Philosopher
عضو فعّال
  
المشاركات: 116
الانضمام: Jan 2002
|
الليبراليون الجدد والديمقراطية : الإيمان حيث يتوجب النقد
[FONT=Courier New] ما هو جدير بالملاحظة على الليبراليين العرب هو قولبة الواقع العربي, سياسيا و ثقافيا و إجتماعيا و إقتصاديا, وفق قوالب مركبة خارج النظرة الحضارية (بكل أبعادها الدينية و الفلسفية و العملية) خاصتنا نحن كأمة ذات إستقلال فكري و حضاري تام. فالأمر, للأسف, هو أحادية فكرية و تطرف ليبرالي بفهم الوجهات الفلسفية و السياسية التأريخية التي أدت لبزوغ الفكر الليبرالي بكل مراحله, و لايبدو أن الليبراليين العرب يقدرون هذه الظروف الجزئية في تلك البقاع, بل يعممون هذه النظريات و يقيمونها بمرتبة النص ذا القدسية النهاية العظمى. فمثلاً, يعتبر الليبراليون الرافضين لمفهوم الديمقراطية بحكم الأعداء و ربما الجهلة, و كأن الديمقراطية هي حقيقة مثلى أثبتت بقوة آليات المنطق الفلسفي المجرد و كذلك التجربة! في حين أن سقراط و قوة فكره رفض مبدأ الديمقراطية ككل!
لا أقول هنا بأنني أرفض الديمقراطية و القيم الأخرى, بل أقول بأنني أرفض وجهها الليبرالي التغريبي و مدى فهمها الفاشل (بمجتمعنا على الأقل) لهذه الصيغ الحضارية. فنحن الإسلاميون ننظر للمرأة(على وجه المثال) ككيان له مهامه التي لا يقدر على أدائها مخلوق غيرها, و أن لها قدسية لا يستقيم المجتمع بدونها. في الوقت الذي يرى فيه الليبراليون المرأة كائن يستحق فعل مهام الرجال و أنها ستبقى مسحوقة حتى تتحول لرجل آخر. الليبراليون يعتبرون نظرتنا لحقوق المرأة مجحفة وفق فهمهم لحقوق المرأة الغربية, و هذا هو بيت القصيد: المشروع الليبرالي الحالي هو مشروع تغريبي و إمبريالي سواء أكان قاصدا لذلك أم لم يقصد و يذلك لأنه يعتبر الكمال الإجتماعي موثوقا بالتقليد و النسخ و التبعية الحضارة للدول الإستعمارية الكبرى. و عليهم أن يحاججون مفاهيمهم و منطلقاتهم الفلسفية كي يتمكنوا من فهمنا نحن الذين فهمناهم بعمق, و أعتقد بأن المكتبات زاخرة بأقلام المفكرين الإسلاميين (اللامتطرفين) و نقدهم لجوهريات الفكر الليبرالي.
و المأساة أن الليبرالي يتمتع بمقدرة على القفز فوق الأخلاق القويمة لينفلت شاتما سابا كل من ينتقده, خصوصا إذا كان هذا الناقد إسلاميا (إسلاموي كما يلّقبه بإستهزاء) أو قومي (و يسمونه قومجي أيضا), و هكذا تبدأ الإسطوانة الليبرالية بالشتائم. فكل من ينتقدهم يتحول بالضرورة لهمجي و متزمت. كثيرا ما يذكّرني هؤلاء النفر بالمقولة الإسرائيلية: العربي المثالي هو العربي الميت. و ما أحسب مقولة الليبراليين سوى: الإسلامي المثالي هو الإسلامي الميت. نعم, يريدون تحريف الدين دون أن نعترض. أن يعترفون بالصهاينة دون أن نعترض. أن تمحق حضارتنا دون أن نعترض. أن نستعمر مرة أخرى دون أن نعترض. أن يعهرّون المجتمع دون أن نعترض. أن يحولونا لعبيد تحت السوط الأمريكي دون أن نعترض. أن يحولون الدين لكوميديا يومية دون أن نعترض. أن يجزر شارون و بلير بأهلنا دون أن نعترض... ببساطة, هم ضد من يعترض, لأنهم وحدهم هم من يمتلك الحقيقية و لاشيء سوى الحقيقة و الحقيقة وحدها. الباقين مجرد مغفلين لا يعرفون الحرية التي أحرقونا بها و لا يعرفون شيئا أبدا. أنهم مجرد أوباش قومجيين و متأسلمين بنظرهم الثاقب.
و هكذا يستمر مسلسل التقليد للأقوى دون فائدة, و تستمر الطبول مدوية لتسحق ماهيتنا الحضارية و تذوي على نيرانها تفردنا كأمة مستقلة, لها الحق بمزاولة ما تؤمن به و العيش بمجمله.
للإستفاضة أكثر, راجع موضوع "الليبراليون العرب.. جنود المستعمر في أرضنا"
http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?f...824&page=1&sid=
|
|
08-27-2004, 07:21 AM |
|