شكرا لجعفر وثندر
هذا مقال رائع في ايلاف يتكلم عن هذا الموضوع
بصراحة الصحف الاردنية لازمها دورة في الردح الصحفي حتى تتعلم بس معلش بيظل الاردن اكبر
عمان ردت بعنف على اتهامات "الجزيرة"
العلاقات الاردنية – القطرية إلى انهيار ملموس
نصر المجالي من عمّان: يواجه الأردن الرسمي حملة إعلامية ضده يعتقد مسؤولوه الكبار أنها موجهة من دولة قطر من خلال فضائية (الجزيرة) وكذلك من صحف عربية في الخارج دأبت على توجيه اتهامات للأردن منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية ضد لبنان. وبلغت الهجمة الإعلامية ذروتها باتهام الأردن بإجراء تفتيش للطائرات والمواطنين اللبنانيين في مطار الملكة علياء ومنافذ الحدود الأردنية، وكان رئيس وراء لبنان فؤاد السنيورة ومدير عام شركة خطوط طيران الشرق الأوسط اللبنانية محمد الحوت شاركا في رد الاتهامات الموجهة للأردن عبر تلك الوسائل الإعلامية الموجهة من الدوحة.
وإليه تشهد العلاقات الأردنية القطرية انهيارا ملموسا منذ أشهر عديدة، ولا تتوانى الدوحة من خلال وسائل إعلامها من توجيه انتقادات للموقف الأردني الذي كان بادر إلى فك الحصار عن لبنان من خلال ارسال طائراته العسكرية الى مطار رفيق الحريري وإصلاح عطبه الذي الحقه القصف الاسرائيلي في بداية الحرب.
ومنذ أيام تحفل وسائل الإعلام الأردنية الرسمية وصحف القطاع الخاص وتلك القريبة من الحكم بردود على تلك الهجمة الإعلامية .ولكن ليلة البارحة شهدت التصعيد الأردني الأعلى في حملة الرد الإعلامية الرسمية، حيث بثت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) وكذلك التلفزيون الأردني الرسمي وهو حال صحيفة (الرأي) القريبة من الحكم، تقارير وتعليقات للرد على الحملة.
واستندت وسائل الإعلام الأردنية على تصريحات رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة التي دافع فيها عن الموقف الأردني، وكذلك على تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية ناصر جودة التي رد فيها في شكل صارم على الهجمة الإعلامية العدائية.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية "وجهت اتهامات الاردن وعلى مدار الازمة الاخيرة التي تعرض لها لبنان الشقيق الاخ والسند وأول من تحرك على الصعيد السياسي حيث بادر جلالة الملك عبدالله الثاني ومنذ اللحظات الاولى للازمة بالتحرك وبالاتصال مع عدد من قادة دول العالم لوأد الازمة وحقن الدماء وصون الارواح".
وقالت "كان الاردن السباق الى كسر الحصار الجوي المفروض على بيروت وأقام الجسر الجوي الذي ينقل المساعدات والاغاثة الى الاشقاء..وتوالت طائراته في رحلات مستمرة بين عمان وبيروت ..وكان المستشفى الميداني الذي تديره القوات المسلحة الاردنية بكامل طواقمه يستقبل الاشقاء على مدار الساعة مما كان له عظيم الاثر في تخفيف الضغط على المستشفيات اللبنانية بينما لم نر من يناصر لبنان الا بكلمات بعد انتهاء الازمة يسعى من خلالها لتجيير مواقف شعب لبنان العظيم لمصالحه..فمن يقدم الدعم يدعم الصمود".
تصريحات السنيورة
ونقلت الوكالة عن رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيوره قوله أمس "..ربنا سبحانه وتعالى قيض لنا المملكة الاردنية الهاشمية لتقف الى جانبنا فيما يختص في موضوع ليس فقط المساعدات وهم كانوا من اوائل الدول التي بادرت الى تقديم المساعدات الى لبنان وليس عن طريق الدعم السياسي بل ايضا كانت اول دولة نزلت طائراتها كبداية لجسر جوي مع لبنان".
واضاف السنيورة "..وهم ايضا والحق يقال ونعترف ونحن من هذا المنبر وامامك وعبر كل شاشات التلفزة ايضا ان نعبر للشعب الاردني ولجلالة الملك والحكومة الاردنية عن شكرنا للتسهيلات التي يقدمها الاردن الى نزول الطائرات والتي كما ذكر بالامس بان البعض من وسائل الاعلام يحاول او بعض الاشخاص الحقيقة يحاول ان يشوه هذه الصورة البراقة لهذا الجانب السيء للجريمة التي ترتكبها اسرائيل ومن الابتزاز الذي تمارسه عبر استمرار الحصار".
وقال السنيورة "..الحقيقة المملكة الاردنية الهاشمية واقفة معنا وتفسح المجال لطيران الشرق الاوسط بالنزول واعطائه كل التسهيلات ودون اي رقابة كما يحاول البعض ان يدس السم في الدسم".
ورد من الحوت
ومن جهته، قال رئيس مجلس ادارة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت..لم يقم الاردن الشقيق الا باجراءات امنية عادية وهي نفس الاجراءات التي كانت تتبع قبل بداية العدوان الاسرائيلي على لبنان..
وكل كلام قيل عن هذا الشيء عار عن الصحة ويثبت عدم صحة الادعاءات الاف اللبنانيين الذي عادوا الى بيروت وسافروا عبر مطار عمان .
وفي رده على سوال حول موقف بعض الفضائيات للنيل من مواقف الاردن في دعم الاشقاء في محنتهم قال محمد الحوت "..اعتقد ان قلة من الذين لا يرغبون للبنان وللعلاقات اللبنانية الاردنية الخير هم من يبثون هذه الاشاعات المغرضة..ولكن معظم اللبنانيين ودولة رئيس مجلس الوزراء عندما استقبلنا بالامس وفدا اردنيا كبيرا لدعم صمود لبنان كان واضحا بشكره للمملكة الاردنية وكان واضحا في توضيحه لهذه الامور وغالبية اللبنانيين يعرفون الحقيقة وقلة هم الذين يريدون قول شيء غير صحيح .
واضاف..اعتقد ان رفع الحظر الجوي الجزئي بين بيروت وعمان ساعد اللبنانيين كثيرا في تأمين اتصالهم مع الخارج..والا بكل اسف كنا نتحول شيئا فشيئا الى مثل غزة..فمطار غزة اغلق منذ عشر سنوات ولا احد يتكلم به..وهذه الخطوة مشكورة ساعدنا بها الاردن ونحن نثمنها جدا وفي مطلق الاحوال نحن نقوم بما يمليه علينا واجبنا..والاردن الشقيق يقوم بتقديم كل المساعدة وهذا الاهم..اما الغلط في هذه التفاصيل فلن تؤثر على العلاقات".
كلام ناصر جودة
وإذ ذاك، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الوزير ناصر جوده: منذ البداية كان موقف الاردن واضحا وواثقا على كافة المستويات ولبنان الشقيق تعرض لعدوان بشع وكان هناك استهداف لمواطنيه المدنيين ومنشاته المدنية وبنيته التحتية..وعمل الاردن على مسارين وبشكل مكثف الاول على المستوى السياسي وذلك من خلال تبني الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية التي لا يستطيع ان يزاود عليها احد..ونقل هذا الموقف ودعمه والدعوة الى اعتماده في كافة الاتصالات واللقاءات الثنائية والاقليمية والدولية التي حدثت .
واضاف جودة: هذه الجهود الدبلوماسية التي قادها جلالة الملك كانت تهدف بشكل اساسي الى وقف اطلاق النار ووقف نزيف الدم والدمار الذي طال لبنان..وعلى المسار الموازي وبتوجيهات من صاحب الجلالة ايضا تقديم كل ما يحتاجه لبنان نظرا للظروف الصعبة التي يمر بها لبنان من مساعدات انسانية واغاثة ومستلزمات طبية ودوائية وايضا ارسال مستشفى ميداني عسكري وحتى في ظرف حرج مقاسمة اشقائنا في لبنان مادة البنزين التي كانوا يحتاجون اليها بشكل سريع وعاجل .
واوضح الناطق الأردني: كان هذا كله في غاية الصعوبة نظرا الى الحصار الجوي والبري والبحري المفروض على لبنان..لذلك كانت الاولوية القصوى لاستخدام الكفاءات الاردنية المميزة والنفوذ الاردني ومن خلال نشامى القوات المسلحة في الجيش العربي لتجاوز الحصار الجوي واجراءات الاصلاح المطلوبة على المدارج في مطار بيروت لتمكينه من استقبال الطائرات..وهكذا بدأ الجسر الجوي الاردني الذي استخدم لارسال مساعدات مختلفة من الاردن..وايضا استخدم من قبل العديد من الدول الشقيقة والصديقة لايصال المساعدات الى لبنان خلال محنته .
وبين جوده الآتي "حتى هذا الجسر الجوي هذا الشريان العربي الهاشمي الذي زود لبنان باحتياجاته في الظرف الصعب هذا حتى تعرض للتشكيك ما يعني نسميهم مناضلي الفضائيات والاستديوهات حقيقة كان همهم الوحيد في دعم لبنان هو المزاودة عليه والتشكيك في مواقفه وهم بعيدون عنه يتمتعون بامان الاسير".
واضاف..يبدو ان الموقف الاردني فاعلا ان كان سياسيا او انسانيا يغيض البعض ولكن نحن سنستمر بطبيعة الحال وبدون ان ننظر الى هذه الامور .
وقال..الان بعد ان طبق وقف اطلاق النار وخاصة الجوي وحاجة لبنان الى استعادة عافيته واستعادة سيادته وممارسة مهامه السيادية كافة ومن ضمنها تسيير الرحلات الجوية لناقله الوطني وطلب لبنان ان تكون عمان هي المحطة التي يعود من خلالها اللبنانيون الى وطنهم عادوا مناضلو الفضائيات وابطال المقالات يشككون ويتهمون حقيقة هم لا يزاودون على ما يحاول ان يساعد لبنان فحسب بل يزاودون على لبنان نفسه بما يخصه وبما يخدم مصلحته.
وقال الوزير جودة: وكما قال دولة الرئيس السنيوره بالامس بل يريدون ان لا يسترد لبنان صحته وعافتيه وممارسة نشاطات سيادته وماذا يستفيدون كما تساءل الرئيس السنيورة لو توقفت هذا الرحلات وتوقف الجسر الجوي وتم عزل لبنان لن يستفيد احد وستكون الضحية هي لبنان وشعب لبنان ومع هذا كله سيستمر الاردن في دعم لبنان من منطلق ارضاء الله سبحانه وتعالى وارضاء الضمير من منطلق رسالته الهاشمية المعروفه.
وقال جوده..لن تثني هذه الادعاءات وهي من قلة حقيقة..ومرة اخرى نشير لهم مناضلو الفضائيات وكاتبو المقالات لن تثني الاردن عن جهوده وهذه رسالة تاريخية هاشمية اردنية عربية نقية صافية اصيلة بدعم الاشقاء ونصرتهم والوقوف الى جانبهم . واضاف..انا اذكر انه عندما تم اختراق الحصار الجوي على لبنان وحطت اول طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي الاردني في مطار بيروت كان الخبر الرئيسي الذي بثته احدى الفضائيات وصول طائرة اردنية تحمل مساعدات دولية حتى انهم لم يريدوا القول ان الاردن بعث مساعدات من عنده مع ذلك استمرينا في جهدنا واستمرينا في تأدية رسالتنا وهذا هو شأن الاردن دائما يستمر في عمله ارضاء لله سبحانه وتعالى وارضاء للضمير من منطلق رسالته الهاشمية التاريخية بالوقوف الى جانب اشقائه وخاصة في مثل هذه المرحلة بالذات الاشقاء في لبنان والاشقاء في فلسطين يعني هذه رسالة الاردن مستمرة وتمضي باذن الله .
موقف صحيفة (الرأي)
ومن جانبها، كتبت صحيفة (الرأي) القريبة من الحكم في الأردن تعليقا بقلم محررها المسؤول عبدالوهاب زغيلات تحت عنوان "مواقف الأردن بين حناجر الهذر.. وخناجر الغدر"، والمحرر قال في تعليقه "يقرأ الاردنيون بغضب واستغراب الحملة الاعلامية المنسقة التي تقوم بها جهات صحفية واعلامية «عربية» في اكثر من عاصمة عربية وأجنبية ضد بلدهم ومواقفه الوطنية والقومية ازاء القضايا والملفات الساخنة في منطقتنا على نحو يدعو للدهشة والتساؤل حول الاسباب الحقيقية التي تقف خلف هذا «الشطط» الذي ظن أصحابه ومن يقف خلفهم موجها وممولا، أن صمت الاردن على هذه الحملة نابع من خوف او تورط أو ضعف".
وأضاف محرر الرأي: وإذا جاوز الظالمون المدى ولم يعد بمقدور أحد في الاردن ان يقف صامتا او يتخذ موقفا «محايدا» ازاء هذه الحملة الشرسة الخالية من أي وازع اخلاقي او سياسي حيث لا مكان للحياد بعد أن بات الوطن وتاريخه المجيد ودبلوماسيته المنحازة ابدا لقضايا الامة ومصالح شعوبها.. فإننا نعيد تذكير تلك الاقلام المأجورة معروفة التمويل والارتباطات بجملة من الحقائق نجزم ان معظمهم يدركها ويعرفها لكنهم وقد انخرطوا في نهج الضلالة والتضليل وخضعوا لإملاءات الممولين والداعمين واختاروا الخروج على الحقيقة وانزلقوا الى هاوية الاختلاف والكذب والتزييف وقلب الحقائق التي باتت مكشوفة ومعروفة ولا يمكن تغطيتها كما الشمس بغربال من مقال او خبر مدسوس أو تحليل مصطنع على لسان مصدر مطلع او مصدر مسؤول أو دوائر ترفض الكشف عن مصادرها وهي صيغ عصابات الجاسوسية والمافيات والصحف الصفراء «مجهولة» التمويل والدعم الذي نراه فجأة في صحف مستمرة في الصدور وتخلو صفحاتها «المتواضعة» عدديا من أي اعلان الذي هو المصدر الوحيد لاستمرار الصحف المحترمة والمستقلة في الصدور، وما نراه فجأة وايضا من صدور لصحف ضخمة المطابع والمباني والكوادر في اسواق مزدحمة بالصحف التي لا توزع ولا تبيع فمن اين جاؤوا بهذه الاطلالة الصحفية العاجلة والضخمة وهذا على اية حال ليس موضوعنا الذي سنعود اليه لاحقا لكشف المستور وتعرية اصحاب المواقف «القومجية» المستجدة..
وأضافت الصحيفة الأردنية التي الأوسع انتشارا: يدرك المنخرطون في الحملة الاعلامية والصحفية على الاردن ان بلدنا ينطلق من قناعات راسخة في الانحياز الى قضايا امته العادلة دون النظر الى حسابات تجارية او مالية او بحث عن شعبية مفتقدة او ثمن «لسلف» ومواقف سياسية مشبوهة كما في كثير من الحالات التي باتت معروفة على نطاق واسع في محيط المنطقة العربية خصوصا..
وقالت: كان الاردن يستطيع (إلا انه لا يريد نقولها سلفا» ان يدير ظهره للبنان كما لفلسطين والعراق، وان يتخذ المواقف نفسها التي يتخذها «الاخرون» بضجيج اعلامي وتصريحات نارية ودفع بعض الاعطيات «لكتبة» المناسبات في بعض الصحف العربية (المهاجر منها وغير المهاجر).. وكفى الله المؤمنين شر القتال.. فهل اغضب انحياز الاردن للبنان الدولة والحكومة والشعب «كتاب المناسبات» الذين يضعون اقلامهم دوما برسم الايجار؟ أم نسأل السؤال المباشر هل اغضبت مواقف الاردن الشفافة والمعلنة الدول الممولة لهذه الصحف والاقلام الصفراء فأوعزت «لاصحابها» ان يهاجموا الاردن؟
وقالت: ليس لدينا ما نخفيه ولنبدأ من دراما التفتيش المزعوم للطائرات اللبنانية المغادرة الى بيروت من مطار عمان ؟ لكم ولنا باقوال رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ورئيس مجلس ادارة شركة الطيران اللبنانية « ميدل ايست» المرجعية والحقيقة إئتوني بأي شخص جرى تفتيشه في مطار عمان قال السنيورة فأين هم الذين فتشوا ولماذا لا يظهرون على الملأ ليسردوا لنا حكاياتهم؟ ثم ان الذي طلب ان تكون عمان « البوابة » لبيروت في استقبال المساعدات العربية والدولية هو رئيس الحكومة اللبنانية شخصيا واستجاب الاردن لهذا الطلب فاين اخطأ الاردن ومع من «تآمر» ضد لبنان الذي طلب « ممثل الاكثرية » ان نقف الى جانب بلده في محنته ؟
من يدفع أكثر؟
وتساءلت الرأي الأردنية: دعونا نخرج قليلا الى فضاء الدعم والتبرعات والمساندة التي تملأ وسائل الاعلام العربية هذه الايام والتي تبدي الامور وكأن لبنان الجريح قد تعافى من ازمته وانهيار بناه التحتية من « كثرة » ما قدم العرب له . ماذا قدم غيرنا اكثر منا نحن في الاردن ومن بادر ومن تطوع ومن « غامر» بالفعل لنجدة لبنان وشعبه العظيم والمنكوب؟
نتساءل وسنجيب ولكن على قاعدة ان هذا واجبنا نحن في الاردن، ولا نمن به على احد. من قدم اكثر منا ومن كان الاسبق؟ من كسر الحصار الجوي وقال قائده لنشامى سلاح الجو على بركة الله اما المخاطر فلكل حادث حديث؟ من الذي ارسل جنده وسلاح الهندسة في قواته المسلحة «لتنظيف» مطار بيروت ومدارجه من قنابل اسرائيل الذكية؟ ومن هو الذي اقام المشفى الميداني الاول في لبنان لتضميد جراح ابنائه: اطفاله ونسائه .
كنا نظن، اننا غادرنا عصر الدول « الحناجر» والدول الخناجر .. وكنا اعتقدنا ان بعض العرب وقد اصبحوا ما عليه ، قد استخلصوا العبر والدروس وتعلموا ان كان لهؤلاء ان يتعلموا ان لا احد يحتكر الحقيقة وان القومية والوطنية ليست شهادات توزع ولا هي شعارات ترفع بل هي بالتأكيد لا تقيمها فضائية او صحيفة او منبر مدفوع الأجر لكن هؤلاء الناس فيما يبدو لم ينسوا ولم يتعلموا فخرجوا علينا بكلام فارغ وادعاءات تافهة ومواقف تجلب العار لاصحابها وتفضحهم اكثر مما تسيء الى الاردن وشعبه الذي يعرف العرب انه لم يبدل مواقفه ولم يغيرها ولم يعرضها للبيع او المساومة او « المناقصات» المعروفة .
ولنا ان نتساءل رغم اننا نعرف الجواب، لماذا اذا تحركنا باتجاه فلسطين الشعب والحلم والقضية العادلة خرجت علينا الابواق اياها محرضة ومشككة ومتهمة بلدنا بانه طامع الى دور والى نفوذ والى استعادة مواقع « جغرافية » سابقة ؟ رغم انهم يعلمون أن توجهنا الى فلسطين ليس جديدا بل والاهم اننا نتحرك استجابة لنداء القيادة الفلسطينية الشرعية والمنتخبة والوطنية التي لا يستطيع احد ان يشكك في اخلاصها لقضية شعبها.
ثم جاءت ازمة العراق وما حل ببلاد الرافدين من مصائب وازمات واذا ما دعونا الى مؤتمرات للمصالحة او اصدرنا النداء تلو الاخر كي يصغي العراقيون كافة بلا طائفية او مذهبية او جهوية او اثنية او مواقف مسبقة الى ضمائرهم وحكمتهم وان يتقوا الله في وطنهم وان يتوافقوا على مقاربات تحفظ وحدة العراق الوطن والشعب قالوا ان للاردن اطماعا « تاريخية» في العراق وان الاردن ينحاز الى هذا الفريق ضد ذاك؟
سقوط المزاعم
وختمت (الرأي) قائلة: سقطت مزاعمهم وانكشفت ادوارهم ولن ننزلق الى متاهات الردح والحملات الاعلامية التي ينظمها « حلف» شيطاني لم تعد اهدافه تخفى على احد والاردن سيبقى كما كان منذ تاريخه الناصع منحازا بلا تردد او خشية او انفعال الى قضايا امته العادلة مهما كانت الاثمان والاستحقاقات اما الذين يؤجرون اقلامهم كما الذين يمولون منابر الهدم واعمال الفرقة بين العرب، كي يخفوا ارتباطاتهم وعلاقاتهم المشبوهة مع اعداء الامة فانهم لن يتمكنوا من ترويج بضاعتهم الكاسدة والفاسدة وبخاصة اننا في عصر الانترنت والفضاءات المفتوحة وثورة الاتصالات وكل شيء تحت المجهر والناس لا تنسى وهي تفرق بين الخطاب الاعلامي والسياسي الاصيل وبين اصحاب الاقلام المأجورة والبضاعة الاعلامية الفاسدة .
لصوص الكلمة وتجار المواقف
وكتب المعلق السياسي الأردني المعروف عبدالله أبورمان تعليقا اليوم قال فيه: لا يوجد بلد عربي واحد قدم للقضايا العربية أكثر مما قدم الأردن، ولا يوجد بلد عربي تعرض لحملات التشكيك والاتهام من «أشقائه» مثل الأردن. هذه المفارقة ليست لغزا، وإنما هي شيء مألوف في الحالة العربية بالذات، مألوف الى درجة أنه يوشك أن يكون بمثابة «القانون»، فمن يستنكف وهو قادر عن القيام بواجباته، لا يرضيه، أبدا، أن يرى غيره يقوم بهذه الواجبات، رغم فاقته وفقره وقلة ذات يده!
وأضاف أبو رمان يقول "الأردن، هو، دائما، «الشقيق الأصغر» الذي يقوم بأداء الأدوار الصعبة والمكلفة، التي يتهرب من واجب القيام بها بعض «الأشقاء المقتدرين»، ومع ذلك، فالأردن هو من يتحمل النتائج، تشهيرا وحملات غوغائية همجية مأجورة، وتكاليف مادية باهظة وغير ذلك الكثير!".
وأضاف: عندما اندلعت الحرب على لبنان الشقيق، تحمل الأردن فوق طاقته بكثير، ووصل الدعم الأردني للبنان حد المجازفة. واتخذت القيادة الأردنية القرارات الحاسمة في اللحظات الحاسمة، دون أن يرف لها جفن، ودونما أية حسابات بمنطق «الربح والخسارة»، طالما أن الهدف كان مساعدة شعب لبنان على الصمود في وجه أبشع غزو همجي يتعرض له بلد في العصر الحديث. ولم يكتف الجهد الأردني بالإطار السياسي الإعلامي، على أهميته، وإنما تجاوزه الى مستويات أخرى عملية متقدمة، فكان الأردن البلد العربي الوحيد الذي كسر الحصار الجوي على بيروت، وهو البلد الوحيد الذي تقدم، ميدانيا، وأثناء الحرب بالإمدادات الطبية والغذائية وحتى الهندسية، لنصرة أشقائه في محنتهم.
وتابع أبور مان القول: وأكثر من ذلك، وبرغم الأزمة الاقتصادية التي يكابدها الأردن بسبب ارتفاع أسعار الوقود عالميا، لم يتردد جلالة الملك بإصدار أوامره بمقاسمة أشقائنا اللبنانيين احتياطي المملكة من النفط، وفتح القنوات الأردنية أمام الاقتصاد اللبناني لتقليل خسائره جراء الحرب على بلاده قدر الممكن.هذا التذكير ببعض المحطات قريبة العهد، ليس لغايات «المنة»، فالأخلاق الأردنية، الموروثة جيلا عن ألف جيل، لا تنظر لنصرة الأشقاء على أنها «جميل» يستحق الرد، ولكنها ترى الموقف القومي واجبا لا يجوز تركه، والتنازل عنه يصل مرتبة الخيانة. ولو تعامل الأردن تاريخيا بمنطق «الجمايل» وقايض مواقفه، وباع واشترى بقضايا الأمة، لكان الآن أغنى بلد في المنطقة، ولكانت كل هذه الأبواق المأجورة التي تتطاول عليه الآن، تسبح بحمده، لأنه سيكون حينها الأقدر على الشراء والتوظيف!
على كل حال، أصر الأردن وما يزال، على أداء رسالته، بشهامة، قل نظيرها. والشعب الأردني مستعد لتقديم ما هو أكثر، ولكن على أن لا نصل لمرحلة، نقول فيها: «عتب على النفس لا عتب على أحد»!
والا، فلمصلحة أي قضية قومية هذا التطاول على الأردن، وهذا الاستفزاز اليومي لمشاعر الشعب الأردني؟ ومن يقف وراء كل ناعق، يطل علينا برأسه من لندن، ورصيده الأخلاقي زاخر لدى المدعي العام الفلسطيني بكل أشكال الفساد، وصحيفته التي سرقها من مؤسسيها ورهنها لكل من يدفع أكثر، ويوظفها للردح مدفوع الثمن والتشهير بأصحاب المواقف الصلبة لصالح من يفضلون قضاء إجازاتهم في «تل أبيب»، وليطعن بالموقف الأردني، ويشتم الأردن، دون أن يدلنا على تضحيات الجهة التي ينعق لحسابها!
هل نقولها: عتب على النفس، أننا مازلنا قابضين على جمر العروبة، وندفع ثمنها باهظا في وقت يتكسب به الصغار من «عروبتهم» ويطرحونها في المزادات! وهل يأمن الصغار أن يأتي يوم نقول فيه: عتب على النفس، أن اعلامنا الذي هزم، فيما مضى، بلاغة هيكل وحنجرة أحمد سعيد الملتهبة، يصر، برغم كل الأذى، على احترام روابط الأخوة، ويستنكف عن فتح ملفات المزاودين، من سقط المتاع، المعروفين بتاريخ، موثق، من العمالة والخيانة والمتاجرة بالقضية الأغلى والأطهر!
وتابع الكاتب الأردني يقول: .. لقد انتهت الحرب الاسرائيلية على لبنان بانتصار صمود الشعب اللبناني وانكسار شوكة آلة القتل والارهاب. ومع ذلك، وربما بسبب ذلك، تندلع اليوم حرب أخرى لا تقل خطرا، حرب لم تسع فقط لسرقة النصر الذي حققه اللبنانيون، وانما أيضا للتطاول على كل من وقف مع لبنان في محنته وساهم في تعزيز صمود الشعب اللبناني الأبي، هي حرب، ان استمرت، ستعيد المنطقة برمتها الى مناخات المحاور والفرز، وحينها: ستجني كل نفس ما كسبت.
وختم عبدالله أبو رمان يقول: "بعد اليوم، لن يكون مسموحا لأحد، كائنا من يقف وراءه، أن يتطاول على الأردن وأن يحول تضحياته وإسهاماته الى مادة للتشكيك والمزاودة الرخيصة، ولن يكون مسموحا للإعلام الأردني، مهما كان المبرر، أن يصمت على ذوي الملفات القذرة، فلا ينبشها ويكشف للجمهور من هم لصوص الكلمة وتجار المواقف.. وللحديث بقية تأتي".
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/200...06/8/172559.htm
بحث
قائمة الأعضاء
التقويم
وثائق المساعدة
