Big Foot

الاسلام كما هو بين يدينا الان هو اسلام شيعى وسنى وصوفى..فلو توجهت بمسألة دينية لاحدهم لافتاك بالقول ان الامام العسكرى قال فى حالة ان كان شيعيا ولو كان وهابيا لقال قال بن تيمية وذكر بن باز ولو كان صوفيا لقال عن الجنيد رضى الله عنه انه قال.....
كثيرا ما اتابع المواقع الدينية لاقرأ الفتاوى من باب الترويح عن النفس احيانا فأجد امامى ابن تيمية وبن القيم وبن باز والامام العسكرى والجعفر الصادق والجنيد الخ الخ الخ وقلما اجد فتوى تستند بشكل مباشر على القرأن او حتى على الحديث وان استندت فانها غالبا ماتستند على حديثا ما وربما قضية الموسيقى ما اكثر القضايا كوميديا فى تاريخ الفتاوى الاسلامية ففى القرأن لايوجد نص او شبهة نص يطل الموسيقى من قريب او بعيد بالحرمة بل على العكس مدح داود صاحب المزامير التى كانت الجبال تؤب معه وهو عكس لحالة الشجن العاطفى التى كانت تكتنف الكون مع الحان دواد الرقيقة كل هذا يتم نسفه مرة واحدة بحديث ما عن ان من يستمتع الحان يصب بأذنه نوع من الرصاص المذاب يوم القيامة لترتعد فرائضك هلعا هل الاستماع الى لحن جميل عقوبته بهذا الشكل من السادية المفرطة لياتيك مفتى اخر متحدثا عن الجوارى اللاتى كنا ينشدن فى محضر محمدا فدخل ابو بكر غاضبا قائلا مزامير الشيطان فنهاه محمدا عن مثل قوله ثم حديث اخر عن بنات النجار اللاتى خرجن لاستقباله منشدات او نشيد محمدا مع صحبه اثناء حفر الخندق...نهاية الامر ستتوه وسط زحام هائل من الفكر والفكر المضاد ولعل هذا بفسر حالة الاضطراب السلوكى والنفسى التى تجتاح بعض المتدينين او انصاف المتديين ...بينما من وجهة نظرى انه لايوجد نص قرأنى واحد صريح يحرم الموسيقى والغناء بحد ذاتهما وكما قال احدهم الغناء كلام يجرى عليه حكم الكلام حسنه حسن وقبحه قبيح والموسيقى هى فن الضوضاء المنظمة المستحدثة بالات لجلب الراحة والسرور الى النفس......
وماينطبق على الموسيقى ينطبق على الرسم والنحت فالقرأن بقدم تصاوير ممتعة لمواقف متباينة ويمتدح مثلا صناعة النحت بعهد سليمان مقدما لوحات متكاملة للكون الحياة الانسانية مظاهر الفرح ولاحزن لوحات مبدعة منسوجة بالكلمات تمس الروح بعمق ولعل هذا سر تفوق الفرأن ككتاب على كتب اخرى