اطلق سراح ناصر قنديل النائب السابق في البرلمان اللبناني في الساعات الاولى من صباح الاربعاء بعد ان استجوبته لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
وما زال اربعة من مسؤولي الامن السابقين والحاليين في لبنان محتجزين لاستجوابهم على ذمة التحقيق في القضية نفسها.
وقال قنديل لوكالة رويترز ان اطلاق سراحه تم بعد نحو سبع ساعات من اذعانه لطلب اللجنة بالمثول امامها.
وقال قنديل" انا جاهز دائما لاعطاء كل المعلومات التي تطلبها لجنة التحقيق".
واضاف" نحن نريد الحقيقة، ولكن ليس كأولئك الذين يتاجرون بدماء الحريري لغايات صغيرة".
من جانبه، قال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة إن قرار استدعاء عدد من كبار القادة الامنيين السابقين والحاليين اضافة الى قنديل جاء بناء على قرار لجنة التحقيق الدولية، بصفتهم مشتبها فيهم.
وقال السنيورة في مؤتمر صحفي إن التوقيفات جاءت كنتيجة للتحقيقات الجارية.
وجدد السنيورة ثقة الحكومة ودعمها الكامل للجنة التحقيق الدولية برئاسة ديتلف ميليس.
ودعا إلى عقد اجتماع لكبار مسؤولي الامن ومنهم وزيرا الداخلية والدفاع وقائد الجيش.
وطمأن السنيورة اللبنانيين بقوله إن "لبنان بخير والدنيا لن تنقلب إلا على رؤوس المجرمين".
وأكد السنيورة توقيف أربعة من كبار مسؤولي الامن السابقين والحاليين في إطار التحقيق في اغتيال رفيق الحريري قبل ستة أشهر.
وقال السنيورة إنه تم القبض على رئيس جهاز الامن العام السابق جميل السيد ، وقائد قوى الامن الداخلي السابق اللواء علي الحاج، ومدير المخابرات في الجيش اللبناني السابق ريمون عازار.
واستدعي قائد لواء الحرس الجمهوري اللواء مصطفى حمدان فحضر الى مقر لجنة التحقيق الدولية، بحسب بيان لوزارة العدل.
ومن المقرر ان يستمع قاضي تحقيق الى هؤلاء المسؤولين ليقرر ما اذا كان سيتم احتجازهم او الافراج عنهم.
وكان النائب السابق ناصر قنديل قد عاد الى لبنان قادما من سوريا بعد ظهر الثلاثاء بعد ان جرى اقتحام منزله. وقد عبر الحدود بمواكبة امنية لبنانية واتجه الى مقر لجنة التحقيق الدولية.
وكان ينظر إلى جميل السيد على نطاق واسع على أنه اقوى شخصية أمنية في لبنان حتى انسحاب القوات السورية من هذا البلد.
وقد استقال السيد وعدد من المسؤولين الامنيين في وقت سابق من العام الحالي في أعقاب المظاهرات الحاشدة المعارضة لسوريا في لبنان والتي انطلقت شرارتها فور اغتيال الحريري.
وكان ميليس قد التقى بشكل منفصل مع رئيس الوزراء ووزير العدل في وقت سابق الثلاثاء.
وقال بيان وزارة العدل إن تصريحا منح للجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة لاستخدام الشرطة لتنفيذ "مداهمات وعمليات تفتيش واصطحاب أشخاص للتحقيق معهم".
ويأتي هذا التطور البارز مع اقتراب رفع رئيس فريق التحقيق الدولي تقريره النهائي الى مجلس الامن .
ويعتبر توقيف هؤلاء التطور الابرز منذ انطلاق التحقيقات في اغتيال الحريري لانها المرة الاولى التى يجري فيها اصطحاب اشخاص من منازلهم.
ومعلوم ان جميع الواردة اسماؤهم سبق ان خضعوا لاستجواب لجنة التحقيق الدولية ولكن بشكل سري .
كما ان رئيس فريق التحقيق الدولي كان قد كشف في تقرير رفعه الى مجلس الامن انه استجوب حتى الان 243 شخصا وان 55 شخصا اخرين سيجري استجوابهم.
وحسب مذكرة التفاهم الموقعة بين لجنة التحقيق والسلطة اللبنانية يحق لميليس طلب توقيف اشخاص على ذمة التحقيق على ان يطلب اصدار مذكرات توقيف تلي الاحتجاز الاولي في حال ارتأى ذلك.
وقد قلل الرئيس اللبناني اميل لحود من أهمية الاعتقالات وقال ان المعتقلين يبقون ابرياء لحين اثبات العكس.
وفي حديثه الى وفد من الكونجرس الأمريكي دافع لحود عن حمدان الذي اعتبره ضابطا مخلصا أنقذ حياته خلال الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1983.
وكان لحود قد تعرض لاتهامات من المعارضين لسوريا بالضلوع في مقتل الحريري وهو ما نفاه لحود، وقد رفض المطالبات بالاستقالة.
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsi...000/4196324.stm