اقتباس:السيد حكيم...
طالما أن هناك أُناس عنصريين من أمثالك وأمثال كاتب الموضوع فإننا لن نخرج من هذه الدوامة القاتلة.
الأخ العزيز "غالي":
مودتي أولاً؛ وثانيًا، أتعجب منك ومن طبع الكثير من العرب في توزيع التهم بسهولة. أنت لا تعرفني بالمرة حتى تقول إني عنصري أو تتهمني بمثل هذه الاتهامات الرخيصة. كوني أبديت رأي فهو رأيي الشخصي وقراءتي الشخصية ولكن لا هذه القراءة ولا ذاك الرأي يعنيان بأي حال من الأحوال أني "عنصري". هل أنا بحاجة لتقديم شهادة إثبات أني غير "عنصري"؟ رجاء أن نكبر في عقولنا كما نكبر في سننا كذلك.
وأنا لا أكتب في موقع الحوار المتمدن لأني أريد تصويب أهداف رخيصة على الإسلام وإنما لأني تأتيني فكرة وأتعب عليها وأناقشها وأكتب فيها. مقالاتي التي أكتبها تعبر بالمراجعة على صديقات وأصدقاء ملحدين لا دينيين لأني أحترم عقلهم الراجح. أحاول الحياد قدر الإمكان. أحاول الشفقة قدر الإمكان برغم ما بي من جروح.
-------------------------------------------------------------------
اقتباس:بصراحة لا اجد هناك قضية يمكنني مناقشتها ، فلست مختلفا مع مضمون المقال ، و لكنني مختلف بالقطع في رؤية الإسلام كنموذج أحادي ، فالإسلام كغيره من الأديان و العقائد الكبرى ( المسيحية مثلآ ) مجموعة من التقاليد الثقافية المتنوعة بل و المتناقضة احيانا ، و التي تكونت تاريخيا على فترات طويلة وخلال ثقافات عديدة ، و بالتالي هناك نماذج إسلامية متعددة ، وكل النصوص يمكن قرائتها بمختلف الثقافات بأشكال متنوعة .. هناك أيضا و أساسا النهاية المفتوحة ، فلا يوافق إبراهيم على إصلاح الإسلام و لكنه يطالب بإصلاحه !.
أستاذنا العزيز بهجت:
1. لا توافق على القول بأن الإسلام نموذج أحادي. يا صاحبي.. الإسلام أليس هو مفرز بيئة الجزيرة في القرن السابع؟ وأليست هذه البيئة ومفرزاتها أحادية ولها خط واحد وطريق واحد وفكر واحد أم أنها مؤسسة على تعددية مجتمعات الخصوبة الزراعية؟ العرب والعبران بداهة لا يعرفون سبيل بخلاف السبيل الأحادي. والقرآن جاء موافقًا لهذه الأحادية ولا يقرّ في صميمه بالتعددية. نعم يا صديقي هناك إسلامًا واحدًا الآن ومتعددًا وأطياف فكرية مختلفة ولكن هذه الأطياف الفكرية هي استحداثات المفكرين وأفاقهم الرحبة وليست بالضرورة هي "الدين" ذاته.
2. تقول إني لا أوافق على "إصلاح الإسلام"... يا حبيبنا بهجت.. بالذمة ده كلام؟ لو قلت الكلام ده لجارك ها يقول لك إيه؟ هذه مفردات غربية ونقوم على تعريبها ولكنها ليست ما تجود به قريحة واقعنا. مصطلح "إصلاح الإسلام" هو مصطلح أوروبي ونقرأ فيه بكثرة باللغات الأوروبية فنجد كثيرًا عبارة reforming Islam. المصطلح غير مستساغ يا أخي العزيز لأن الإسلام لا يمكن إصلاحه وإنما المُفتَرَض فيه أن الإسلام هو من يصلح الآخرين ويقوِّم اعوجاجهم، لا العكس.
3. إجمالاً.. لا حل عندي ولا أقول أني أملك الحل ومن قال إنه يملك الحل القاطع فهو مخاتل مغرور مكابر.
4. تقول إن الإسلام عرف بالتسامح ... والدليل أني تم طردي من بلدي الأم مصر ولم أرجع إليها منذ أن تركتها؟
----------------------------------
تحياتي شهاب:
عندما أقدم قراءة للواقع الإسلامي أو غيره لا أقول إني عندي حلّ. كلمة "حل" أكبر من حجمي بكثير. كل ما في الأمر أن هناك واقع تضررت أنا منه بصورة شخصية وأعرف منابعه وأتحدث عنه. أقدم قراءتي الشخصية له.
الدعوات التحديثية جميلة ولكنها حالمة. مؤخرًا سألت صديق مسلم متصوف عن رأيه في رجم الزانية وقطع يد السارق فقال لي إنه لا اجتهاد مع نص ديني. شرع الله ساري وسيتم رجمنا وقطع أيدينا ولو كره الكافرون يا شهاب!!
الإسلام ليس دينًا فحسب وإنما هو دين والدتي ووالدتك وخالتي وخالتك.. جزء من التركيب الشخصي والاجتماعي المتجذر في نفوس هؤلاء. لا أقدر أن أقول إن الحل لمشكلة الإسلام هو أن تترك والدتي الإسلام وتتنصّر خالتي وتتهود عمتي وبهذا يتم حل مشاكلنا كعرب في الشرق. ربما.. وأقول ربما.. هو أن يبقى الإسلام دين إسميّ وليس دين فعليّ بمعنى علمنته وتهميشه وتجريده من أظلافه ومخالبه التي يفتك بها ويبطش بالمخالف من "الآخر".
نقد الإسلام كثر الموضوع فيه وكثرت الكتابات فيه.. المهم أن تصدر الكتابة عن معاناة شخصية لا لمجرد الرغبة في التجريح.
ومعاناة الناس يا شهاب لا ينبغي التقليل منها وتسطيحها ونقول للناس أنتم تقومون بـ "شيطنة الآخر" وما هذا إلا تعبير أوروبي محض وأنت وأنا نعرف جيدًا وليس في أمثال هذا التعبير ما ينبعث حقًا من واقعنا. نسمع من الحين والآخر عبارات مثل demonizing Islam etc. لسنا بحاجة لإلقاء مثل هذه التهم.
تحياتي المخلصة.