت منخفض التجسس


دمشق
صحيفة تشرين
رأي
الخميس 18 آب 2005
شارل كاملة
لماذا تتجسس «اسرائيل» على أميركا؟. ولماذا كثر في الآونة الأخيرة الكشف عن مزيد من عمليات التجسس والجواسيس الذين جندتهم «إيباك» المعروفة بسطوتها وإمكاناتها في الساحة الأميركية خدمة لـ«إسرائيل» ثم ماالذي تخفيه واشنطن عن ربيبتها الأولى في العالم؟ وتالياً ماالذي يخيف «إسرائيل» من أي برامج سرية أميركية إذا كانت في الأساس الكيان الوحيد الذي يحصل مباشرة على آخر المعلومات الأميركية فور تلقيها من مراكز الشأن أو حتى قبل صدورها!!

فإذا كانت أسماء لاري فرانكلين وستيفين روزين وكيث فايشمان تتردد الآن بعد اتهامهم بالتجسس لـ«إسرائيل» فإنهم بالتأكيد ليسوا آخر الجواسيس أو آخر المتهمين بتسريب المعلومات عبر جماعات الضغط الصهيونية... فأسماء ريتشارد بيرك وبوولفو فيتز ومايكل ليدين وستيفين بريان ودوغلاس فاينسا وجوناثان بولارد لاتزال تتردد على أنهم اتهموا وخرجوا أبرياء ماعدا واحداً هو بولارد وكلهم لايزالون أعضاء فاعلين في «إيباك» التي بدأ الجدل يلفها حول دورها المتقدم في دعم «إسرائيل» على حساب المصالح الأميركية. ‏

القضية الأحدث في مسيرة التجسس الطويلة الأمد كانت توجيه الإدعاء الأميركي إلى كل من مدير السياسة الخارجية في إيباك ستيفن روزن ومحللة شؤون الشرق الأوسط في المنظمة كيث فايشمان بتهمة التواطؤ مع المحلل في وزارة الدفاع لاري فرانكلين للحصول على معلومات سرية تتعلق بالوطن القومي الأميركي، وكالعادة نفت «إيباك» صلتها بالأمر. واتخذت إجراءات مسبوقة: ماجرى كان دافعاً وأرضية لجماعة الضغط المضاد للتحرك وطرح تساؤلات حول طبيعة الدور الذي تلعبه «إيباك» في الولايات المتحدة والتي تأسست عام 1959 لتعزيز العلاقة بين أميركا و«إسرائيل» مستغلة قانوناً يسمح لمختلف الجماعات العرقية بتأسيس لوبي ضغط لضمان مصالحهم فكانت النتيجة استغلالاً بشعاً واستفزازاً لمصلحة «إسرائيل» حين تركزت أنشطة إيباك على التأثير في صناع القرار الأميركيين بما خدم سياسة ومصالح «إسرائيل» ووضع السياسة الأميركية والمصلحة الأميركية في مآزق الإحراج المستمر. ‏

لاجدال في أن ما جاء به جماعة الضغط المضاد هو إنذار يدق أبواب صناع القرار من أن ماعدوا محافظين جدداً كانوا دائماً إسرائيليين قبل أن يكونوا أميركيين ويخدمون بكل صفاقة المصالح الإسرائيلية على حساب المصالح الأميركية. ‏

غاية القول أن لاغرابة بعد الآن في أن يمرغ الوجه الأميركي بوحل «إسرائيل» وبعدها: ألا يحق للمراقب الأميركي التساؤل عن طبيعة «إيباك» وغيرها، غاياتها ودوافعها بعد أن تكشفت ألاعيب العلاقة. ‏

فهل من يسمع نداء الأستغاثة في واشنطن؟؟