اقتباس:و لنتحدث عن إبراهيم المؤمن بيسوع و الذي لا يستطيع الحياة دون فكرة وجوده، فهل يستطيع إبراهيم أن يتخيل نفسه دون يسوع؟ هل عندما يذهب إبراهيم لمكان ما و يحتاج الحظ الوفير و فجأة يكتشف أنه ليس هناك يسوع ليدعوه بأن تسير الأمور جيداً؟

الرائع جورو:

وماالمانع أن تستمر حياتي دون فكرة وجوده؟ تستمر ونص يا صديقي.

ونعم، أستطيع أن أتخيل نفسي جيداً بدون يسوع.

عندما أذهب لمكان ما لا اريد الحظ ولكن أريد بوجه عام رعاية الله وتوفيقه وهذا لا يلغي إرادتي ولكن أنا متعقل وآخذ الأمور عندما تحدث في نصابها الطبيعي. لست بهلول وفي الوقت نفسه لست جاحد لأفضال الله.

أنا مؤمن بالله لأن هذا تم "إعلانه" لقلبي. لكن لو لم يتم إعلان هذا فحتما ستسير الحياة مية فل وأربعتاشر. ما المشكلة؟

اقتباس:المشكلة يا إبراهيم هي في زرع فكرة الله بداخلنا منذ الصغر، صعب التغلب على تلك الفكرة و إلا لكان نصف أهل الأرض ملحدين الأن والنصف الأخر يفكر في الإلحاد،

وملحد لماذا من أصله؟ الملحد يتخذ موقف شخصي ويصر ويتشبث على إنكار وجود الله. يعتبر وجود الله "خرافة". ما الداعي لموقف كهذا من أصله؟ نعم أنا تمت برمجتي من الصغر على التفكير في وجود الله ولكن لو لم تتم البرمجة فلن أكون في المقابل ملحد. الإلحاد المنهجي، بتعبير صديق سعودي أحبه وأحترمه، شيء جميل بمعنى أنك تأخذ طريقة تفكيرهم ومنهجيتيهم العلمية. لكن صديقي السعودي هذا أعجبه الإلحاد المنهجي وأما قلبه فلم يتوقف عن الخفقان بحب الله ومناجاته؛ وهذا رائع وأجمل ما رأيت.

اقتباس: يا إبراهيم، الفرق في وجود الله من عدمه كالفرق بين وجود النار من عدمها، الله هو النار، هو نار تستطيع القيام بأشياء عظيمة و تستطيع أن تحرق العالم كله، و لكم في الحروب على مرّ التاريخ لعبرة .

لا أدري ولكن أريد أن أقول: "مش للدرجة دي".

ربنا خلق الكون. ننظر لتكوين الكلية والمخ والدقة المتفانية وتجعلنا نخجل من أنفسنا ونؤثر السكوت على أن نتحدث في أمور وعظائم تفوق تفكيرنا وعليه فلا يرتفع قلبي ولا تستعلي عيناي كما قال المرنم. ربنا موجود ولو أني لا أحب هذا التعبير لأنه يذكرني باستكانة الأقباط المصطنعة. ولكن فعلا ربنا موجود. كل ما في الوجود يشهد لعظمته. المشكلة ليست في وجوده ولكن في ما فعلنا نحن بهذه الخليقة وبالبشرية والتي نحن مؤتمنون عليها. نقول فلان "لا أدري". هو حكيم وسيد العاقليلن لأنه لا يقطع بشيء وهناك أشياء نعرفها وأشياء تفوق تصورنا ويجب أن نعترف بعجزنا فيها. سواء قبلنا وجود الله أو رفضناه فالله لا يعبأ برأينا بل سيبتسم ويستمر في عمله ويخلق ويبدع وهذا ما أصر عليه العالم العظيم آينشتاين لما سأل الممرضة بعفوية وهو يرى الصليب: "أتؤمنين بالله؟" هو سألها في موضوع عرضه للسخرية والاستهزاء من قبل زملائه العلماء. الممرضة تجيبه: نعم، وأنت؟ أتؤمن بالله؟ أجابها إجابة جميلة: "نعم، أؤمن بالله. لكن هل أؤمن بإله يرتب حياة البرت آينشتاين خطوة خطوة؟ لا. أؤمن ببستان وهو البستان". ابتسمت الممرضة وسألته: وهو البستاني؟ رد عليها بعينين متألقتين بالإيجابية والثقة: نعم هو البستاني وطوال هذه السنين وأنا أطارده أثناء عمله. بصراحة يا صديقي جورو لم اجد أبلغ من هذا الرد وهو أفضل من ردود الوعاظ والقسس والمشايخ. الرب هو البستاني وكل ما نعمله نحن سواء أنا إبراهيم أو أنت جورو أو غيرنا هو اكتشاف عمله أي his operation في الطبيعة ونقوم بتسجيل هذا لملاحظاتنا الخاصة. كل واحد يا صديقي يقوم بتدوين هذا العمل في مذكرات أو نصوص مقدسة إلخ ولكن الرب يعمل والرب حاضر وهو يعلن ذاته ومن قبل الإعلان كان سعيداً ومن لم يقبل فالرب لا يتأثر بشيء بل يبتسم مرة ثانية ويطلبة لبنة آخر ليواصل البناء في هذا الكون الذي صنعه. أرجو أن تختار ما تشاء يا صديقي لكن أرجوك أن لا تكون ملحداً.

خولو المتشائل.. مرحباً


وجود الله يعني بالضرورة وجود تعليمات منه، و يعني أيضاً وجود أوامر قد لا تتناسب مع الإنسانية، فكرة الختيار أو فكرة الإله الغائب عموماً لا تصلح لمن يريد "الله" فكما قلت من يريد الله يبحث عن الأمان و الذي لا يوفره سوى الإعتقاد بوجود الله- على الأقل حالياً- و لا تسب الله يا خوليو ثانية :mad2: لماذا تسب من لا وجود له أصلاً.. :D ؟

بخصوص العلم و التقدم..فلي عودة بخصوص هذا الشأن


العزيز إبراهيم..

الإلحاد لا يعتبر موقف "شخصي" ضد الله، هكذا أحسبه أنا و إن كنت لا أحسب نفسي ملحداً أو لا دينياً أو مؤمناً، أنا شخص لا يعترف بوجود الله لأني حتى الأن لا أمتلك دليلاً على وجوده و هذا تفكيري منذ كنت في سن السابعة عشر، و حتى اليوم لم أجد الله، بحثت عنه و لم أجده و حتى إن وجدته اليوم أو غداً أو بعد أعوام عديدة فذلك لا يعني أيضاً أن أتّبع أوامره فلربما تكون أوامره قد تؤذي الآخرين أو قد لا تجلب لي النفع أو قد لا يكون الله سوى أداة خلقتني و لا قوة لها لتتحكم في باقي مجريات الأمور كما تصوّر ألبيرت إينشتاين ، الإلحاد المنهجي هو أن يكون هناك تناقض أو أن أكون "بشخصيّتين" فكيف أكون مؤمناً بالتطور و الإيمان نهاراً و ليلاً أذهب لأصلي و أؤمن بأن هناك أشخاصاً تحولو لقردة و خنازير، أو أعبد شخصاً ولد من أمّه فقط دون حدوث عملية جنسية، شيء مستحيل يا إبراهيم.. إلا إن كنا سنقول أنه "لاديني" مؤمن بالتطور و مؤمن بوجود "الله" لكنه لا يعترف بأي دين من الأديان و الله لديه هو مجرد فكرة وجود خالق لهذا الكون و لا يؤمن بالثواب و العقاب أو يؤمن بشيء مما أتت به الأديان لأنه لا يمتلك دليلاً على صحّتها .


يتبع..


(f)

اقتباس: فكيف أكون مؤمناً بالتطور و الإيمان نهاراً و ليلاً أذهب لأصلي و أؤمن بأن هناك أشخاصاً تحولو لقردة و خنازير، أو أعبد شخصاً ولد من أمّه فقط دون حدوث عملية جنسية، شيء مستحيل يا إبراهيم..

عزيزي جورو:

هناك كتاب أكثر من ممتع وقد أفادني في هذا الناحية وهو للأب هنري بولاد اليسوعي واسمه "الإنسان والكون والعلم والتطور بين العلم والدين". الكتاب صادر عن دار المشرق في بيروت ومن الممكن جداً أن تجده في مكتبة العائلة بالقاهرة. لو فعلا تحب أن تقرأ كتاب كهذا أخبرني وسأعمل ما بوسعي.

التطور هو حركة العلم وحركة العلم حركة دقيقة ومضبوطة "ع الساعة" و"بالـ ميلي" والذي يضبطها هو ربنا. هناك تطور وهناك عمل يحدث ولكن المبدع المصمم الأول وراء كل هذا من هو؟ قطعا ربنا. زوجتي تحدثني كثيرا عن دراساتها في المايكروبيولوجي وكيف أن الصراع للبقاء كفكرة داروينية تعمل بشكل حقيقي في عالم البنسلين والمضادات الحيوية وكم أكون في غاية الإنسجام وأنا أسمع لها تتكلم في هذه المواضيع. نعم، هناك علوم التطور ولكن الرب هو من يشرف ويدير كل هذا بحركة دقيقة. طبعا جوابي يبدو سطحي ولا أملك المواد لأدخل في تفاصيل ولأني لست بصدد مناقشة أريد فيها ربح جولة حوارية ولكن أخبرك عن ما أعرفه وهو أني موقن من أن التطور وعلومه حادثة وحقيقية ولكن موقن مليون بالمائة أن الرب الإله، ربنا، هو من يدير كل هذا ويضبط حركة الإلكترونات والبروتونات بسرعة عجيبة مذهلة لا تتقدم ثانية ولا تتأخر ثانية. كلما تبحرت في علوم الفيزياء والمايكروبيولوجي كلما أدركت هشاشتي كإنسان وأدركت عظمة الخالق. هذا هو رأيي. لو تحب أن تسمع وجهة نظرنا كمؤمنين وأصحاب فكر علمي، أشجعك على أن تبدأ بالكتاب أعلاه لأبونا هنري بولاد اليسوعي وأنا واثق أنه "راح يعجبك ويدخل مزاجك" كما حدث معي. أؤكد لك أني حريص على الاستماع لصوت العلم أولاً قبل أي غيبيات ولكن دائما الله يحاصرني من كل جانب ويغمرني بحضوره الفائق.

اقتباس:  Guru   كتب/كتبت  
صباح الخير.

هذا الشريط ليس للمناقشة حول "الله" أو "يسوع" أو غيرها من المسميات للخالق، هذا الشريط لمعرفة إمكانية الحياة دون الآلهة التي عبدها البشر على مرّ التاريخ ولازالوا يخلقون آلهة جديدة يعبدونها حتى هذا اليوم بالرغم من كل ذلك التقدم العلمي فالعلم لم يعطي البديل عن الخالق.


أولاً ماهية الآلهة و الإحتياجات الإنسانية :

الآلهة في أغلب الأديان تنقسم أفعالها إلى قسمين :

1- أفعال طيبة و ثواب " مثل الجنة و الرزق إلخ.."

2- أفعال شريرة  وعقاب " مثل الموت و الحرق و النار.."

الأفعال الطيبة التي تقوم بها الآلهة لهي لمكافئة للعبيد الصالحين، و الشريرة لهي عكس ذلك، إذن فالإنسان هنا مخيّر بين أن تكافئه الآلهة أو تعاقبه، و يحاول أن يفعل بكل ما أمرت به الآلهة لترضى عنه ولا تعاقبه بل تعطيه "الأفعال الطيبة" و إلى حد ما هذا جيد لأنه يحد من "بعض" الأفكار الشريرة و الجرائم.

فلو فرضنا أن أكبر مكتب شكاوي على الأرض" الله " قد أختفى بالمنطق و العقل، فماذا سيفعل الإنسان حينها؟، الحاجة إلى الله حاجة كبيرة جداً، عن نفسي لم أستطع تجاوز الأمر إلا بصعوبة، منذ أن ولدنا و نحن نؤمن أن هناك من يحمينا ليلاً و أنه يسهر لراحتنا و أنه يسمع جميع المشاكل و الشكاوي من كل أهل الأرض بل  وينفذ الطلبات أيضاً، و يعاقبنا لو أخطئنا و يكافئنا لو أحسنّا، فكيف الحياة من دون كل هذا؟، الشعور بأنه لم يعد هناك أمان بعد لهو شعور كافي للتخلي عن الإلحاد و العودة إلى الله، الشعور بأن الموت هي النهاية الطبيعية للإنسان لأنه جزء من الكون المجهول الهوية لهو سبب للعودة إلى الله، الشعور بالظلم و الحاجة إلى قوة خارجية تساند الإنسان لهو سبب للعودة إلى الله، بإختصار شديد.. الحاجة إلى الله أو الآلهة بشكل عام صعب جداً التخلي عنها .


هل يمكن التخلي عن الله ؟  



بالطبع بالطبع سيتبع....

مش عارف ليه دايما با تأخر عن المواضيع الجيدة ولا أفتحها الا متأخرا ...

تحية يا جورو على هذه الصراحة الجميلة والجرأة حقيقة انت جريء ..

تسجيل متابعة واهتمام

:97:

اقتباس:  نبيل حاجي نائف   كتب/كتبت  
مرحباً بالجميع  

فللدين  وظيفة اجتماعية هامة ومفيدة لتماسك المجتمع .
وله وظيفة ذاتية نفسية فهو يعطي الشعور بالأمان ويمنح قوة تمكن الإنسان من التعامل مع مصاعب الحياة بفاعلية , وهذا لاشك فيه .

ولكن يظل تأثير الدين وقائي أي لا يعالج هذه الأمور بطريقة واقعية موضوعية , فهو أفضل المتاح عندما لا يكون للإنسان خيارات أخرى .

(f)

والعكس صحيح أيضا ... فربما يؤد الدين والمذاهب المختلفة الى اشعال حرب بين ابناء الديانة نفسها كما نراها بين الشيعة والسنة في العراق و باكستان وافغانستان وفي بريطانيا بين الكاثوليك والبروتستانت قبل مئتي سنة تقريبا.

اما بالنسبة لـ الشعور بالأمان فهذا يختلف من شخص الى شخص كما أشرتَ اليه بأنه لا يعالج هذه الأمور بطريقة واقعية و موضوعية ..

كيفي

اقتباس:  Guru   كتب/كتبت  
 
هل يمكن التخلي عن الله ؟  



بالطبع بالطبع سيتبع....

(f)

بالتأكيــــــــد

جگه‌رخوین ( شاعر كردي ) كان يقول : العلماء إدَّعَوا بأن الاله موجود في السموات العلى ..... حتى لا يصلون اليه الناس الذين يريدون أن يثبتوا وجود الاله.


كيفي

الصديق العزيز إبراهيم

إذن فأنت مؤمن بالله، الله يحيطك من كل جانب حتى عندما تجد تناقض بين العلم و الدين الذي هو من الله فلمَ يعطينا الله معلومات كاذبة فهل هو بكاذب؟، بعيداً عن الجدل في ماهية الله أقول :


الإيمان بالله و العلم لا يتفقان أبداً، فهل نصدق اليوم من تقول أنها فوجئت في يوم من الأيام بأنها حبلى -حامل- دون عملية جنسية؟ سنسخر من الأمر و نعتبره أكذوبة لا تخضع للشك أصلاً، أضف إلى ذلك أن الله فكرة غير منطقية و على الرغم من أن وجود هذا الكون دون خالق أيضاً فكرة غير منطقية و لكن فكرة الله أقل منطقية، الإيمان يلغي العقل -أحياناً- كثيرة و لا يمكن تجاوز هذا الأمر و إن تم تجاوزه فأصبح صاحب الشأن مرتداً عن هذا الدين، مثل أن نقول أن إبراهيم كان مسلماً و لكنه لم يعجبه الإسلام بسبب عنفه أحيان كثيرة فلو لم يؤمن إبراهيم بأن الآية الفلانية التي أمرت بالجهاد من عند الله فقد كفر، و لو لم يؤمن بأن يسوع قد صلب إبنه ليفدي الأرض بدمه فيعتبر إبراهيم كافر أيضاً أرأيت ياصديقي لا يوجد لك مفر إما أن تؤمن بأفكار لا تتناسب مع العلم ومع التفكير المنطقي أو تؤمن بالعلم و بالتطور و بالعمل، و أتمنى فعلاً قراءة كتاب الأب هنري بولاد، حبذا لو تذكر لي أين أستطيع الحصول عليه باللغة الإنجليزية أو العربية أو حتى الإيطالية لأني أحب فعلاً أن أعرف كيفية الربط بين الإيمان و العلم المتناقضين في رأي.


داعية السلام مع الله :

شاكر لك ذوقك الرفيع و أتشرف بمتابعتك للموضوع .

Kivi :

مقولة جميلة فعلاً و منذ زمن بعيد و هي في رأسي.


سأتابع غداً الموضوع..

(f)

يازميل "كيفى" يعنى يا خويا لازم تكتب " بالتأكيد " ثلاثة امتار :lol: .. الصفحة اصبحت عريضة جداً وصعبت القراءة .
ان شاء الله المشرف يظبطها .

الحمد لله رب العالمين ..

ان الله موجود , هناك أدلة على وجوده لا يمكن ان نحصيها وأنتم تعرفون هذه الأدلة وإنما تكابرون لحجج فلسفية واهية ساقطة .
شخصياً لايمكن ان ارفض وجود الله كما تفعلون , فانا رجل عقلانى مع احترامى للجميع , انا ارى الله فى كل شىء وأنتم ترون العلم فى كل شىء وانا لا ارفض العلم وانما ارفض الاعتماد عليه وإنكار وجود الذى أنعم عليكم به .. هذه مصيبة فى حد ذاتها من عقول "المفروض" ان تكون وصلت للنضوج الكامل .

سابقاً حاولت ان ارفض فكرة وجود الله , وأخجل من نفسى كثيراً - حالياً - عندما أقول انها مجرد "فكرة" بل الصحيح ان اقول انها "حقيقة ثابتة" , حاولت رفض هذه الحقيقة وتعمقت فى الاراء الفلسفية والعلمية والمنطقية التى تقول بان الله غير موجود , ويمكن لى هنا فى نادى الفكر وفى منتدى اللا دينيين العرب بعض الحوارات المتواضعة حول وجود الله او وجود قوة خالقة للكون , والحقيقة بعد التعمق فى حجج الملاحدة أزددت يقيناً بمسالة وجود الله وذلك لتهافت الادلة التى يقدمها الملاحدة فى اللا دينيين وفى نادى الفكر وفى "فكرهم" بشكل عام , ويمكنك ان تشاهد هذه الحجج "الغير حكيمة" بنفسك اذا اخذت جولة هنا وهناك على الشبكة . وطبعاً لن استعرض لك الحجج فهى معروفة ومشهورة ومتهافتة لدرجة الغباء .
من لا يرى النهار فهو اعمى , والله اوضح من النهار .

مسالة وجود الله مسالة يقينية غير قابلة للرفض الا عند عقول عمياء لا تفقه شىء , ونسال الملاحدة عن " الدقة والجمال والإحكام " يقولون لك "صدفة" ولا يملك الملحد الا ان يقول "صدفة" بالفعل , وهل يملك شيئاً اخر يحاجج به ؟؟
فنحن نتأمل - على سبيل المثال - عملية الولادة عند المرأة , ونجد انه يحدث تجاذب جنسى بين جنسين ثم "ود" وحب بينهم ثم اتصال جنسى مباشر ثم دخول منى الرجل فى قناة المرأة والحيوانات المنوية تتصارع من اجل الوصول الى البويضة لتلقيحها ثم يحدث تلقيح فيتكون طفل وينمو ثم تشعر الام بألم الولادة ثم تولد لينزل انسان جديد إلى الحياة ليس له اسنان ليأكل .. ماذا سيفعل هذا الطفل الذى بلا أسنان ؟؟ اه ! ان كل ما يحتاجه "لبن" هذا اللبن يحتوى على عناصر غذائية لا توجد فى اى طعام اخر الا فى اللبن , بالفعل انه "يتصادف" ان يجد اللبن الذى يحتاجه فى ثدى الام وفى التوقيت الذى يحتاج إليه تماماً .. انه لا يجد خمر ولا عصير انناس ! انه وجد الشىء الوحيد الذى يحتاجه ليستمر نموه ..
السؤال :
من جهزه له ؟؟؟

كما تغيب عن الوعى مثلاً بسبب مرضك ثم تفيق لتجد سرير ومستشفى واجهزة موصولة بجسدك ولا اعتقد انك ستقول ان كل هذا حدث لك صدفة بل ستقول ان هناك شخص عاقل جهز لى غرفة فى المستشفى ودكتور متميز وصل الاجهزة وعامل ماهر جهز لى السرير .

طبعاً الملحد هنا لا يملك الا ان يقول اما "صدفة" وهذا لا يستحق التحاور معه فهو اما اهبل واما مجنون !! واما سيضطر ان يقول بسبب الجهاز الفلانى فى الام (المشيمة) او الجهاز العلانى او الذى يفرز اللبن وكفى الله الملحدين شر القتال :what:
ولكن هل هذا حل ؟؟ هل هذا منطق؟؟؟
هل من المنطق تقريب السبب الى اقرب شىء بان نقول انه بسبب وجود الجهاز الفلانى ؟؟
طيب ومن خلق الجهاز الفلانى واعده .. سيقول الملحد ان وجود الجهاز الفلانى بسبب وجود الجهاز العلانى . لاحظ ؟؟!!؟؟

ان الملحد كله ما يفعله انه يقرب السبب بكل جهل منه ولا اكن قاسياً اذا قلت "بكل غباء واضح" الى اقرب الاسباب وسنستمر فى الدوامة .
الحل هو التسليم المنطقى بان اللبن اعده الخالق فى ثدى الام و اصلاً لايوجد حل اخر وهاتوا برهانكم ان كنتم صادقين .
كما ان اللبن يحتوى على عناصر غذائية كما قلت لا توجد فى اى طعام او شراب اخر وهو ما يحتاجه الطفل فى سنه الصغير هذا .. ومن يقول ان وجود اللبن صدفة فعقله به خلل .
وهذا ما يسمى دليل العناية فى الفلسفة والامثلة على هذا الدليل كثيرة جداً .

* * * * * * * * * * * * * * * * *

اما الزميل غورو ولمن يزعم ان الله فكرة اخترعها الانسان ليشعر بالامان .. اقول نحن لا نحتاج لمن يشعرنا بالآمان , هذا فهم خاطىء وغير سليم تماماً وبه تسرع شديد ..
نحن لا نشعر بالامان اصلاً .. سواء بوجود الله او بغير وجود الله , العالم يرتعب من الموت ومن المرض ومن البطش .. والدين اساساً اعباء وتكاليف ووعيد بالنار , فكيف اريد ان "اشعر بالامان" وان اطمئن وفى نفس الوقت اعـتـنـق دين يقول لى ان "جهنم" للمذنب ويحدثنى عن أهوال يوم القيامة وكيف انه سيؤتى بجهنم يوم القيامة وتوضع بين البشر .. ويحدثنى عن تبديل الجلود لمن اذنب ويحدثنى عن عذاب القبر المروع او عن بحيرة الكبريت وصرير الاسنان ؟؟؟ وانا كلى ذنوب .!
هل هذا امان ؟

لو كان هذا صحيح لكان الانسان اخترع " فكرة " غير الدين و"الله" الذى يعاقب , فكرة مثلاً فيها جمال وشفافية لايوجد بها وعد ووعيد .

وبالفعل هذا ما حدث لمن يعبد الإله ويعتقد ان لا يكلف البشر كفكرة " الإله الغائب " او مذهب الإلوهية .. هؤلاء هم من يريدون الشعور بالامان .. وانما الدين حقيقة ثابتة ولها براهين وادلة كثيرة جداً لا تكاد تحصى .

انا كتبت موضوع فى نادى الفكر من مدة , كان عنوان الموضوع " الايمان والعبث الطفولى " وكنت اتحدث فيه عن ان الله فكرة اخترعها الانسان ليشعر بالامان والحضن مثل الام !! وقلت فيه ان الايمان بالله مرض خطير !!. . ولكن بعد ذلك اكتشفت خطأ المنهج نفسه فالدين و "الله" و جزء كبير من هذه الافكار تخويف وترهيب ووعد ووعيد وليس احضان وقبلات وشعور بالامان . والحقيقة ان بهذه الافكار الجانبين ولا يصح حصر الموضوع فى ان الله فكرة اخترعها الانسان ليشعر بالامان . فهذا خطأ منطقى .

الله حق . انظر حولك . العقل فيه شهوة التمرد وهى سبب مشكلة الالحاد فهو يريد التمرد ويريد "الظهور" حتى ولو على حساب المنطق والتفكير السليم .

الملحد يرفض "العادة" حتى وان كانت العادة صحيحة , كالطفل الذى يشرب سيجارة ليتمرد على اهله وهو يعلم اخطار السيجارة ولكنه يريد التمرد على "العادة" لانه يراها مملة .

ولمن يريد التأكد من وجود الله .. اقول :
كيف تريد ان تتأكد ؟؟
انظر حولك ؟؟
الا تدل الكتابة التى اكتبها الان على وجود شخص اسمه اتماكا يكتب هذه الكلمات ؟؟؟
والا تدل على وجود لوحة مفاتيح اكتب منها ؟؟
والا تدل على وجود "عقل" يكتب ويفكر ؟؟
الا تستطيع ان تعرف عقلية كاتب هذه الكلمات " بالاستنتاج " ؟؟؟ مجنون - عاقل إلخ ؟
الا تدل الكتابة على وجود متصفح ؟؟
الا تدل على وجود جهاز كومبيوتر ونظام تشغيل ؟؟
الا تدل على وجود شاشة مقابلة فى الطرف الآخر ؟؟

فإذا كنت تستطيع ان تتأكد من كل هذا بدون ان ترى اتماكا وهو يكتب .. فكيف تنكر ان هذا الكون الدقيق المحكم ليس له خالق عاقل " يكتب " عليه ما يريد ؟؟

انظر كم شىء اسـتـنـتـجـتـه من مجرد وجود بعض الكلمات امامك فى النادى ؟؟ افلا تستطيع ان تستنتج من الكون عظمة الخالق وجماله - قوته - قدرته - ؟؟؟

لماذا هذه المكابرة والجهل ؟ لا اعرف حقا ؟ اذا كانت عقولكم هكذا فلا يسعنى إلا ان اطلب من الله الشفاء لكل مريض .
هل بسبب العلم كما تزعمون ؟؟؟ ولكن العلم لا يستطيع ان ينفى وجود الله لان الله (مطلق) لا يمكن وضعه فى المعامل والتحاليل .
تعالى الله عن كل هذا علواً كبيرا .

لو عذبكم الله تعالى لكان عادلاً , فمن يرى هذا الكون ولا يُعمل عقله الذى حباه الله اياه لكى يعرفه ويشكر الله على نعمته لكان جاحداً وكافراً اشد الكفر وعذاب الله - برأيى - لا يكفيه . ولا يكتفى بالجحود بل يسند الخلق الى الطبيعة والصدفة والتفاعلات الكيميائية .. يعنى الخالق هو الطبيعة وهو التفاعلات الكيمائية المتخلفة الغير عاقة . ان هذا لهو الكفر حقاً ؟؟ اعطاك الله السمع فتصورته اصم , اعطاك البصر فتصورته اعمى , اعطاك الجسد والقوة والعقل فتصورته لا عقل له . وبعد كل هذا تقولون لماذا يعذبنا الله او ان الله شرير لانه يعذب.
لا حول ولا قوة إلا بالله .

والحمد لله رب العالمين (f)

اقتباس:الإيمان بالله و العلم لا يتفقان أبداً،

صديقي العزيز جورو:

إسمح لي أن أقترح أن لا نتسرع ونقول ما يقوله الملحدون بسرعة وفي إلقاء للكلام على عواهنه وهم لا يرددون أكثر من مقولات القرن التاسع عشر حينما ظهرت المنجزات العلمية في بوازغ النور والقاطرة البخارية وكل هذه الأمور التي خلبت الأبصار. أنا موقن مائة بالمائة من أن الإيمان بالله والعلم يلتقيان والعلم ذاته يدعم الإيمان بالله دعم شديد يخرجك عن شعورك في فرح لا ينطق به. لو أردت أن تقرأ لعلماء كان العلم سبب في إيمانهم بالله فاسمح لي أن أقترح عليك قراءة كتب العالم الفيزيائي بول ديفيز وموقعه هنا:
http://aca.mq.edu.au/PaulDavies/pdavies.html

لا أقول إنه مسيحي أو منتمي لدين ما ولكن كل علومه وأبحاثه الفيزيائية تدفعه دوماً للإعتقاد بوجود إله صمم هذا الكون وأبدع خلقه. هذا يكفيني وبالنسبة لي كمسيحي له مكان عندي حيث أنا منطلق من فرضية الألوهة التي يؤمن بها ويعتبرها عقيدة علمية راسخة وأبني عليها أن إلهي ليس خالقاً فحسب بل هو إله ناطق وكان ناطقاً بالتحديد في الكلمة المسيح والذي هو بالنسبة لي ابن الله الحي. رجاء أن لا تتسرع وأن تقرأ كتب بول ديفيز قبل أن تتشبث بتلابيب الإلحاد والتي كانت موضة في زمن ما كما قلت وصار الناس يناقضون العلم بالإيمان بالله. فلو أنا آمنت بالله وأنه خالق فهذا سوف ينسحب عليه أن كل ما جاء به الكتاب المقدس عن الله سيكون مصدر إيماني وسوف آخذ الكتاب المقدس كـ "كتاب الإيمان" لدعم علاقة الإيمان هذه وتغذيتها ولكن عندما أريد التوسع في العلوم الفيزيائية وغيرها سأرجع لرجال العلوم وأدعهم يقولون كلمتهم. وماذا تقول في ألبرت آينشتاين الذي حدثتك عنه؟ هذا الرجل يا صديقي لم يكن قطعا ملحداً كما يتمنى الواهمون بل كان إيمانه بالله في صلب نظرية النسبية و ها هو الفيزيائي إبراهيم بايس Abraham Pais يسجل حياته في كتاب بعنوان "خفيّ هو الرب في عمله". هذا كتاب قيم وممتع ومن قام على طبعه ليست مطابع السيدة أو الحسين ولكنه صادر عن دار جامعة أكسفورد للنشر:
Subtle is the Lord
The Science and the Life of Albert Einstein | Abraham Pais ISBN13: 9780192806727
ISBN10: 0192806726
Paperback, 576 pages Nov 2005, In Stock

http://www.oup.com/us/catalog/general/subj...=9780192806727#

سأقولها لك وهي الحقيقة بعينها: كثير مما تراه على الإنترنت من إلحاد سائد هو مراهقة إلحادية ويقرأ كتابين أو ثلاثة عن أصل فكرة الله أو ما شاه فيظن أنه (جاب الديب من ديله!). شيء يؤسف له! الوحيد الذي قرأت له وقال إنه يميل للإلحاد ولكنه ليس محلد ووجدته صادق مع نفسه بأكبر درجة من الصدق هو زميلنا "الختيار" هنا. الباقون مستعدون أن يعتنقوا البوذية أو أي شيء في سبيل رفض فكرة وجود إله خالق.

اعذر صراحتي ولكني أحترمك وأثق أن ما بيننا يسمح لي أن أكون جريء لهذا الحد.

تحياتي لك ومع كل مودة.

:redrose: