علمت "الصنارة" ان عضو الكنيست عزمي بشارة موجود في قطر وهو ضيف أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثان وينزل في فندق الفور سيسنز، واليوم اتصلنا بالفندق وطلبنا التحدث الى الدكتور عزمي بشارة، وفي ما يلي نص الحديث الذي دار بيننا وبين عاملي الفندق ود. بشارة: "الرجاء تحويلي الى غرفة الدكتور، عزمي بشارة؟ عاملة البدالة (باللغة الانجليزية)" " ما هو الاسم الكامل،. اي الاسم الشخصي واسم عائلته. "الصنارة": دكتور عزمي بشارة. عاملة البدالة: "أشكرك انتظر قليلاً " وحوّلت المكالمة الى غرفة الدكتور عزمي بشارة الذي رد على الهاتف قائلاً: ألو.... "الصنارة": دكتور عزمي بشارة؟ بشارة: (يصمت قليلاً متفاجئاً) من يتحدث؟ "الصنارة": هل نتحدث مع الدكتور عزمي بشارة؟ بشارة: "مين الدكتور عزمي" وانقطعت المكالمة. يذكر ان "التجمع" كان اصدر بياناً ادعى فيه ان عضو الكنيست بشارة سافر الى اسبانيا للمشاركة في مؤتمر دعي اليه مسبقاً. لكن وسائل الاعلام الاسبانية اتصلت بمؤسسة صحفية في البلاد وطلبت تفاصيل عن المؤتمر ومنظميه. لأن بشارة لم يصل الى اسبانيا حتى مساء أمس الاول الاربعاء. وعلمت "الصنارة" ان عضو الكنيست بشارة وصل الى الدوحة، العاصمة القطرية ليلة يوم الثلاثاء الماضي. بعد ان اجتمع في عمان مع وزير الخارجية الاردني عبد الاله خطيب، وهو صديقه الشخصي. والذي طلب منه احترام السيادة الاردنية، وفهم بشارة الرسالة وترك الاردن متوجهاً الى قطر. وامس الاول اجتمع الدكتور بشارة مع المدير العام لقناة "الجزيرة" حيث تم بحث قضيته لكن بشارة طلب التروي وعدم بث تقارير عن هذه القضية. وفعلاً اكتفت "الجزيرة" بنشر خبر قصير ظهر على الشاشة ومفاده أن وسائل الأعلام وسياسيين اسرائيليين يشنون حملة تحريض ضد عضو الكنيست عزمي بشارة. اما قناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله" فقد نشرت خبراً وعلى لسان بشارة ينفي نيته عدم العودة الى البلاد او الاستقالة من الكنيست وسيعود الى اسرائيل ليدير حملة توعية وتثقيف. قضية عزمي بشارة واختفاؤه عن الانظار والاعلام اثار ايضاً جدلاً داخل قناة "الجزيرة" وهناك من طالب المحررين ببث التقارير عن القضية، واخرون طلبوا التروي لحين اتضاح الصورة، مع العلم ان هناك اشاعات تدور حول تعيين عزمي بشارة مستشاراً ومحللاً لقناة "الجزيرة" للشؤون الاسرائيلية، كما نشر ايضاً ان امير قطر عينه مستشاراً خاصاًَ له.

:Asmurf:

جريدة الصنارة ولطفي مشعور ... الم تجد مصدر افضل من هذا يا اوارفاي ؟..... يرحم ايام زمان عندما قال لطفي مشعور في محاضرة في الجامعة اننا نحن العرب ..... شعب وسخ ... لا زلت اذكر ذلك لانني كنت حاضرا .
اسرائيل بعد ان فشلت في التخلص منه بالتهم الجنائية والقانونية توجهت الان الى التهم الامنية , بعد ان اصبحت افكار عزمي " ميين استريم " داخل الاقلية العربية وحتى داخل اسرائيل , بعد وثيقة حيفا التي تهدم اساس بنية اسرائيل وبعد اقتراح الدستور البديل من قبل مركز عدالة اصبحت المؤسسة الاسرائيلية في حالة ذعر وكان ما كان .

عزمي يرد في حديث لاذاعة الشمس
http://www.arabs48.com/display.x?cid=6&...=5&id=44510

شلوميت الوني : يفبركون ملف ضد عزمي

وبالمناسبة، على عضو الكنيست عزمي بشارة أن يبدأ باتخاذ الحذر لأن لديّ انطباعا بأن (الشاباك) يُعدّ ملفا ضده. وأقترح عليه أن يحاذر، لأنه لا يوجد شخص لا يمكن حياكة ملف ضده. وقد قالوا لي شيئًا مشابهًا عندما أرادوا كمّ فمي، فقد حذروني وأوضحوا لي أنه ليس هناك أحد لا يمكن حياكة ملف ضده. وعزمي بشارة بالنسبة لهم هو مثل شوكة في الحلق".


http://almash-had.madarcenter.org/almash-h...?articalid=3420

"عزمي بشارة" يجيب اليوم على أسئلة "جاكي خوري" (إذاعة الشمس - الناصرة).

(الرابط يضعك في الصفحة الرئيسية، وكل ما عليك هو الضغط للاستماع):


http://www.ashams.com/news/news-article.php?id=20866

واسلموا لي
العلماني

العلماني
(f)

شكراً على الوردة غالي ... وهذه مثلها لك :redrose:

لي بعض التعليقات على ما سبق في هذا الموضوع، أوجزها بما يلي:

1) "الصنّارة" ليست من المصادر التي يمكن التعويل عليها بخصوص الأخبار عن "عزمي بشارة".

2) لا أعتقد بأن "عزمي بشارة"، الدكتور والباحث والقومي العربي والمفكر السياسي الخطير، سوف يكتفي بدور "محلل سياسي" في "قناة الجزيرة". "فعزمي" - عند الكثيرين وأنا منهم - أكبر بكثير، على الصعيد الفكري والسياسي، من هذه الأدوار التي لا تتناسب مع عطاءاته الفكرية والسياسية.

3) "عزمي بشارة" - مثل السيد حسن نصرالله - من السياسيين القليلين في العالم العربي، الذين عليك احترامهم مهما اختلفت معهم. فلدى الرجل كل ما يملكه مَن هو جدير بالاحترام من رجاحة الرأي وصلابة الموقف وعقلانية الخطاب ونظافة اليد وحداثة النهج السياسي.

4) لا أستبعد أن تقوم اسرائيل بوضع العراقيل أمام "عزمي" كي لا يعود إلى بلده، فالرجل يزعج الأوساط السياسية فيها أيما إزعاج.

5) أخيراً، هذا رابط وجدته على الانترنت يعرفنّا بسيرة الرجل عبر سطور قليلة قد تلقي بعض الضوء على خلفيته الثقافية والسياسية ونهجه الأيديولوجي:

http://www.ibn-rushd.org/arabic/C.V.Azmi-A.htm

واسلموا لي
العلماني

قادة حركة الارض في الستينيات كان مصيرهم الطرد والنفي
يسير الدكتور عزمي بشارة في الطريق التي مهدوها قبله
13/04/2007
ماذا يحدث عندما تنوي قائمة عربية منافسة الكنيست، ويشتمل برنامجها الحزبي علي رفض مجرد وجود اسرائيل دولة يهودية؟.
لا، ليس الحديث عن التجمع العربي الديمقراطي في زماننا، بل عن الحركة الأم له، الارض ، ويدهشنا التشابه بين مصير مؤسسي الارض ومصير عزمي بشارة. إن غير المتشابه البتة توجه المحكمة العليا في الحالتين.
في السنين 1959 ـ 1965 عملت بين عرب اسرائيل جماعة قومية سمّت نفسها الارض . كانت فكرتها آنذاك تجديدية: محاربة الدولة اليهودية بالأدوات الديمقراطية المشروعة عامة ومحكمة العدل العليا خاصة. لقد طلبوا التكتل كجسم سياسي وأن ينافسوا بعد ذلك ايضا الكنيست كحزب، في حين لا يعترفون في برنامجهم الحزبي بوجود اسرائيل دولة يهودية.
ترأس الحركة في الأساس عرب مسيحيون، والامر يشبه الوضع اليوم: حبيب قهوجي وصبري جريس. كان معهما صالح برانسي، وعلي الرافع، ومحمد عبد الحميد معاري ومنصور كردوش. في التركيبة التي ناقشت الاستئناف الذي قدمته الارض ، في أعقاب قرار رفض قائمتها للكنيست، جلس آنذاك ثلاثة من العِظام: الرئيس شمعون أغرينات، ويوآل زوسمان وحاييم كوهين. قررت المحكمة العليا آنذاك علي نحو تاريخي، واعتمادا علي أحد قضاتها العِظام، القاضي ألفريد فيتكون، أنه لا يوجد أي نظام حُر يساعد ويعترف بحركة تسعي الي تقويض النظام نفسه .
هكذا وُلدت الديمقراطية المدافعة عن نفسها في اسرائيل. لم يُسمح لقائمة الارض بمنافسة الكنيست، وأصبحت تجمعا غير قانوني، ووقع بعض اعضائها في الستينيات مع الشاباك علي اتفاقات لترك البلاد كي لا يعودوا أبدا.
طُرد صبري جريس، وانضم فورا الي صفوف م.ت.ف في بيروت. بعد ذلك ترأس معهد الابحاث المشهور لـ م.ت.ف في العاصمة اللبنانية، والذي وضع الجيش الاسرائيلي يده عليه في آب (اغسطس) 1982 ونُقل الي البلاد للفحص، الي أن أُعيد في صفقة تبادل الأسري. مع الوقت وبعد أن قُتلت زوجته في انفجار سيارة مفخخة انتقل جريس الي قبرص. مع عودة ياسر عرفات الي المناطق عاد معه وهو يسكن اليوم المناطق والجليل. اليوم تركيبة العليا مغايرة وهي في ظاهر الأمر أكثر تنورا . تغير التوجه تحت إمرة أهارون باراك ودُفعت الديمقراطية المدافعة عن نفسها الي الزاوية، وسُمح لطائفة من الاحزاب العربية بدخول الكنيست في حين أنها معنية علنا بالغاء اسرائيل دولة يهودية. يوجد التجمع العربي الديمقراطي علي رأس هذه القوائم، وعلي رأسه العربي (المسيحي) الدكتور عزمي بشارة.
هل كرر التاريخ نفسه وهل سيكون مصير مواصل طريق جريس وقهوجي التاريخي، عزمي بشارة، كمصيرهم؟.
قد يكون الدرس من قضية بشارة قبل كل شيء بالنسبة للأكثرية اليهودية، ألا نجعل الديمقراطية ووجود اسرائيل شيئين مفهومين ضمنا؟ حقا. هذه تحية وتحذير من آبائنا القانونيين لا يجوز تجاهلهما.

غاي بخور
كاتب مستشرق
(يديعوت احرونوت) 12/4/2007

تلقي دعوة اميرية للاقامة بقطر عزمي بشارة استشاري بـ الجزيرة
14/04/2007
عمان ـ القدس العربي ـ من بسام البدارين: حسم عضو الكنيست العربي عزمي بشارة التقولات التي طالت ملفه مؤخرا باعلان ضمني عن خروجه التام من اسرائيل واستقراره خارجها علي الاغلب معتزلا الحياة السياسية بنسختها الاسرائيلية ومتجها كما قال نحو الاهتمام اكثر في القضايا العربية والفكرية والادبية ومتهيئا فيما يبدو لوظيفة استشارية في محطة الجزيرة .
وكشف بشارة خلال اقامته في عمان عن بعض ما لديه في تسريبات ومعلومات حصرية بثتها الجمعة صحيفة عمون الالكترونية في عمان بواسطة رسالة وجهها بشارة لناشر الصحيفة سمير الحياري تحدث فيها عن بعض توجهاته ورايه في الجدل المثار حوله داخل اسرائيل وداخل الصف العربي فيها.
وفي رسالته اعتبر بشارة ان التهم الموجهة اليه اسرائيليا ذات طابع امني ولها علاقة بنوايا الشاباك ضربه كشخص وكمنهج تفكير معلنا ان الحملة ضده تزامنت مع نيته الاستقالة من الكنيست بعد 11 عاما ومع استقالته الفعلية من موقعه الحزبي منذ شهر ايلول (سبتمبر) الماضي.
وشدد بشارة علي انه لن ينشغل بالصغائر معتبرا ان قواعد اللعبة تغيرت في اسرائيل وانه يهدد وجودها قائلا: من الصعب ان تكون عميلا لدولة قامت علي خرائب شعبك متهما العملاء دون تحديدهم بالتقول عليه ومن الواضح انهم اتخذوا قرارات خطيرة دفعتهم لتصوير بيتي والاهتمام بتحركات عائلتي وقال انه تساءل مؤخرا كما تساءل في الماضي .. ماذا افعل هنا؟
ولفت بشارة الي انه استنفذ الخيارات البرلمانية وتحدث في اكثر من موقع عن الماجورين لاسرائيل وعن اذنابها من العرب وقال بان الحصانة البلمانية في حالته غطاء للملاحقة السياسية وبانه يدرس خطواته حاليا وبانه لا يقرا حتي للصحافيين الاسرائيليين الذين يستهدفونه ولمخبريهم العرب. وضمنيا ابلغ بشارة المتابعين نيته الانسحاب من المشهد الاسرائيلي السياسي لكنه قبل ذلك كان في زيارة الي دولة قطر وتحدث لاصدقاء اردنيين خلال اقامته في عمان عن احتمالات انضمامه لفريق قناة الجزيرة القطرية حيث يتوقع ان يلتحق بوظيفة استشارية اعلامية في هذه المحطة العربية الشهيرة.
وتقول الانباء بان امير قطر شخصيا اهتم بمسالة بشارة حيث يعتقد انه توجه للدوحة الان من عمان وحصل علي وعد بعقد عمل مغري وِشروط استضافة لائقة مع ان الرجل قال في رسالته للحياري انه لم يحسم خياراته بعد.
وغادر بشارة عمان بعد ان اقام فيها لخمسة ايام اقام خلالها حوارات خاصة مع نخية من المقربين في العاصمة الاردنية وكذلك بعد ان اجري فحوصات طبية في احد المشافي الخاصة للتاكد من سلامته حيث يعاني من اشكالات في الكلي بعد زراعة كلية له في وقت سابق.
ويفترض ان يعاود بشارة الي عمان في وقت لاحق للاطمئنان علي افراد عائلته الذين بقيوا في عمان لفترة من الوقت.

أشكر الجميع على المشاركة،و اخص بالذكر الزملاء الذين مدونا يمراجع ووصلات وروابط للحصول على فهم اوثق و اوضح لموضوع عزمي بشارة ،و الى المزيد من المعلومات بهذا الشأن .

تحياتي


:Asmurf:

تحية الي عزمي بشارة


كثير من الغموض، وكثير من الشائعات. جهاز الأمن الاسرائيلي ـ الشاباك ـ يضرب، ويسرّب اخبارا الي وسائل الاعلام، والقضاء يصر علي سرية التهم الموجهة الي عزمي بشارة. السري صار معلنا بلغة تجمع الخبث الي المراوغة، والمقصود شن هجوم شامل علي الأقلية الفلسطينية العربية في اسرائيل، واعادتها الي حظيرة الطاعة. نقول الأقلية العربية ونحن نتحدث عن سكان البلاد الاصليين اي عن اللاجئين في وطنهم، الذين سرقت اراضيهم وبيوتهم، وتحولوا الي عمال عند السارقين!
الهدف تحطيم الرؤية المستقبلية ووأدها في المهد. انها المرة الأولي التي تعبر فيها الأقلية الفلسطينية عن موقفها السياسي، وتدعو الي دولة لكل مواطنيها، وتسعي الي الاعتراف بها كأقلية، والي حقوقها السياسية والثقافية.
هذه الجرأة علي طرح الأمور في اطارها الواقعي اصابت المؤسسة الاسرائيلية بالهلع. لأنها كشفت واقع التمييز العنصري الاسرائيلي. اسرائيل التي تدّعي الديمقراطية، اقامت فعلا ديمقراطية لليهود، لأنها دولتهم وليست دولة كل مواطنيها، وحولت سكان البلاد الأصليين الي مواطنين من الدرجة الثانية. وعندما ارتفع الصوت الفلسطيني مطالبا اسرائيل بأن تكون دولة ككل الدول الديمقراطية، التي تدّعي انها جزء منها، قامت القيامة، وتقرر تقديم كبش فداء، وكان هذا الكبش هو عزمي بشارة.
الحملة علي بشارة لا سابق لها، زعيم حزب التجمع وعضو الكنيست يحتل الصفحات الاولي من الجرائد الاسرائيلية. فالرجل الذي عرف كيف يجمع الزعامة السياسية الي النجومية الثقافية والاعلامية، وصار وجها ثابتا علي الفضائيات العربية، هو الهدف الذي يجب التخلص منه، والصاق الاتهامات الأمنية والمالية به، كي يكون عبرة، وكي يخفت الصوت الفلسطيني العربي في ارض فلسطين التاريخية.
وبصرف النظر عن تكتيكات بشارة العربية، بعضها احدث استغراب المثقفين السوريين واللبنانيين، بسبب تجاهله واقع القمع الذي يتعرضون له علي ايدي النظام السوري، وهي تكتيكات اثارت الأسي في صفوف اليساريين والديمقراطيين في بلاد الشام، فانها عوملت في وصفها لحظة عَرَضية، لأنها ليست لب المسألة.
المسألة كانت وستبقي مرتبطة بالحق الفلسطيني، فهذا الحق يعلو كل شيء، واي تقدم، مهما كان صغيرا، يحرزه الفلسطينيون، في الضفة وغزة، او وراء الخط الأخضر، ينظر اليه في وصفه انجازا لكل شعوب المشرق العربي، واكثر اهمية من كل الأخطاء الصغيرة.
استهداف عزمي بشارة يخفي الكثير من الأهداف المبيتة، ولعل اهمها قتل الحركة القومية خلف الخط الأخضر، واشعار الفلسطينيين في اسرائيل بأنهم لا يستطيعون امتلاك مشروعهم الوطني الخاص بهم، والذي يشكل رديفا للمشروع الوطني الفلسطيني العام بأقامة دولتهم المستقلة علي جميع الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 وصولا الي تفكيك التجمع الوطني الديمقراطي وتصفيته.
والاسرائيليون واهمون كالعادة. فاسرائيل لم تحاول منذ تأسيسها سوي شراء الوقت، معتقدة ان الزمن كفيل بحل الأمور العالقة عبر النسيان. هذا التكتيك الذي اعتمدته جميع تيارات الحركة الصهيونية واحزابها، لا يتميز سوي بالحمق. فالدولة التي تقدس الذاكرة اليهودية تسعي الي محو ذاكرة ضحاياها، لكنها في الواقع تفعل كل شيء من اجل تأجيجها.
كأن السلطات الاسرائيلية تعود اليوم الي زمن مضي، اي الي المرحلة التي تمت فيها تصفية حركة الأرض، او الي ملاحقة رائد صلاح، او الي وضع الفلسطينيين في اسرائيل تحت نار التهم المتواصلة. وهي اعمال لم تؤدِ الي اي شيء. فالفلسطينيون خلف الخط الأخضر، الذين صنعوا احدي اكثر التجارب الثقافية العربية اشراقا، والذين جعلوا من صمودهم في ارضهم ومقاومتهم الي يوم ارض دائم، لن يستطيع اي اجراء قمعي ولا اي تهم مزيفة وممجوجة، ان تقضي علي تجربتهم الوطنية، التي تتشكل في اطر تعبير مختلفة، من الحزب الشيوعي الي التجمع، والذين نجحوا دائما في التكيف مع شروط القمع الاسرائيلي من اجل تجاوزها.
بهذا المعني، فان معركة عزمي بشارة مع الاجهزة القمعية الاسرائيلية بالغة الأهمية، لكنها ليست المعركة الأولي ولن تكون الأخيرة. انها جزء من سياق نضال شعب من اجل الدفاع عن اسمه وكرامته وارضه.
غير ان محاولة الاسرائيليين دفع بشارة الي مغادرة وطنه، يجب ان لا تمر من دون معركة سياسية وثقافية كبري، في اسرائيل وفي العالم العربي وفي العالم. ان محاولة ترهيب مثقف ومناضل وقائد سياسي من وزن عزمي ليست تفصيلا. فالاسرائيليون باتوا لا يخشون سوي من امتلاك الفلسطينيين لغتهم. وهنا تدور المشكلة. ما معني ان لا يحق للفلسطينيين الذين عاشوا هول الطرد من قراهم ومدنهم وصاروا لاجئين في قري اخري من وطنهم الذي تغير اسمه، الدعوة والنضال من اجل دولة لكل مواطنيها. الا تكشف الهستيريا الاسرائيلية في مواجهة شعار بديهي كهذا الشعار، ان اسرائيل مصابة بالبارانويا، وان علي ضحايا الحركة الصهيونية يقع عبء تخليص المجتمع الاسرائيلي من هذا الخواف المرضي، الذي يحوّل الدولة العبرية عبئا علي التاريخ اليهودي بأسره.
الضحية الفلسطينية، وهي تواجه اليوم هستيريا الحملة علي بشارة، تشعر ان عليها ليس فقط الدفاع عن حقها في الوجود، بل الدفاع ايضا عن قيم الحرية والعدالة والمساواة، وهي القيم التي هناك اجماع ثقافي عالمي علي اعتبارها قيما انسانية تضع الحد الفاصل بين الحضارة والبربرية.
عندما يبني النضال الوطني الفلسطيني التماهي بين الحق الفلسطيني والقيم الانسانية، يكون قد بدأ مسيرته الي تحقيق وجوده علي خريطة الواقع.
من هنا فان قضية بشارة، تفتح الباب واسعا من اجل بلورة هذا التماهي، في سياق المعركة الطويلة التي فرضت علي الفلسطينيين.
تحية الي عزمي بشارة.

الياس خوري



:Asmurf: