{myadvertisements[zone_1]}
الأناجيل الأبوكريفية ؛ ما هي مصادرها ؟ ومن هم كتابها ؟ ولماذا رفضتها الكنيسة ?
الراعي غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 637
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #17
الأناجيل الأبوكريفية ؛ ما هي مصادرها ؟ ومن هم كتابها ؟ ولماذا رفضتها الكنيسة ?
[SIZE=6]الأناجيل الأبوكريفية المسيحية الشعبية

وهي الكتب التي أمتزج فيها الفكر المسيحي بالفكر الغنوسي وتوصف بالكتب العامية التي كتبها بعض الكتاب أبتداء من القرن الثاني إلى الخامس الميلادي لتملأ فراغ رأوا أن يكتبوه من الأسطورة الشعبية مبتدأين من الأناجيل القانوية ، أي أخذوا الأفكار الرئيسية من الأناجيل القانونية وراحوا ينسجون ويروون القصص الأسطورية والخرافية عن المسيح خاصة في طفولته!!

وقد كتبت هذه الأناجيل المنحولة لسببين رئيسيَّن:
أولهما_ لملء فراغ فى حياة يسوع، وبنوع خاص، من ولادته حتى ظهوره فى نهر الأردن؛ أى فى فترة الثلاثين سنة من حياته، المسمّاة حياة يسوع الخفيّة. فالمؤمنون يريدون بإلحاح أن يعرفوا حياة معلّمهم وأعماله وأقواله. فكتب لهم من كتب، ونسبَ ما كتب إلى أحد الرّسل، ليروّج لما كتب سريعاً.
ثانيهما_ لإظهار ألوهيّة يسوع فى حياته كلّها، فى تعاليمه وأفعاله، كما فى مماته وقيامته. لذلك أضفى كتّاب المنحولات كمّاً من الخوارق والمعجزات يكاد يكون المسيح فيها ساحراً وصانعَ خوارق. إنّه أسلوب أدبىّ لإقناع القارئين والسّامعين بمقصدهم. فالأسلوب هنا ليس هو الهدف، أكان أسلوباً علميّاً، أم أسلوباً أدبيّاً خارقاً. الهدف هو بيان ألوهيّة يسوع بأىّ شكل أو أسلوب كان. إنها عقليّة الشعوب الشرقيّة التى تطلب الآيات فتعطى لها الآيات، على ما أشار إلى ذلك المسيح فى إنجيله.

وسنبدأ بما يسمى بأناجيل الطفولة:

1 - إنجيل توما الإسرائيلى:
يحمل هذا النصّ عنوان "طفولة الربّ يسوع" وموجود فى مخطوط سريانى. وأيضا في مخطوط يونانى يقول أنه"بقلم توما، فيلسوف إسرائيل". ولا توجد أي علاقة بينه وبين إنجيل توما الغنوصى المكون فقرات شبيهة بالموعظة على الجبل . فهو مجموعة قصص تاريخيّة/ أسطورية، غنية بمعجزات عن طفولة المسيح حتى عامه الثانى عشر، تصوره بصاحب المعجزات والخالق والعالم بكل شيء من بطن أمه ، ولكنه طفل مشاكس يقدم صورة مختلفة تماما عن صورة المسيح المحب الوديع الهادىء 000 الخ
ولكن يظهر جهل كاتب الكتاب بالعالم اليهودي والفكر اليهودي
وبالتالي لم يعش في فلسطين ولم يعرف الكثير عن عادات اليهود وتقاليدهم!!
وهو يناقض الأناجيل القانونية خاصة الإنجيل للقديس يوحنا والذي يؤك أن المسيح لم يصنع أية معجزة قبل معموديته وبدأ خدمته . وكذلك يقول يوحنا الذهبى الفم أن يسوع لم يصنع معجزات قبل عماده، وان ما ذكر خلافاً لذلك عن أيام طفولته من اختراع بعض الكذبة. (فى تعليق له على إنجيل يوحنا، أدلى به بين العامين 386 و 398م) .
ويبدأ كالآتي:
1 - كتاب القديس توما الرسول الخاص بطفولة الرب:
أنا توما الإسرائيلي ، رأت من الضروري أن أعرف كل الأخوة الذين من الأمم بالأعمال العظيمة التي عملها ربنا يسوع المسيح في طفولته ، لما كان ساكنا في الجسد في مدينة الناصرة وكان عمره خمسة أعوام.
2 - يسوع يأمر ماء البركة فيصبح رائقاً:
في أحد الأيام كان هناك مطراً شديداً ، وقد خرج هو من المنزل حيث كانت أمه ، ولعب على الأرض حيث كانت المياة تنساب . فصنع بركاً ووضع فيها المياه التي أحضرها ، فامتلأت البرك بالماء . حينئذ قال : " إنها إرادتي أن تكوني رائقة ومياه رائعة " فصارت كذلك في الحال.
3 - ابن حنان الكاتب يفرق ماء البرك ، فيلعنه المسيح ويجف ويموت:
ومر صبيا هو ابن حنان الكاتب وكان يحمل فرع صفصاف ، فشتت البرك وتدفق منها المياة . فالتفت يسوع وقال له : " أيها الشرير الكافر كيف أخطأت برك المياه إليك حتى تفرغها؟ أنك لن تسير في طريقك وسوف تجف مثل الفرع الذي تحمله ". فلما مضت فترة قصيرة وقع الطفل ومات. فلما رأى الأطفال الذين كانوا يلعبون معه ذلك ، تعجبوا ومضوا وأخبروا أبو الصبي الميت .فجري ووجد ابنه ميتاً ، فمضى وعنف يوسف .
4 – يسوع يخلق من الطين كهيئة الطير وينفخ فيه فيتحول إلى طير مغرد:
وصنع يسوع من طين الصلصال ، أثني عشر عصفوراً . وكان ذلك يوم سبت . فجرى صبي وأخبر يوسف قائلاً : " هوذا أبنك يلعب عند غدير المياه وصنع من طين الصلصال أثني عشر عصفوراً ، الذي لا يحل " . فلما سمع ذلك ذهب وقال ليسوع " لماذا فعلت ذلك ودنست السبت ؟ " . لكن يسوع لم يجاوبه ، بل نظر للعصافير وقال : " أنطلقوا ، طيروا ، وعيشوا وأذكروني " . وعند قوله هذا طاروا وصعدوا في الهواء ، فلما رأى يوسف ذلك تعجب.
5 – يسوع يلعن طفل ويموت لأنه ضري بالحجر:
وبعد عدة أيام كان يسوع سائرا في وسط المدينة ، فألقى صبي بحجر عليه ، فأصابه في كتفه . فقال له يسوع : " أنك لن تسير في طريقك " . فسقط في التو ومات أيضا، والذين رأوا ذلك ذعروا جداً، وكانوا يتردَّدون، ويقولون: "كلَّ من كلماته يليها فعل، إما للخير، وإما للشر، ويأتى بمعجزات." وعندما رأوا أن يسوع يفعل أشياء كهذه، نهض يوسف، وشدَّ أذنه بقوة. فغضب الطفل وقال: "لَيكْفك البحث وعدم الاكتشاف؛ لقد تصرَّفت كمجنون؛ "أنا لك من دون شك؛ إنما ليس عليك آن تعذَّبني في شيء، فأنا لك لئلا تزعجني مطلقاً."
6 - عند المعّم زكّا :
وسمع معلَّم مدرسة، اسمه زكّا كان قربهما، يسوع يكلَّم أباه هطذا، فدهش جداً لتعبير طفل بهذه الصورة. وبعد أيام قليلة قصد يوسف وقال له: "ان طفلك موهوب بذكاء كثير؛ إعهَدْ به إلىَّ، فأعلَّمه الأحرف، وأمنحه كلّ أنواع التهذيب، معلَّماً إياه خصوصاً احترام الشيخوخة ومحبَّة مجايليه." وعلَّمه الأحرف كلها من الألف حتى الأوميغا، شارحاً بوضوح وعناية قيمة كلَّ منها ومعناه. وإذ نظر يسوع إلى المعلَّم زكّا، قال له: "أنتَ الذى يجهل طبيعة الحرف أَلفا، كيف تعلَّم الآخرين ما هى البيْتا؟ أيها المرائى، علَّمنا أولاً، ما هو حرف أَلفا، وإنذاك نصدَّقك حين تتحدَّث عن حرف بيْتا." وأخذ عندها يلحّ على المعَّم بأسئلة عن أول حرف من الألفباء، فلم يستطع زكّا إعطاء اجوبة مرضية. وفى وجود كثير من الحضور، قال الطفل لزكّا: "إسمَعْ، يا معلَّم، ما هو موقع الحرف الأول، ولاحظْ من كم خطَّ يتألَّف، وكم يحتوى منها داخليةَّ، حادةَّ، متباعدةَّ، متلاقيةَّ، مرتفعةَّ، ثابتةَّ متناسقةَّ. غير متساوية القياس." وشرح له كل ما له علاقة بالحرف A.
7 - زكّا يعلن هزيمته :
عندما سمع زكّا الطفل يعرض أشياء بهذه الكثرة، لبث خَجلاً بعلمه، وقال للحضور: "واأسفى! كم أنا تَعس، فقج أورثت نفسى سبب ندامة، وجلبت علىَّ عاراًَ باجتذاب هذا الطفل إلى عندى؛استَعدْه، استحلفك بذلك، يا أخى يوسفح اننى لا أستطيع الصمود أمام قوة براهينه، ولا أحسن الارتفاع إلى أحاديثه. ان هذا الطفل لم يولَدْ على الأرض؛ ويمكنه التسلَّط على النار؛ ربما ولدَ قبل خلق العالم؛ أجهل أى بطن حمله وأى ثدى أرضعه؛ لقد وقعت فى خطأ جسيم، فقد أردت أن يكون لى تلميذ فوجدت معلَّماً؛ اننى أرى، يا أصدقائى، ما هو ذلَّى، فأنا، الشيخ، هزمت على يد طفل، وستكون نفسى فى قنوط، وسأموت بسببه، ومنذ هذه اللحظة، ما عدت أستطيع مواجهته. وحين يقول الجميع اننى غلبت على يد طفل، فماذا أجيب وكيف أتحدَّث عن قواعد الحرف الأول وعناصره بعد كلّ الذى قاله عنها؟ اننى لا أعرف بداية هذا الطفل ولا نهايته. استحلفك إذاً، يا أخى يوسف، استردَّه إلى بيتك: إنه ذو شأن عظيم، إنه إله أو ملاك، لا أدرى."
8- شفاء المصابين بلعنة
وعندما كان اليهود يقدَّمون نصائح لزكّا، أخذ الطفل يضحك وقال: "الآن وقد أثمرت الأمور وعمْى القلب يبصرون، جئت من فوق لألعنهم وأدعوهم إلى أشياء أسمى، هذا هو الأمر الذى أعطانى إياه منَْ أرسلنى لأجلكم." وحين أنهى كلامه، كلّ الذين أصابتهم لعنته شفوا على الفور. ومنذ ذلك الوقت، ما من أحد كان يجرؤ على إثارة غضبه خوفاً من أن يلعنه ويصاب بشرَّ ما.

9- قيامة زينون الطفل
وبعد أيام قليلة، كان يسوع يلعب على مصطبة، فى أعلى منزل، فسقط أحد الأطفال الذين يلعبون معه، من أعلى السطح ومات، وإذ رأى الأطفال الآخرون ذلك، ونزل يسوع وحده. وعندما جاء أهل الطقل الذى مات، اتهموا يسوع بدفعه من أعلى السطح، وكالوا له شتائم. فنزل يسوع من السطح، وأقترب من جثة الطفل، ورفع صوته، وقال: "يا زينون (كان هذا اسم الطفل)، قُمْ وقُلْ لى إن كنت أنا مَنْ أوقعك." وأجاب الطفل، وقد نهض على الفور: "لا، يا سيد، لم تسبب سقطتى، وبالعكس تماماً، أقمتنى من الموت." وذهل الذين كانوا حاضرين. ومجد أهل الطفل الله لأجل الآية التى حصلت، وسجدوا ليسوع.
10- قيامة شاب
وبعد بضع أيام، كان شاب منشغلاً بالاحتطاب، فأفلتت فأسه من يديه، وأحدثت فى قدمه جرحاً عميقاً، فمات وقد نزف دمه كله. ولما كانوا يهرعون نحوه وكانت هناك جلبة عظيمة، ذهب يسوع مع الآخرين، وإذ وسع لنفسه مكاناً، اجتاز الجمع، ووضع يديه على قدم الشاب، فشفى على الفور. وقال للشاب: "قُْم احتطبْ وتذكرنى." وعندما رأى الجمع ما حدث، سجدوا كلهم ليسوع، وهم يقولون: "حقا، ان روح الله يسكن هذا الطفل."
11- ماء فى الرداء
وعندما بلغ العاشرة من العمر، أرستله أُمه، وقد أعطته جرة، لاستقاء الماء وجلبه إلى البيت، وإذ ارتطمت الجرة، وسط الجمع، تحطمت. فبسط يسوع رداءه الذى كان يلبسه، وملآه ماءً وحمله إلى أمه. فقبلته أمه، وقد رأى الآية التى صنعها، وكانت تحتفظ فى قلبها بذكرى الآيات التى كانت تراه يصنعها.
12- آية الزرع
وإذ جاء زمن الزرع، ذهب الطفل يسوع مع أبيه ليبذر قمحاً فى موطنهما، وفيما كان يوسف يبذر، تناول الطفل حبة قمح وطمرها فى التراب، وهذه الحبة وحدها أعطت مئة مُد من القمح. وإذ جمع فقراء القرية كلهم، وزع عليهم القمح، وأخذ يوسف ما تبقى. وكان يسوع فى الثامنة من عمره حين صنع هذه الآية.
13- إنقاذ يوسف من ورطة
وكان أبوه نجاراً وكان يصنع أنذاك أنياراً ومحاريث. وقد أوصاه رجل ثرى على سرير. ولما كانت المسطرة التى يستخدمها يوسف لقياس الخشب لا يمكنها أن تفيده فى ذلك الظرف، قال له الطفل: "ضع أرضاً قطعتى خشب وانجرهما انطلاقاً من الوسط." وفعل يوسف ما أمره به الطفل، وإذ كان يسوع فى الجانب الآخر، ضم الخشب وشد نحوه القطعة الأقصر، فغدت مساوية للأخرى، وقد طالت تحت يده. وإذ رأى أبوه يوسف ذلك، أُعجب، وقال، وهو يقبل الطفل: "أنا سعيد لأن الرب أعطانى طفلاً كهذا."
14- إلى معلم آخر
وإذ رأى يسوع أن الطفل يكبر سناً، أراد أن يتعلم الأحرف، فأصطحبه إلى معلم آخر. وهذا المعلم قال ليوسف: "سوف أُعلمه أولاً الأحرف اليونانية ومن ثم الأحرف العبرية. وكان المعلم يعرف مهارة الطفل كلها ويرهبه، إلا أنه كتب الألفباء، وحين أراد سؤال يسوع، قال له يسوع: "إذا كنت حقاً معلماً، وإذا كانت لديك معرفة صحيحة بالأحرف، فقُلْ لى ما معنى حرف ألفاً، أقول لك ما معنى حرف بيتا." فدفعه المعلم، ثائراً وضربه على رأسه. فلعنه الطفل، غاضباً من هذه المعاملة، وعلى الفور سقط المعلم على وجهه ميتاً. وعاد الطفل إلى مسكن يوسف، الذى أغتمَّ جداً لذلك ، وقال لأُم يسوع : "لا تدعيه يجتاز باب البيت، فكلّ الذين يُثيرون غضبه يصعقهم الموت. "
15- تلميذ مملوء نعمة ً
وبعد بعض الوقت، قال ليوسف معلَّم آخر ، كان قريباً وصديقاً له: "قُدْ هذا الطفل إلى مدرستى؛ فربما أنجح فى شكل افضل فى تعليمه الأحرف، غير مستخدم حياله سوى معاملة جيدة." فقال له يوسف: "خُذْه معك، يا أخى، إذا تجرأت على ذلك." وأخذه معه بخشية وندم وكان الطفل يمضى جذلاً. وإذ دخل المدرسة بثقة، وجد كتاباً على الأرض، ولم يكن يقرأ، وقد تناوله ، ما كان مكتوباً؛ لكنه كان يتكلَّم، فاتحاً فمه، بحسب إلهام الروح القدس، وكان يشرح الشريعة للحاضرين. وكان يحيط به جمعٌ كثير، وكلّهم كانوا معجبين بعلمه وبان طفلاً يعبر بهذه الطريقة. فارتعب يوسف، وقد علم ذلك، وأسرع إلى المدرسة، خائفاً من أن يكون المعلَّم أُمَّيّاَّ. وقال المعلَّم ليوسف: "تعلم، يا أخى، اننى أخذت هذا الطفل تلميذاً، لكنه مملوء نعمةَّ وذو حكمة بالغة؛ أرجوك يا أخى، أرجعْه إلى بيتك." وعندما سمع الطفل، ابتسم وقال: "لأنك أحسنتَ الكلام، وأدَّيت شهادة جيَّدة، مَنْ صُعقَ سيشفى." وعلى الفور شفى المعلَّم الآخر. وأخذ يوسف الطفل ومضى إلى بيته.
16- شفاء يعقوب
وأرسل يوسف ابنه يعقوب ليحزم حطباًَ ويحمله إلى البيت ورافقه الطفل يسوع. وعندما كان يعقوب يلتقط أغصان شجر، لسعته أفعى فى يده. وحين كان فى لحظة الموت من جرحه، اقترب يسوع، ونفخ فوق اللسعة، فتوقف الألم على الفور، ونفقت الزاحفة، ولبث يعقوب معافىَّ تماماَّ.
17- "آمرك بألا تموت"
وبعد ذلك، حدث أن طفل أحد عمال يوسف مرض، ومات، وكانت أُمه تبكى كثيراً. وسمع يسوع صوت النحيب والتأوُّهات، فعجَّل في الإسراع، وعندما وجد الطفل ميتاً، لمس صدره، وقال: "آمرك، أيها الطفل بألا تموت؛ عشْ وابقَ مع أُمك." وعلى الفور نهض الطفل وأخذ يضحك. فقال يسوع للأُم: "خذيه واعطيه حليباً، وتذكَّريني." وحين رأى الشعب الذى كان هناك هذه الآية، قال: "هذا الطفل هو حقّاَّ إله أو ملاك الله، فكلّ ما يأمر به يُنَفَّذ على الفور." ومضى يسوع مع الأطفال الآخرين.
18- الميت ينهض ويسجد
وبعد بعض الوقت، ولما كانوا يشيَّدون مبنى، ارتفعت جلبه عظيمة، فذهب يسوع ليرى ما حدث، وإذ وجد رجلاً راقداً ميتاً، أمسك بيده وقال له: "أقول لك ذلك يا رجل قُمْ، وعُدْ إلى عملك." وعلى الفور نهض الميت وسجد له. وأُصيب الجمع بالذهول، وكان يقول: "حقّاَّ، هذا الطفل آت من السماء، ولقد وقى أنفساً كثيرة الموت، وسوف يقيها كلّ زمن حياته."
19- أمام الشيوخ والمعلَّمين
وعندما بلغ يسوع الثانية عشرة من العمر، ذهب أبواه، بحسب العادة، إلى أُورشليم ليحتفلا بالفصح، برفقة أشخاص آخرين، وبعد العيد عادا إلى ديارهما. وفيما كانا سائرَين، عاد الطفل يسوع إلى أُورشليم، وكان أبواه يعتقدان بأنه كان مع الذين يرافقونهما. وبعدما قطعا نهار سير، فتَّشا عنه بين اقربائهما فلم يجداه؛ عندما عادا إلى المدينة ليبحثا عنه، وفى اليوم الثالث، وجداه فى الهيكل، جالساً فى وسط العلماء، ومستعماً إليهم، وسائلا إياهم، وشارحاً الشريعة. وكلّهم كانوا منتبهين ومندهشين لأن طفلاً أربك الشيوخ ومعلَّمي الشعب وضيَّق عليهم بالأسئلة، باحثاً فى نقاط الشريعة وفي أمثلة الأنبياء. وقالت له أُمه مريم، متقربةَّ منه: "لمَ تصرَّفت هكذا، يابُنَىّ؟ كنا مغمَّين ونفتَّش عنك." فأجابها يسوع: "لمَ تفتَّشان عنّى؟ ألا تعلمان ان علىَّ أن أكون مع الذين هم لأبى؟ " إذاك قال الكتبة والفريسيون: "هل أنت أُم هذا الطفل؟" فأجابت: "أنا هى." فقالوا لها: "أنت محظوظة بين كلّ النساء، لأن الله بارك ثمرة أحشائك؛ اننا لم نرَ ولم نسمَعْ أبداً مجداً بهذا المقدار، وحكمةَّ بهذا المقدار وفضليةَّ بهذا المقدار." وإذ نهض يسوع، تبع أُمه، وكان طائعاً أبويَه. وكانت أُمه تحتفظ فى قلبها بذكرى كلّ ما كان يحدث. وكان يسوع ينمو حكمةَّ، ونعمةَّ وعمراَّ. له المجد في كل الدهور.أمين.

ويعلق الزميل السواح على هذا الإنجيل المنحول بقوله :

ويعد أكثر الأناجيل انتشاراً وأقدمها بعد إنجيل يعقوب . فقد ذكره أوريجانوس وإيريناوس ويبدو أنه كان مستخدماً عند مذهب غنوسي من النحشتانيين ( عبدة الحية ) في منتصف القرن الثاني . وهو دوسيتي فيما يختص بالمعجزات المسجلة فيه ، وعلى هذا الأساس كان مقبولاً عند المانيين . ومؤلفه أحد الماركونيين ، كما يقول إيريناوس . وتوجد اختلافات كثيرة في مخطوطاته التي يوجد منها اثنتان في اليونانية ، وواحدة في اللاتينية وواحدة في السريانية . وإحدى المخطوطتين اليونانيتين أطول من الأخـــــرى كثيراً ، بينما اللاتينية أطول منهما بعض الشيء . وأهم ما به هو تسجيل معجزات يسوع قبل بلوغه 12 سنة . وهو يصور المسيح طفلاً خارقاً للعادة ، ولكنه غير محبوب بالمرة . وعلى النقيض من المعجزات المسجلة في الأناجيل القانونية ، نجد المعجزات المسجلة فيه تميل إلى طبيعة التدمير ، وصبيانية وشـــاذة . إن الإنسان ليصدم إذ يقرأ مثل هذا عن الرب يسوع المسيح ، فهي تمزج قدرة الله بنزوات الطفل المشاكس المتقلب ، فبدلاً من الخضوع لوالديه ، يسبب لهم متاعب خطيرة ، وبدلاً من النمو في الحكمة ، نراه في هذا الإنجيل مندفعاً يريد أن يعلم معلميه ، وأن يبدو عالماً بكل شيء منذ البداية . ويطلب والد - مات ابنه بسببه - من يوسف :
" خذ يسوعك هذا من هذا المكان لأنه لايمكن أن يقيم معنا في هذه المدينة ، أو على الأقل علمه أن يبارك لا أن يلعن " . وعندما كان يسوع في مصر في الثالثة من عمره ، نقرأ في الأصحاح الأول :
" وإذ رأى الأولاد يلعبون ، بدأ يلعب معهم ، وأخذ سمكة مجففة ووضعها في حوض وأمرها أن تتحرك ، فبدأت تتحرك ، فقـــــــال للسمكة : " اخرجي الملح الذي فيك وسيري في الماء " ففعلت ذلك وعندما رأى الجيران ماحدث ، أخبروا به الأرملة التي كانت مريم أمه تقيم عندها ، وحالما سمعت ذلك طردتهم من بيتها فوراً .
وكما يقول وستكوت :
" في المعجزات الأبوكريفية لا نجد مفهوماً سليماً لقوانين تدخلات العناية ، فهي تجرى لسد أعواز طارئة ، أو لإرضاء عواطف وقتية ، وكثيراً ما تنافي الأخلاق ، فهي استعراض للقوة بدون داع من جانب الرب أو من جانب من عملت معه المعجزة ".
ولعل مؤلفي هذه القصص المذكورة ، في القرن الأول ، رأوا أنه من اللائق أن يجعلوا من المعجزات جزءاً ضرورياً - بل وبارزاً - في قصتهم ، ولعل هذا هو السبب في أن يوحنا في بداية إنجيله الرابع ذكر أن كل ما ذكر عن معجزات الطفولة لا أساس له ، بالقول بأن أول معجزة هي ما أجراه في بداية خدمته في عرس قانا الجليل :" هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه " ( يو 2 : 11 ) .

وننتظر تعليقا على هذا الكتاب المنحول خاصة من الزملاء المسيحيين قبل الدخول في غيره ...

تحياتي

الراعي / عمانوئيل
09-06-2005, 02:21 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الأناجيل الأبوكريفية ؛ ما هي مصادرها ؟ ومن هم كتابها ؟ ولماذا رفضتها الكنيسة ? - بواسطة الراعي - 09-06-2005, 02:21 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  البابا شنودة اخر بطريرك عالارض .. وهيسلم الكنيسة للمسيح على نور الله 17 4,563 11-02-2011, 12:00 PM
آخر رد: عبدالله بن محمد بن ابراهيم
  الكنيسة الكاثوليكية تطرد أم و أطباء طفلة مغتصبة تم اجهاض حملها Logikal 14 3,205 06-10-2011, 03:49 PM
آخر رد: observer
  الخلل في حرمان رجال الكنيسة من متع الدنيا.. خبر وتعليق فارس آخر العصور 81 21,290 12-14-2010, 05:55 PM
آخر رد: ABDELMESSIH67
  متى ؟ ولماذا ؟ وكيف ؟ IMMORTAL 9 2,417 12-09-2010, 03:46 PM
آخر رد: أحب-البشرية
  من الأناجيل: يسوع لم يكن يهوديا ..بل كان سامريا مستر كامل 27 5,319 11-05-2010, 03:47 PM
آخر رد: الفكر الحر

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 7 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS