اقتباس: عمر أبو رصاع كتب/كتبت
[quote] نبيل حاجي نائف كتب/كتبت
إنني أتفق معك على أن موضوع المادية الجدلية عالي الدقة ولكن المادية التاريخية ليست كذلك .
إلا أني اتفق معك تماما إلا أن المادية التاريخية بلا شك يعتريها النقص والاستنتاج الخاطئ في مرحلة التنبؤ التي قام بها ماركس في مستوى التحول نحو الشيوعية وهذا ما سنناقشها لاحقا.
تحياتي وللحوار بقايا
السادة الزملاء المحترمين / عمر أبو رصاع و نبيل حاجي
أتفق معكم بالكامل في عدم دقة المادية التاريخية و بوجه خاص - كما أوضح السيد عمر - في النتائج التنبؤية للنظرية.
و إن كنت أميل لتصنيف أعمال ماركس لجزئين:
1. المادية الجدلية:
و أميل لتصنيفها في إطار الفلسفة و ليس العلوم - حيث أن المادية الجدلية تبقى نظرة عامة للحياة و الكون - و إن كانت ترتكز على خلفية أو إطار عام علمي - إلا أنها لا تصنف بحال من ضمن العلوم.
فالمادية الجدلية هي حال من إستوعب و تشرب العلوم الطبيعية و وقف على خلفية معرفية علمية ثم تبنى وجهة نظر عامة للحياة تعتمد على ذلك.
إلا أنه و على عكس العلوم - فالمادية الجدلية - هي مجرد تعميمات - و نظرية بغير نتائج يمكن أن تعول عليها (نتائج تخضع للقياس و التجريب). و مفاهيم مثل التغيرات الكمية و النوعية و القضية و النفي و نفي النفي .. إلخ - في المادية الجدلية و على عكس المادية التاريخية - تبقى شديدة الضعف و النسبية أو غير ذات جدوى على أفضل حال.
و تعتبر مجرد تعميم قسري لحالة دراسية علمية في علوم الإجتماع و الإقتصاد - إستخدمت فيها أدوات بحث من مصطلحات و تأطير (تكميم) مادة البحث - على مادة بحث غير ذات صلة.
و قد يبدوا هذا جليا أكثر في كتابات أنجلز. حيث التعميمات تصل لدرجة السذاجة.
2. المادية التاريخية:
و أميل لتصنيفها ضمن العلوم الإجتماعية و الإقتصادية. و هذا من حيث المنهج و المضمون. بل و أميل لإسباغ نسبة عالية من الدقة عليها - قياسا على ما سبقها من محاولات في مجال العلوم الإجتماعية - بالرغم من فشل تنبؤاتها. و الذي يرجع لعدة عوامل:
أ- مثل كل نظريات نهاية التاريخ - فالتنبؤ بشكل إجتماعي محدد و نهائي سواء على أساس إقتصادي أو أخلاقي أو غيره يبقى عملية غير دقيقة - إلى الآن على الأقل - نظرا لتحييد و تثبيت عامل أساسي - إن لم يكن أهم عامل مؤثر و هو المعرفة (المتحرك أبدا و بشكل مطرد السرعة). و بخاصة بعد التقدم العلمي. فبالرغم من الثبوت النسبي لهذا العامل لأزمان طويلة - إلا أن التقدم في العلوم الطبيعية و غيرها - قد عجل من سرعة الحركة و التطور لهذا العامل مما يجعل من تثبيته خطيئة علمية - حيث أننا قد لا نبالغ حال تقريرنا أن عامل المعرفة بات المؤثر الأساسي في عوامل أخرى مثل الإقتصاد بل و الأخلاق. و من هنا فتحييد عامل المعرفة لصالح أي عامل آخر - تعتبر المعرفة أهم مؤثر فيه - هو فرض عاري من الدقة.
ب- تبقى الحساسية الكبرى في النظريات الإجتماعية - كون موضوع البحث هو كائن حي و واعي و ليس مادة صماء. بل و يمكننا أن ندعي أن من أسباب فشل نبوءات نظرية مثل المادية التاريخية - يرجع لجزء منه في قوة و صرامة تلك النظرية و ليس العكس. حيث أن مادة البحث - و هي المجتمع الإنساني قد إستوعب تلك القوة بجدية و إتخذ نبوءاتها كتحذير شديد اللهجة و عدل من بنياته على هذا الأساس. و غير خفي على الجميع كم الأثر الهائل الذي أحدثته الماركسية في المجتمعات - ليس فقط من إتبع الشيوعية - لكن و بشكل أكبر في تلك المجتمعات ذات التوجه الرأسمالي شديد التوحش حينئذ.
و يمكن تشبيه هذا التأثير المتبادل - بمحاولات تحديد مكان إلكترون في الفضاء حول الذرة و في وقت محدد - فمجرد محاولة تحديد مكان هذا الإلكترون يتطلب إطلاق فوتون من الضوء عليه - و الذي بدوره سوف يعطي الإلكترون طاقة كافية لتغيير مكانه الذي كنا نرجوا تحديده.
لصاحب الشريط القيم و ضيوفه المحترمين كل تقدير و إحترام ,,