بهجت
الحرية قدرنا.
    
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
الكاريكاتير .. مجرد رأي هادئ جدا .
العزيز طنطاوي .
تحية .:97:
العملات كأي سلعة يحكمها العرض و الطلب ،و ما يحدث في سوق العملات المصرية هو نقص الطلب على العملات الحرة بما في ذلك اليورو بسبب انكماش الإستثمار و بالتالي انخفاض الطلب على السلع الاستثمارية المطلوبة للمشروعات الجديدة ، هذا يؤدي إلى ثبات وربما ارتفاع قيمة الجنيه ليس بسبب قوة الاقتصاد بل بسبب ضعفه و توقف الاستثمار و هذا ما يحدث الآن بالضبط ، هذا لا علاقة له بمقاطعة الدانمارك أو غيرها . إن سعر اليورو يقاس بالدولار و سعر تحويل اليورو بالنسبة للدولار لم ينخفض ، ربما هناك زيادة طفيفة في سعر تحويل الدولار بسبب زيادة سعر الفائدة المحلية على الدولار في البنك المركزي الأمريكي ،وهذا يحدث تدريجيا منذ عام تقريبا . فقط علينا أن نتذكر أن سياسة المقاطعة هي سياسة ذات حدين و لا تلجأ اليها سوى الاقتصاديات القوية .
اقتباس:واقصي ما يطمع اليه العلماني المعتدل هو ادخال اليات الانتقاد الذاتي في العقل العربي والتفكير العلمي القاسي والايمان بنتائجه اياً كانت ، والكفر الواثق بأي مشاريع مثالية لمدن فاضلة تروج لها اي مجموعة. اما ان نسخر من رموزنا ، ونصل لدرجة احتقار محمد مثلاً او النشهير به فان حدث هذا فسيدل علي موت "النحن" وولادة شئ جديد تماماً وليس له علاقة بنا وهذا ما لا يحبه اي عاقل.
من الواضح أن هناك خلاف بيننا في تعريف المشكلة و بالتالي في التعامل معها . لو قرأت الشريط بتأن ستجد أن الأمر لا علاقة له بالعلمانية أو غيرها من المذاهب ،و لكنها مشكلة ثقافية خاصة بمدى حرية التعبير و قيوده .
يا عزيزي .. إننا أمام حالة واضحة من التصادم الثقافي .. تصادم مرتجل عبثي لا يمكن تجنبه ، ينمو وفقا لآلية ذاتية شيطانية ، تصادم أشبه بالدراما الإغريقية عندما يعرف كل إنسان أقداره مقدما و لكن لا يمكنه تجنب لعنة المصير ، بل على النقيض فتلك المعرفة المسبقة تصبح المحرك الرئيسي الذي يدفع لصالح حتمية المأساة القدرية .
لدينا بالفعل إطاران مختلفان تماما لا يمكنهما التحاور ، إطاران يتزامنان وجوديا و لكنهما من حقبتين تاريخيتين مختلفتين . المسلمون يعيشون الإطار السلفي النصي بكل مواصفاته عندما يعيش الشعب ماضيه و يهمش حاضره و يغيب مستقبله تقديسا لقبور و ساكنيها ، و تعظيما لنصوص و مفسريها ، هذا بينما تفرض العولمة عليهم التعامل كمحيط حول إطار ما بعد الحداثة ، إطار آخر مختلف كلية يفصله قطيعة معرفية تامة .. إطار مادي عقلاني لا مقدسات لديه خارج الإنسان ، نفس الإنسان الذي يراه النص مجرد خطاء لا يتوقف عن التوبة !. إن أخطر ما في هذا الصراع ألا تكافؤ فيه. إن ما يحدث هو تصادم و ليس صراع مع الغرب ، فالصراع له طرفان و لكننا نصارع شبحا او وهما ، نحن أشبه بعملاق ينهال على عدو يتوهمه بالطعنات و لكنه معصوب العينين لا يرى هذا العدو بل يتخيله أو حتى يرتجله . إن العالم يعيش زمنا آخر.
إن النموذج الاسترشادي ( الباراديم ) الغربي للدين و رموزه متعارض مع النموذج النصي الإسلامي ( بل و حتى القبطي ) كلية ، فالنموذج الغربي يرى الرموز الدينية مجرد شخصيات مستمدة من الميثولوجيا التوراتية و ملحقاتها من ملاحم الساميين ، إنهم يتعاملون مع الرموز الدينية بشكل لا يختلف سوى في قليل عن آلهة الإغريق ، فقط ربما كانوا يرونهم أقل تنوعا و ثراء ،و لكن الثقافة الإسلامية تقدس تلك الرموز و ترى أن مجرد الحديث عنها بحرية ولو نسبية ستؤدي بالإنسان إلى جهنم خالدا فيها ، بينما عبادتها بخشوع و تلاوة قصص الأنبياء هي السبيل ( الوحيد ) للوصول إلى النعيم. لا أقصد أن أصدم المؤمنين في عقائدهم ، فقط أريد أن أوضح التناقض الكبير بل القطيعة المعرفية بين إطارين في رؤيتهما لما يبدوا أنه نفس الرموز الدينية .
داخل الإطار الحداثي لن يكون هناك اهتمام حقيقي وواسع بتحقير دين ما بشكل متعمد ، فالدين قضية شخصية و ثانوية ،و لكن سيكون هناك تعبئة كبيرة من أجل حرية التفكير و التعبير ، و لن يقبل كثيرون تعليق تلك الحقوق على موافقة الآخرين و رضاهم . لقد أمضى الغربيون أكثر من 200 عام في صراعات طويلة كي يكون لهم الحق في نقد كل شيء و كل إنسان حتى المسيح ، إن المسيح الذي يعدونه ربا وجد طريقه إلى مسارح لندن بطلا لمسرحية ( المسيح سوبر ستار ) حيث يغني و يرقص و يمارس الجنس مع مريم المجدلية ،وهم لن يتخلوا عن هذا الحق من أجل محمد .
إنني لا أطالب بقبول الرؤية الغربية ، وقد أسهبت في عرض رأيي و سوف أوجزه الآن من الشريط نفسه .
1. يمكن أن نصف العقد الأخير بأنه عقد التشهير بالإسلام و المسلمين ، ليس في الغرب فقط بل في العالم كله تقريبا .
2. نعم للمسلمين الحق في الغضب و أن يعبروا عن غضبهم و أن يطالبوا العالم باحترام مشاعرهم ، ولكن الحق لا يبرر سوء استخدامه
3. حتى المفكر الذي يرفض تقديس الدين كفكرة ، هو نفسه السياسي الذي يرفض تحقير نفس الدين كسياسة .
4. ( إن الأزمة هي في تهافت النخب العربية ).. تلك النخب لا تجيد سوى التنصل من واجبها القيادي و تعيد تصدير المشاكل و الأزمات للشعب الفقير البائس بعد أن تعبئه لصالحها هي فقط.
5. إن ما يدهشني هو ذلك الإحساس بالدونية و الهمجية التي نتعامل بها مع خصومنا و أعدائنا بدون أدنى مبرر . إن الإسلام ليس دينا منعزلا طارئا بل هو أحد المكونات الرئيسية للتاريخ الإنساني ،وهو أيضا شريك هام في حاضر البشرية و مستقبلها.
6. هناك رسومات مشابهة نشرت في مجلات متنوعة منذ فترات طويلة و في كل مكان تقريبا ..... كل ما في الأمر أن من فجر هذه الأزمة لم يعرف بها سوى متأخرا ومن مصدر واحد ، أي أن الأمر كله ترك للمصادفة و بشكل انتقائي .
7. كانت النتيجة ردود فعل غاضبة للغاية موجهة ضد هدف خاطئ و بما يفوق طبيعة الحدث.
8. لا أريد أن نترفع عن الرد و لكن علينا أن نكون من الذكاء و الحنكة بحيث نوظف كل حدث لصالحنا كما لو كان من تدبيرنا.
9. يمكننا حتى استخدام شركات دعاية أمريكية أو أوروبية في هذا المجال ، ..... يمكننا توكيل شركات محاماة كبرى من أجل مقاضاة الصحف التي تتهكم على الإسلام بل وحتى مقاضاة الحكومات نفسها وفي دولها أو أمام الاتحاد الأوروبي ، يمكننا أن ندير حملات فعالة من أجل سن قوانين لحماية الأديان و رموزها في الدول الأوروبية وحتى لو لم تنجح فسيكون لدينا فرصا ذهبية كي نشن حملات دعائية قوية لتحسين صورتنا و كشف زيف الدعايات المضادة.
10. علينا دائما أن نضع المشاكل و المواقف في حجمها الصحيح دون إفراط و لا تفريط . و التوقف عن توسيع الخلافات المحدودة إلى عداوات شاملة ،سواء في حياتنا الشخصية أو العامة .
11. آن لنا التوقف عن تحقير عقائد الآخرين ، خاصة لو كانوا شركائنا في الوطن من مسيحيين و شيعة و دروز و ... علينا أن نعلم أن المسيحيين و الشيعة وغيرهم يألمون لتحقير دينهم و مذاهبهم كما نألم و ربما أكثر لأنهم لا يتوقعون منا العداء الذي نتوقعه من الأوروبي و الأمريكي .
12. علينا أن نتأكد أنه لو نظرنا للآخر كعدو -حتى لو كنا مترددين - فسيتحول إلى عدو حقيقي ،و يجب ألا نصدم لذلك .
13. هناك بالفعل حاجة متزايدة إلى أن نستمع للعقلاء و ندعوهم كي يعلموننا وأن نعرف قدرنا جيدا فلا ندعي شيئا لا نملكه . إن للحكمة أصحابها و مظانها فليت من لا يملكها التوقف عن ادعائها .
14. علينا أن ننظر باحتقار والأهم بعمق لهؤلاء الذين يوظفون ما حدث لصالح أجندتهم الخاصة التي لا تسمو كثيرا عن محاولة صرف الأنظار عن الجرائم التي يرتكبونها بحق شعوبهم و الشعوب المجاورة ، أو زيادة قوتهم الانتخابية أو مكانتهم الدينية و السياسية .
يا عزيزي .. ما أطالب به ليس غريبا فهذا ما يفعله عقلاء المسلمين في العالم كله ،وهذا تحديدا ما فعله المسلمون في الولايات المتحدة ،وما يطالب به مفكرون و مرجعيات إسلامية هامة مثل جارودي و الشيخ الصفار و غيرهما كثير . إن التصرف كالرعاع و الهمج لا يليق بأصحاب حضارة عظمى كالمسلمين .
شكرا لتواصلك و دمت لكل خير .
|
|
02-14-2006, 07:57 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}