الاستاذ كوكو

كتبت

اقتباس:إن الأجدي فيما أري أن تكون جملة ( فأخذتهم الصيحة مشرقين ) ترتيبا علي جملة (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) علي أي نحو فهمناها أي قول الملائكة للوط أو جملة اعتراضية وخطاب للرسول محمد ويكون سياق الآيات طبيعيا وكذلك سياق الأحداث الواقعية التي يصفها النص

ترتيب الاحداث لا تححده الاية :
{لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} (72) سورة الحجر

اقتباس:كان من الممكن أن يكون تعليلك مقبولا لو لم ترد آية  ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) لأن الرد علي هذه الآية  هو ( فأخذتهم الصيحة مشرقين )

ليس في الاية ( فاخذتهم الصيحة ) رد , لانه لم يكن هناك سؤال . انا قلت ان الفاء تفيد الترتيب اي انها تفيد بان ما ياتي بعدها مترتب على ما قبلها و لا ارى في قوله ( لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون) مثلما في قوله ( وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ) حيث ان قضاء الله تبعته العقوبة, اما غيهم فقد كان ملازمهم لمدة طويلة . اما ما قضى الله به عليهم فهو ما اخبرت به الملائكة و تبعه العذاب, و هذا هو دور حرف الفاء الترتيب و التعقيب و ليس التراخ.

اقتباس:قدم ذكر التعريف بالملائكة ومهمتهم من إيقاع العذاب بقوم لوط ردا علي قول لوط ( إنكم قوم منكرون ) ولا مفر منه كما سبق وأوضحت أن هذا هو سير الأمور الطبيعي لرجل ينكر قوما يراهم لأول مرة ووضعت لك قول أبي حيان في البحر تأييدا لكلامي (وبل إضراب عن قول محذوف أي: ما جئناك بشيء تخافه، بل جئناك بالعذاب لقومك، إذ كانوا يمترون فيه أي: يشكون في وقوعه

ان انكار لوط لضيوفه متقدم على ذكرهم لهوياتهم. و لو كانوا عرفوه بانفسهم لما انكرهم.

اقتباس:فأين سيكون موقع ( بل ) والقول المحذوف ( ما جئناك يشئ تخافه ) هل سيكون أثناء المشاجرة مع قومه
هل سيقول الملائكة للنبي لوط أثناء المشاجرة أو بعدها ( ما جئناك بشئ تخافه ) ولكن جئنا بالعذاب لهؤلاء
 
و هل سوف ينتظر الملائكة في الرد  كل هذا الوقت حتي يدخلهم بيته - ورغم أن المفسرين يقولون أنه التقي الملائكة في حرث له أي بعيدا عن داره أو أن ابنته لقيتهم وهي تستقي فأخذتهم إلي أبيها وأنا لا أعول علي ذلك علي اعتبار أن السياق لا يفيد ذلك ولكن في نفس الوقت لابد أن يقضي معهم مدة حتي يحضر قومه وتبدأ المشاجرة التي لابد أن النص اختصرها كعادته - ثم تكون إجابة الملائكة بتعريفه بأنفسهم وتحديد مهمتم ؟
صعب أن يستقيم هذا الفهم .

ليس ما تقوله بدفع لان نص ايات سورة هود ايضا يصف نفس الموقف:
1- قدوم الضيوف( الملائكة).
2- قدوم قوم لوط و المشاجرة بينهم ( كما سميتها)
3- اعلان الملائكة عن هوياتهم و مهمتهم.
نفس هذه الاحداث ترويها ايات سورة الحجر و لكن بطريق سرد قصصي مخنلف يرتب الاحداث ليس ترتيبا زمنيا و لكن ترتيبا راعى اعطاء الملائكة مركز الاحداث بينما راعت سورة هود وضع لوط المركزي في الاحداث.
وضع ( بل) هي انها استئنافية للحوار بين لوط و ضيوفه الذي قطعه قدوم قومه:
1) حضور ضيوف لوط:

فَلَمَّا جَاء آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ

قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ
2) حضور قوك لوط :
وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ
و ما دار من حوار مع لوط:

قَالَ إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ

وَاتَّقُوا اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ

قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ

قَالَ هَؤُلاء بَنَاتِي إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ


3) استئناف الحوار بين لوط و الملائكة حيث اعلنوا له عن هويتهم و مهمتهم ( نفس الترتيب حدث في سورة هود):

قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ

وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ

فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ

وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ


فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ

فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ

إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِين