اقتباس:اقتباس:النجم اللامع كتب
اول شيء لا اعرف لماذا الإصرار على حكاية هدف الشهيد..
"الهدف"، أو "الغاية"، هو أحد الوجوه التي نميز من خلالها الموجودات والأعمال والتصرفات. إنه "مقياس للمعرفة " ووضع الأمور في نصابها الصحيح، والحكم عليها "قيمياً" بعد تأطيرها.
بتغير "الهدف" تتغير النظرة، ويتغير الحكم على العمل. فالذي يسرق كي يأكل ليس كمن يسرق عن سعة، ولعل حديث "إنما الأعمال بالنيات (بالأهداف)" يوجز ما نحن بصدده.
الهدف أيضاً قد يكون عدة "أهداف" في آن واحد، بينها "هدف مركزي" وأخرى "فرعية وجانبية وثانوية". فمن يدعو فتاة حسناء إلى "عشاء رومانسي"، ثم ينتخب "مطعماً متوسط الكلفة"، فهو يهدف إلى "مغازلة الفتاة وتمضية وقت طيب" (هدف رئيسي) ولكنه "يهدف" في نفس الوقت إلى تناول "طعام العشاء باستمتاع" (هدف جانبي) وتجنب "التكاليف الباهظة" (هدف جانبي ثان).
عندما نحكم علىالتصرف من خلال أهدافها، فإننا نستعمل – عادة – "الهدف المركزي الرئيسي" كمقياس، وليس "الأهداف الجانبية والفرعية". لأن انتفاء "الهدف الرئيسي" قد يلغي "التصرف" نفسه، بينما عدم وجود الأهداف الجانبية قد لا يغير كثيراً من التصرف. هكذا مثلاً لو تمت دعوة الفتاة إلى مطعم فاخر فإن "هدف المغازلة وقضاء وقت طيب" ما زال موجوداً بينما "الهدف الفرعي" القاضي "بالاقتصاد في دفع فاتورة حساب طعام العشاء" قد انتفى و"خرج ولم يعد"، بينما لو انتفى "الهدف المركزي" (المغازلة وقضاء وقت طيب) فإن "العشاء الرومانسي" "والمطعم" ينتفيان معه.
انطلاقاً من هذه القاعدة، نستطيع الحكم على الأعمال والتصرفات "بالوطنية أو عدم الوطنية". "فالعمل الوطني" عندي هو "الهدف الرئيسي" الذي لا يستطيع أن يكون "مجرد هدف ثانوي أو تابع". "العمل الوطني" هو أن يكون "الوطن" في الصدارة وليس مجرد "تابع" "في حاشية الأمير.
ما قام به "محمد فروانة" هو عمل لا يضع "فلسطين" إلا في "مركز ثانوي". فالهدف الأسمى لأشوسنا هو "الجنة" و"نكاح الحور العين".
"الجنة" هي أقصى ما أراده "محمد فروانة" وهو "هدفه الرئيسي" الذي يجب أن نقيم عمله من خلاله. أما "فلسطين" فهي كمثل "دجاجة أخرى" بين أمتعة الفلاح الماضي إلى المدينة لزيارة بعض أهله. هذه "الدجاجة" لو تعارضت مع "هدف الزيارة" فلا مانع عند "الفلاح" من قذفها من الشباك، ولو تعارض "الفوز بالجنة" مع "مصلحة فلسطين وشعبها" فلا يهم عند "فروانة" القذف بفلسطين من الشباك، فالأساس هو "الجنة وملذاتها" في عرف صاحبنا هذا.
عندما يكون "الوطن ومصلحته ومصلحة شعبه" هو "الهدف الرئيسي" في "العمل المقاوم"، فإن هذا العمل يستحق ان يسمى "عملاً وطنياً". وفي حالة "المناضل الملحد الوطني" فإن "الهدف الرئيسي والنية الكبرى" هي التضحية في سبيل "الوطن ومصلحته ومصلحة شعبه وأجياله القادمة"، لذلك "فتضحيته هي تضحية وطنية" أما تضحية "الإسلاموي" فهي تضحية "دينية ما ورائية" لا يهمها ما يحدث في عالمنا هذا إلا بشكل ثانوي ...
لهذا جميعه "أصر وأركز" على الهدف في أي عمل ينسب إلى "الوطنية"، ولهذا جميعه أعتبر "حماس" حركة "غير وطنية".
أخيراً، أنا على علم بأن هذا "المقياس دقيق"،وهو قد لا يدخل في حساب الكثير من الناس، ولكن الناس تخطيء ببساطة عندما لا تميز بين "القمح والزوان" وبين "الفطر النافع والفطر السام" ولربما قد لا تجد فرقاً كبيراً بين المياه العذبة والمياه الملوثة.
اقتباس:اقتباس:النجم اللامع كتب
يعني كل ما ستؤدي له العملية هو المزيد من الاعتداءات..
طيب ما الحل في رأيك..؟
الجلوس صامتين في انتظار القذائف الإسرائيلية على شاطيء البحر في غزة..؟
ستقول لي المفاوضات...
بماذا ستفاوض وانت لا يوجد عندك اي مصدر قوة..
لا، أنا لم أقل هذا ... أنا كل ما قلته هو "ترشيد استعمال القوة وعقلنتها " بالإضافة إلى "فتح مسار سياسي" محاذ يجني ثمار هذه القوة "الراشدة العاقلة" التي تعرف متى تضرب وكيف ولماذا. هذا "الترشيد" يتم عبر أخذ الفصائل الفلسطينية المقاومة "مصلحة فلسطين وشعبها عامة" والمحافظة على أرواحهم وسلامتهم – بقدر الإمكان – أولاً. وليس عن طريق حسابات سياسية تكتيكية "لشعبية بعض الفصائل"، وأهداف أخرى غير "مصلحة الشعب الفلسطيني العليا".
نحن بحاجة اليوم إلى "سلطة وطنية نظيفة" ووضوح في الأهداف والمقاصد وتبن لمشروع "دولة فلسطينية في حدود 1967" والتفاوض مع اسرائيل على هذا الأساس ولو طال أمد المفاوضات شهوراً كثيرة.
مصدر قوتينا هو "الحقائق على الأرض" ومدى "قدرتنا على المناورة" و"المقاومة" بطرق لا تسمح للدولة الصيونية البلطجية كثيراً "بأن تستفرد بنا" بهذا الشكل الذي تفعله اليوم. عموماً .. هذا موضوع آخر.
واسلموا لي
العلماني