محبة وسلام لجميعكم (f)

موضوع ثرى بالآراء المتباينة ولا أدرى كيف أشارك برأيى الصغير.. لنبدأ بصاحبة الموضوع

اقتباس:لا يحل للمرأة في الكنيسة القبطية أن تكون حاضرة بتاتا أثناء قيام الكاهن بإعداد القربانة المقدسة

خطأ.. وخطأ مركب..
لا يوجد شيئ أسمه "قربان مقدس" - "قربان غير مقدس"
كلمة "قربان" تعنى تقدمة لله على مذبح طاعته..
فمثلاً "أبراهيم" (لست أنت يا ابو عرفات :) ) قدم ابنه قرباناً لله

القدسية التى نؤمن بها ليست فى هذا الخبز.. بل بعد ممارسة سر الشكر عليه فيتحول - بإيماننا - إلى جسد المسيح

القدسية فى السر.. وليس فى القربان..

قبل السر الممارس فى القداس.. فهذا المصنوع هو خبز عادى لا أكثر

اقتباس:هذه القربانة لا يقوم بإعدادها سوى كاهن أو راهب بعد غروب الشمس عشية السبت السابق للقداس و يجب على الدقيق أن يكون من أجود الأنواع و أنصعها بياضا و ناعما كالحرير

خطأ..
القربان فى الكنائس يصنعه الخادم أو حتى طباخ أو عامل نظافة.. ليست مشكلة ولا يحوى هذا أى نوع من الطقوس ولا علاقة له من قريب أو بعيد بأى نقطة خارج ذلك

إختيار مواد جيدة ليس على سبيل الرفاهية وصنع مخبوزات فاخرة..
بل لأن هذا الخبز سيستخدم كتقدمة لله.. وبالتالى يجب أن نقدم لله أفضل ما لدينا
بمعنى أنه لو فى منطقة نائية يصعب فيها ذلك فأكتفى بأفضل المتاح.. فى كثير من الأديرة القبطية يصنع من "الردة" (نخالة الدقيق)
اتمنى ألا أجد تعليقا من بعض الظرفاء بأنه "خبز سن" للمحافظة على قوام الرهبان :)

اقتباس:و لكن السؤال الذي أريد إجابته مباشرة بدون لف و دوران هو لماذا لا يحل للمرأة أن تكون حاضرة عند إعداد القربان في الكنيسة القبطية؟

بدون لف ودوران؟! :)
هل ترين يا عزيزتى أن هذا سؤال مفحم حقاً ويحتاج للف والدوران؟

1- القربان لا يعد فى الكنيسة.. بل فى أى مكان
2- القربان لا يعد بواسطة كاهن.. بل بواسطة أى شخص
3- من هذا يستنتج العاقل أن هذا خبزاً عادياً صنع لإستخدامه فى سر معين ولا يكتسب أى شيئ غير عادى قبل هذا السر

ربما تقصدين أثناء السر فى القداس نفسه وليس أثناء إعداد القربان (الخبيز)؟ :what:

4- خطأ.. فالمرأة تكون حاضرة أثناء السر مثلها مثل الرجل وما ينطبق عليها ينطبق عليه
5- الذى لا يحل هو الدخول للهيكل (سواء للرجل أو المرأة) مادام ليس مستعداً ويشعر (هو بنفسه أو هى بنفسها) بعدم الإستحقاق
6- من البديهى أن هذه ليست قاعدة إبتدعها الأرثوذكس.. (فلن تسأل المرأة هل هى حائض أو يسأل الرجل هل هو جنب ولن يعلم هذا إلا صاحب الشأن)
بل هى تربية أخلاقية تعلمناها وكل منا يفعلها بإقتناع إرساء لمبدأ أن الأسرار السبعة مقدسة.. كل ما لا يليق بالمقدسات من وجهة نظرك فلا تفعله

اقتباس:سؤال آخر و هو لماذا لا يحل للمرأة الحائض أن تتناول القربان المقدس؟

ببساطة لأنها حائض :)
تماماً كما لا يستطيع الرجل أن يتناول إذا كان محتلماً :yes:



بقية الآراء سأتناولها بالمرور فى حديثى مع صديقى ابراهيم (f)

هناك يا محبوب فارقاً كبيراً بين ما منحنى الله من نعم وعطايا ومحبة.. وبين ما أستحقه أنا..
فلو راجعت نفسى لوجدتنى غير مستحقاً لنوال هذا السر مهما اتخذت من استعدادات :)

الأمر بالنسبة لى يشبه ملكاً طيباً يحكم جزيرة ويفتح بيته دائماً للشكاوى والمظالم ويشارك من ياتيه بيته فى طعامه..
هذا الملك لم يطلب منى شيئاً.. بل قال كل من يأتى إلى يجد بابى مفتوحاً..
ورغم هذا.. فغالباً ما لا يأتى سكان الجزيرة للملك إلا فى حالة الحاجة.. ولا يتذكرونه إلا فى وقت الضيق..
ورغم ذلك يقبلهم ويأكل معهم..
هب جدلاً بأنى أنا وأنت وابن العرب كنا على موعد مع هذا الملك العظيم الذى نحتاج إليه وهو لا يحتاج لنا..
وهب أننا مجموعة من البسطاء لا نمتلك سترات ورابطة عنق وخاتم ذهبى ونضع أثمن العطور

- أنت (إبراهيم عرفات) استعددت للقاء الملك بغسل ثيابك وكيها واستحممت وحلقت ذقنك..

- هو (ابن العرب) حدث له ظرف طارئ يعيقه عن تعديل هندامه.. فلم يستعد لظروف إضطرارية

- أنا (حارس السراب) لم تحدث لى أى ظروف ووقتى أمامى تماماً ولكن لا يشغلنى الملك ولقائى معه روتينى وبالتالى لا داعى للإستعداد له

تقابل ثلاثتنا أمام بيت الملك تمهيداً للدخول سويا..

- أنت مستعد وستقابله..
- انا غير مستعد وسأقابله أيضاً..

أما إبن العرب فتردد..
وقال لم أجد وقتاُ لأعدل هندامى.. لا يليق أن أقابل الملك بهذا الشكل المزرى رغم أنى غير مسؤول عنه..

فأجبته أنا..
كل هذه شكليات لا يأخذ بها الملك.. انا شخصياً كان أمامى وقت ولم أستعد فما المشكلة؟ هيا.. فلنقابله هكذا

فلم يقتنع إبن العرب..
وفضل أنه يبقى منتظرنا خارج القصر حتى ننتهى..
بينما دخلنا انا وأنت..


فى جلسة اللقاء مع الملك.. سأل عن ثالثنا (إبن العرب) ولماذا لم يأت..
فأجبته أنت بما حدث تماماً.. ووضحت أنه خارج البيت ينتظرنا وهو يشعر أنه غير مستحق لمقابلة جلالته..


ترى يا عزيزى تيموثاوس.. كيف سيفكر الملك؟
ومن من ثلاثتنا هو بالحقيقة قد قدر الملك حق تقديره؟

ابراهيم عرفات؟ (الذى استعد)
أم حارس السراب؟ (الذى لم يستعد ورغم ذلك دخل)
أم ابن العرب؟ (الذى لم يستعد (لظروف خارجة عن إرادته) ورغم ذلك شعر انه غير مستحق)


أنا شخصياً.. أرى أن الوحيد الذى لا يقدر الملك هو "حارس السراب"

وأكثرهم تقديراً وحساسية هو "ابن العرب" الذى أجل شكواه لشعوره بأن ذلك لا يليق

والذى يشعر بأنه مستعد هو الوحيد "ابراهيم عرفات"

حسناً.. فما قيمة استعداد "ابراهيم عرفات" (الذى غسل وكوى ثيابه واستحم) أمام استعداد شخص ثرى يلبس حلة سوداء أنيقة وسكارف أو رابط عنق وساعة ذهبية؟ :what:

حتى الإستعداد نسبى يا عزيزى :)

فلا يوجد أحد مستحق..

فلو كنت مكان الملك.. فما هو ترتيب إهتمامك بالطلبات الثلاثة المقدمة؟

ربما نظرتك الآن أكثر عمقا للموقف وتستطيع الآن فهم ما الذى عنيته عن الفارق بين ما منحنى الله من نعم وعطايا ومحبة.. وبين شعورى بما أستحقه أنا..

تحياتى ومحبتى