اتصلنا بأحد أصدقائه في الجامعة غير شريكيه في المنزل، وفوجئنا بأن المرحوم ليس عنده دروس في الجامعة يوم الخميس... أي أن شريكيه في البيت يكذبون وأن في القصة إنَّ....

بعد إصرارنا نحن أصدقاءه وافق والده ( وهو صيدلي ) أن نطلب من طبيب شرعي أن يأخذ خزعة من معدة المرحوم ( بعد أسبوع من الدفن ) ورفض والده فكرة تشريح الجثة بشكل قاطع.... أُخذت الخزعة من الجثة وحُلّلت فكانت النتيجة وجود سم قوي جداً في معدته !!!...

لقد مات صديقنا وحبيبنا مسموماً ( أي مقتولاً ) !!!!....

سافر والده إلى مصر وأوكل محامي وبدأ البحث عن شريكيه ( بالطبع قاموا بالانتقال إلى بيت جديد ) في الجامعة وحارات القاهرة... استطاع أن يجمع بعض الخطوط من أصدقاء المرحوم في الجامعة ومطابقتها مع أقوال صديقته في سوريا... فكانت هي قد ذكرت أن المرحوم أرسل لها رسالة على الموبايل يطلب منها أن تدعي له كي يوفقه ربه في المعركة الصعبة التي دخلها.. ورفض أن يشرح لها أي شيء... أخبرها صباح الأربعاء أنه لم ينم الليلة السابقة وأن بعض المشاكل نشبت بينه وبين شريكيه، وعدها أن ينتبه على نفسه.... كانت آخر رسالة منه...........

حتى لا أطيل عليكم كثيراً..... اتضحت تفاصيل القصة كالتالي: اكتشف المرحوم أن شريكيه يتعاطيا المخدرات في البيت المستأجر ( هذا البيت مستأجر باسم المرحوم )... لم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه إلى بيع المخدرات في هذا المنزل.... كشف المرحوم هذا الأمر واصطدم معهم بعنف ( كان قبضاي وزكرت... وعلى فكرة رغم أنه ليش ضخماً لكنه كان من أقوى وأشجع الشباب في الصف ومن أكثرهم وسامةً )...

طلب منهم إيقاف البيع في هذا المنزل حتى نهاية الفصل ليجد شركاء جدد ويستأجر معهم بيتاً جديداً، خاصةً أن وكر المخدرات هذا مُستأجر باسمه هو.... اصطدموا وجرت بينهم نقاشات حادة عديدة واصطدموا ليومين ثلاثة... حتى ظهر يوم الأربعاء السابق ليوم إعلان وفاته....

يوم الأربعاء تظاهر شريكيه وبعض الشباب الآخرين ( وجميعهم طلاب دفعة واحدة في كلية الطب البشري ) بأنهم قبلوا بشروطه وأوهموه أنهم سيتوقفون عن البيع حتى يترك المرحوم البيت، وعزموه على عشاء في المنزل على حسابهم...

وكان هذا العشاء العشاء الأخير لشاب في عنفوان شبابه وعطائه... في طريقه ليصبح طبيباً ذكياً قوياً ناجحاً ووسيماً...

خلاصة هذه القصة المأساوية:
- الطبيب الشرعي الذي كتب تقريراً مزوراً عن حالة وفاة روح بشرية !!!!!!..... كان المرحوم توفي قبل وصول الطبيب ب16 ساعة على الأقل.... والذي علمته من والده أنه لا يوجد شيء في مصر كلها اسمه غاز من دون رائحة فهم كما في سوريا يضيفون له الكبريت على ما أعتقد ليصبح له رائحة.... كيف استطاعوا هؤلاء القتلة تمرير تقرير طبي فيه كذبة أد عين الشمس ؟؟؟؟!!!!.....
- ما زال شريكيه حرين طليقين في مصر رغم الدعاوي العديدة التي رفعها والده لكن من دون نتيجة !!!!!!.....
- هؤلاء القتلة الأحرار هم أطباء في المستقبل القريب !!!!!!..... هم لم يعودوا إلى سوريا من يوم الجريمة.....
- كان ممكناً جداً أن تبقى القصة قصة تسمم بالغاز لولا بعض التساؤلات والحركشات.....