أعتقد ان هناك فارق جوهري بين النظرية و الحقيقة العلمية

فالنظرية هي تحليل لمجموع من المشاهدات العلمية و محاولة للربط بينها و تقديم تنبأ بشئ ما بناءا على هذا التحليل و لكي تصدق النظرية فالمفترض ان تأتي تنبأءاتها (أو معظمها على الاقل) على درجة من الصحة

كمثال على هذا فلنستعرض الفارق بين نسبيتي اينشتاين العامة و الخاصة...فالنسبية الخاصة استطاعت التنبأ بالكثير من الامور التي اثبتت القياسات صدقها و التي فشلت ميكانيكا نيوتن التقليدية في تفسيرها كما انها قدمت المعادلة الشهيرة الرابطة بين الكتلة و الطاقة و التي تببني عليها التكنولوجيا النووية باسرها ...و على خلاف النسبية الخاصة فالنسبية العامة رغم اناقتها كنظرية علمية الا انها لم تحقق هذا النجاح القياسي و لم تفلح الا في تفسير عدد محدود من المشاهدات و القياسات و لا تزال موضع شك حتى يومنا هذا

نظرية التطور- برأيي- تنتمي الى هذا النوع الاخير من النظريات فيصعب اثبات صحة النظرية معمليا او تجريبيا (حتى الان على الاقل) و مع هذا تبقى النظرية تقدم تفسيرا متماسكا في حدود افتراضها المبدئي بتجاهل العامل الميتافيزيقي