عزيزي خالد
كنت أتابع النقاش من بعيد ، و لكن لفت نظري القصة التي اقتبستَها لنا عن نقاش الشيخ المسن و نبي الإسلام حيث نقلتَ :
اقتباس:"أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم نفر من أهل قريش وقالوا " انك تأتينا في هذا القرآن بكلام لم نعتده في لغتنا – لا شعراً ولا نثراً " فسألهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم "مثل ماذا؟" فقالوا "مثل كبارا وعجاب وقسورة وسخريا" فطلب منهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يأتوه بأعلمهم بلغة العرب فأتوا اليه بشيخ مسن. سأله النبي صلى الله عليه وآله وسلم "ما اسمك يا هذا؟" فرد عليه الشيخ "اسمي كذا وكذا". فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم " قف ، ما اسمك؟" فوقف الشيخ وأجاب ثم أمره النبي أن يجلس فجلس ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم "قم يا هذا ما اسمك؟" فوقف الشيخ وأجاب. ولما كررها النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمرة الثالثة لم يتمالك الشيخ نفسه من الغضب وقال "يا قسورة العرب أتتخذني سخريا وأنا رجل كبارا، إن هذا لأمر عجاب" فنطق الشيخ الذي أتوا به في جملة واحدة بجميع المفردات التي انتقدوا ورودها في القرآن الكريم.
"
هل حقاً أنت مقتنع بهذه القصة ؟
يعني هل يفوت عليك مثل هذا التكلف القصصي الوارد في القصة !!!
يعني إجابة الرجل جاءت مفصلة تفصيلاً على أسئلة قريش ، وهل يُعقَل هذا !!!!
يعني من كل المترادفات في اللغة لم يختر إلا سُخريّا !!!!
فلم يقل مثلاً "أتتخذني هزوا" ؟
و لم يقل "وأنا رجل كريم" أو "غطريف" أو "سيد" أو "من سراة القوم" أو إلخ ، ما الذي جعله يختار ذات الكلمات التي أحضروه ليسألوه فيها ؟؟؟؟؟!!!!
ثم هل كان محمد وهو في مكة "قسورة العرب" ؟؟؟
وقسورة اختلف في معناها أهل اللغة ، فقيل هو العزيز القاهر مشتقة من "قسر" وقيل أنه رامي السهام وقيل أنه الأسد ، ولا ندري أي المعاني قصد هذا الشيخ في وصفه لمحمد بقسورة العرب .
ولكن هل كان محمد في قومه قريش قسورة العرب ؟؟؟فهل كان عزيزاً قاهراً وهو في عهده المكي ؟؟؟؟
هل كان أسداً أم رامٍ للسهام ؟؟؟؟
خصوصاً إذا علمنا أن هذه الآية مكية ، فكيف يكون عزيزاً قسورة العر ب ؟؟؟؟؟
نحن نعلم أنهم كانوا يصفونه بالمجنون أو الصابئ أو الشاعر أو الكاهن وكلها بشهادة القرآن ، وهي كما ترى تنحو منحى التحقير و السخرية و الاستهزاء والتقليل من شأنه
"
وَلَقَدِ [COLOR=Blue]اسْتُهْزِىءَ " الأنعام 10
فهل يوصف من يُسخر منه ويستهزأ به بقسورة العرب !!!!
لم يكن عزيزاً أبداًُ قبل عهده المدني وتمكن دولته من رقاب القبائل العربية خصوصاً بعد معركة بدر وما تلاها من غزوات .
وهذا بشهادة القرآن حيث يصف القرآن محمداً وصحبه في غزوة بدر بقوله :
"
وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ [COLOR=Blue]وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ(123 آل عمران
وبدر كما يعلم الجميع وقعت في السنة الثانية للهجرة ، وحتى هذا التاريخ كان المسلمون أذلةً بشهادة القرآن ، فكيف يوصف نبيهم في العهد المكي بأنه قسورة العرب ؟؟؟!!!!!
ألا تشعر أنها مقحمة عنوة حتى توافق سؤال قريش عن كلمة قسورة !!!
هذا من ناحية
من ناحية أخرى من قال أن العرب لا تعرف كلمة "قسورة" ؟؟؟
نبحث في المعاجم فنجد لديهم شواهد من الشعر استُعمل فيها قسورة .
هذا ما أحببت أن أقوله في هذا الموضوع
وهذه التفريعة ربما لا تؤثر على فكرة الموضوع الأساسية ، ولكن فقط لم تنفذ هذه القصة إلى تلافيف عقلي فأحببت مشاركتم ما دار في خلدي حولها .
تحياتي للجميع