{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قررتُ أن أدخن ..
نزار عثمان غير متصل
Gramsci
*****

المشاركات: 1,664
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #5
قررتُ أن أدخن ..
قرأت حينا من المراهقة في كاغد جُمع بين دفتين، قصة عن "زعيط" وابنه "معيط" .. "زعيط" قروي بسيط، و"معيط" قد شابه أباه فما ظلم، كان "معيط" راعيا للغنم لا يشق له غبار، نشأت بينه وبين الدواب علاقة من الإلفة والمحبة، فلم يكن ليرتضي يوما هدفا دون أن يحقق طموح العنزة الجربى بالشرب من عين العين، المهم .. أن ذلك التأصل الشعوري، والترابط القيمي، كان يخيل للرائي من خلالهما أن بين "معيط" وبين الدواب علاقة من نسب أو مصاهرة.. غاية القول، أن "معيط" في ترحاله اليومي مع رفاق الدرب والمصير آخى البصل إفطاراً وغداء وعشاء، حتى بات البصل واجب الوجود في الهرم الغذائي لـ"معيط"، إن لم أقل أنه كان هو الهرم الغذائي نفسه، اللهم إلا إن استثنيت الأمومة الرضعية التي جمعته بالبقرة ... بعد ذات هنيهة، وعلى وهن في عظم "معيط" قرر "زعيط" إدخاله الكتّاب.. كان "معيط" يغدو رائحا كل صباح على مضض، ويعود بعد انتهاء الدرس كالبرق لملاقاة الأحبة والأقران.. تتالت الأيام والسنون، واستبدل "معيط" بالغنم الدفتر، وبالكلب الحارس الكتاب، وبالحمار القلم، ولم يزل وفياً لصحبته من ذكرى الأوائل غير البصل، فكان كلما يأكله تجيش به العبرة، وتتساقط دموعه بانهمار لذكرى طوتها الأيام وباتت بمنأى عن الناظر .. ثم ومع مرور الزمن، ولقلة الرجال التي توجب إباحة المحظورات، وتسم الديك بلقب "أبي علي"، ذهب "معيط" في بعثة إلى بلاد الغرب، مودعاً الأهل والأحباب، وذكريات زالت ودرست.. غاب "أبو المعط" لسنوات ثلاث، وعاد للقاء الأهل والصحب، "زعيط" كان قد ملأ الدنيا وشغل الناس زعيطا، كيف لا؟؟ ومن كان ليظن أن معيط سيصل إلى مثل تلك الدرجة... "معيط" عائد .. فلتهتز أعمدة السماء حبوراً، ولتتراقص أوتاد الأرض فرحاً، سارع العجوز لملاقاة الحبيب.. فإذا بخواجا "إفرنجي" يربط عنقه بقماشة سوداء - أحيانا توصف بالرسن -، ولما كانت شمس الطفولة والشباب، ما انفكت تصبغ بشرة "معيط" بلون ثابت، عله يستذكر أصوله الأولى، ظن الشيخ"معيط" لضعف في بصره ربطة العنق السوداء، جزءاً من بشرة "معيط" الداكنة، فسارع وهو يهم بتقبيل ابنه العائد، والإبن يتمنع بضيق ظاهر، بالقول:"زرر قميصك يا ابني"..المهم .. وصل الأب المحبور، والإبن المتململ الضائق إلى القرية، فسارعت إم معيط بالغذاء، ولما كان البصل هو سلطان الأغذية لدى ولدها المحبوب، لم تترك وصفة طعام، إلا وجعلت له فيه نصيب الأسد، .. وعند المائدة، إذ نادى منادي الطعام، وصاح النفير بالهجوم والإقدام، وإذ لما يعرف الخير أهله يتقدم، أو ربما حين أن يكثر النبش تحته يتهدم.. صاح "معيط" والألم يعتصر منه الذات، والدهشة تأخذ بتلابيبه على ما لم يعد بالمتناول إذ قد فات، والحرقة على ما قد قدم وأخر، فعبس وبظر، ثم عبس وفكّر، وندم حيث قدّر، كان لمثله قبل المجئ أن يعمل النظر .. أوهل يستحق مجيئه مثل هؤلاء البشر؟؟ .. ثم بعد أن فار تنور نفسه بالاستنكار.. صاح كبركان خامد.. وجد بنفسه ذرة من حمم ، وبكل ما أعطي من اشمئزاز:"oh, no.. onion" ..

الله يكسر بخاطره .. كسر بخاطر النعجة التي كانت تنتظر منه قبلة..:D

تحياتي
(f)

09-04-2005, 11:01 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
قررتُ أن أدخن .. - بواسطة نزار عثمان - 08-25-2005, 06:06 PM,
قررتُ أن أدخن .. - بواسطة نزار عثمان - 08-25-2005, 08:24 PM,
قررتُ أن أدخن .. - بواسطة نزار عثمان - 08-25-2005, 10:02 PM,
قررتُ أن أدخن .. - بواسطة نزار عثمان - 08-28-2005, 12:28 PM,
قررتُ أن أدخن .. - بواسطة نزار عثمان - 09-04-2005, 11:01 AM
قررتُ أن أدخن .. - بواسطة أوريجانوس - 09-04-2005, 12:40 PM,
قررتُ أن أدخن .. - بواسطة نزار عثمان - 09-04-2005, 01:10 PM,
قررتُ أن أدخن .. - بواسطة EBLA - 09-04-2005, 01:50 PM,
قررتُ أن أدخن .. - بواسطة نزار عثمان - 09-04-2005, 04:08 PM,
قررتُ أن أدخن .. - بواسطة أوريجانوس - 09-04-2005, 08:18 PM,
قررتُ أن أدخن .. - بواسطة نزار عثمان - 09-04-2005, 08:25 PM,
قررتُ أن أدخن .. - بواسطة نزار عثمان - 09-20-2006, 09:28 AM,
قررتُ أن أدخن .. - بواسطة كمبيوترجي - 09-20-2006, 11:37 AM,
قررتُ أن أدخن .. - بواسطة نزار عثمان - 09-20-2006, 12:42 PM,
قررتُ أن أدخن .. - بواسطة كمبيوترجي - 09-20-2006, 05:46 PM,
قررتُ أن أدخن .. - بواسطة نزار عثمان - 09-20-2006, 07:11 PM,

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS