واشنطن تدين مقتل متظاهرين بسوريا
لقطة تظهر جانبا من مظاهرات الأمس التي كانت الأعنف في سوريا منذ سنوات (الجزيرة)
أدان البيت الأبيض أمس "بشدة" العنف الذي استعمله الأمن ضد احتجاجات في سوريا كانت الأعنف منذ سنوات، فيما أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه لسقوط قتلى في درعا على الحدود الأردنية، في وقت تحدثت فيه مصادر حقوقية عن تهم وجهت إلى 30 ناشطا حقوقيا.
ودعا متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أمس حكومة سوريا إلى أن تسمح لشعبها بالتظاهر بحرية، وحثها على محاسبة المسؤولين عن العنف ضد المتظاهرين وعن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا الخاضعة لقانون الطوارئ منذ 1963.
قتلى بدرعا
كما أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قلقه لتقارير عن سقوط قتلى أمس في محافظة درعا الجنوبية، وذكّر بأن على حكومة سوريا مسؤولية الإنصات إلى "طموحات شعبها المشروعة".
وتحدث سكان وناشطون عن اشتباكات عنيفة في مظاهرة بمركز محافظة درعا، رفعت فيها لافتات تطالب بمحاربة الفساد في سوريا، وبفتح الحريات السياسية.
"
احتجاجات درعا سجلت سقوط أربعة قتلى، ورفعت فيها شعارات تطالب بمحاربة الفساد وفتح الحريات
"
وأظهرت لقطات فيديو على فيسبوك مئات يرددون هتافات ضد رجل الأعمال رامي مخلوف ابن خال الرئيس بشار الأسد، وتصفه باللص.
واستعمل الأمن خراطيم المياه والعصي والأسلحة النارية لتفريق المحتجين في البلدة التي بدأ فيها الاحتجاج بتجمع كبير في المسجد العمري، تلته مسيرة.
وتحدث ناشط حقوقي لأسوشيتد برس -دون كشف هويته- عن طوق ضرب حول مستشفى درعا الرئيسي لمنع العائلات من زيارة الجرحى.
وأقرت وكالة الأنباء السورية (سانا) بوقوع اضطرابات في درعا، وبررت تدخل الأمن بـ"أعمال فوضى وشغب"، مارسها "مندسون" أحرقوا سيارات ومحلات عامة. وتحدثت عن تجمع آخر في بلدة بانياس الساحلية انتهى "دون حوادث تذكر".
وأظهر شريط على يوتيوب قال صاحبه إنه صور في بانياس مئات يرددون شعارات تراوحت بين المطالبة بحرية التعبير والسماح للمنقبات بارتياد الجامعات.
دمشق
أما في العاصمة دمشق فردد عشرات في باحة المسجد الأموي بعد صلاة الجمعة هتافات "لا إله إلا الله"، قبل أن تقوم عناصر أمنية باللباس المدني بتفريقهم.
ولم يعرف عدد المتجمعين لاكتظاظ ساحة المسكية المجاورة للمسجد بالمارة والمصلين، لكن شخصين أوقفا واقتيدا إلى جهة مجهولة.
وسجل حضور كثيف لعناصر أمنية باللباس المدني قبل صلاة الجمعة جابوا سوق الحميدية وأحاطوا بساحة المسكية، بعد الإعلان في صفحة على فيسبوك -فاق أمس عدد موقعيها 50 ألفا- عن "جمعة الكرامة" للمطالبة بـ"بحقوقنا الإنسانية"، وبـ"الثورة حتى الحرية".
وتناقلت مواقع إلكترونية لقطات فيديو بالهاتف الجوال، تظهر رجال أمن يضربون متظاهرين في قاعة المصلين التابعة للمسجد الأموي، وفي باحته.
وما أن تجمع المحتجون في المسكية، حتى احتشد نحو 200 من مؤيدي الأسد في الساحة وساروا باتجاه سوق الحميدية.
كما تناقلت المواقع شريطا لمظاهرة قرب جامع خالد بن الوليد في مدينة حمص شمال دمشق، شارك فيها عشراتٌ رددوا "الله، سوريا، حرية، وبس"، قبل أن يفرقهم الأمن.
اعتقالات وتهم
وتظاهر عشرات الثلاثاء في سوق الحميدية، في احتجاج تلاه الأربعاء تجمع أمام وزارة الداخلية طالب بإطلاق سراح معتقلي الرأي، وانتهى باعتقال ناشطين وكتاب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 12 شخصا شاركوا الأيام الماضية في مظاهرات واعتصامات اعتقلوا، بينهم الصحفي صبر درويش نجل المعتقل السابق علي درويش من حزب العمل الشيوعي، ومروة حسان الغميان (17 عاما) وأختها راما والناشط نصر سعيد.
الأسد قال إن حكومته محصنة ضد الاحتجاجات لأنها "تنصت إلى شعبها" (الفرنسية-أرشيف)
كما تحدثت مجموعات حقوقية عن توجيه تهم إلى 32 ناشطا -بينهم أربعة من أقارب السجين السياسي كمال لبواني- اعتقلوا الأربعاء في دمشق، تشمل النيل من هيبة الدولة وإثارة النعرات العنصرية والمذهبية وتعكير العلاقة بين عناصر الأمة.
واحتجاجاتُ أمس هي الأعنف منذ 2002 حين قتل نحو 25 شخصا في مظاهرات بين ناشطين أكراد وقوات الأمن في مدينة القامشلي.
وقال الأسد في فبراير/شباط الماضي إن بلاده محصنة ضد الاحتجاجات لأن النظام "ينصت إلى الشعب، وقد وحّده في مواجهة إسرائيل".
http://aljazeera.net/NR/exeres/C0E183AB-...leStatID=1