حركة فتح ستحصل على اعلى نسبة بين المشاركين لكن ليس الاغلبية ، و اذا اضفنا بقية الكتل و هي تابعة لمنظمة التحرير فسيحصلون على الاغلبية.

ما سيحصل هو تقلص الفارق بين حماس و فتح بشكل كبير.

هذه النتائج ستقو موقف المسؤولين الفلسطينيين و ستؤكد للعالم ان هناك راي عام فلسطيني و لا بد من الحصول على شئ من اجل تقوية الجناح المؤيد للمفاوضات.

الجديد في موضوع فتح
أنها ككل ائتلاف
لا يمكن لها أن تستمر إلا باستمرار جملة من المقومات التي يمكن تعداد بعضها
- هنالك قضية التمويل ففتح كانت بمثابة حكومة فلسطينية لها جملة من المؤسسات الممولة ولها شبكة من العلاقات المالية تشتمل على التمويل الرسمي عبر مساعدات دولية و اتفاقات فلسطينية مع أطراف دولية وإقليمية
- سيطرة فتح على آلية الحراك السياسي الفلسطيني الرئيسي بما يمنح الحركة موقعا فخريا كبوابة للتعامل مع القضية الفلسطينية ( الزعامة )
- تركيبة فتح القائمة على تعدد المشارب الفكرية
- ديمقراطية فتح النسبية التي تتيح إمكانية لتعايش أقطاب من المستوى الثاني تحت العنوان الرئيسي لفتح

يضاف إلى هذه المقومات ما شكلته فتح في مرحلة الثمانينات من قطب القرار الفلسطيني المستقل بعد المصائب التي وقعت على الحركة الفلسطينية عموما بفعل انحياز القرار الفصائلي لأطراف إقليمية
كما يضاف على ذلك مشروع فتح الجامع الذي فتحته من خلال اغتنامها لشروط اللحظة التاريخية والانخراط في المشروع الدولي للسلام في الشرق الأوسط

لكن وكما بدأت هذه الفقرة أختمها بالقول أن فتح تبقى في النتيجة تجٌمع قوى وليس تنظيم عقائدي يمكن خلقه على قاعدة عقائدية
فلكي تستمر فتح بمواصفاتها السابقة لا بد من استمرار عوامل تشكلها أو عوامل تشكل جديدة تدفع بالحاجة لوجود هكذا ائتلاف

قد يكون من المفاجئ القول أن القوى التي تعتمد في وجودها على القواعد الحيوية لوجود فتح لا يمكنها الاستمرار مع تغير دورها

فالحركة كحركة يمكن لها أن تتحول إلى الترتيب الثاني أو الثالث أو الرابع
ولكن لا بد لها في هذه الحالة من التخلي عند الطابع العمومي لها و اكتساب خصائص حزبية أكثر طيقا و أقل فاعلية
أما الفراغ الذي تتركه الحركة خلفها في الحياة العامة فلا يحتمل الانتظار إنما سرعان ما يتم ملأه ببدائل أخرى
من هنا فإن المحافظة على فتح بطابعها السابق ودورها السابق يصبح من المستحيلات

بكلام آخر نحن نعيش هذه الأيام نهاية وجود حركة عربية كانت حالة نادرة في واقع الحركات العربية
ولا أعتقد أن بإمكان أحد إعادة فتح إلى دورها السابق ولو استحضرنا كل المعجزات

أما الحديث عن إصلاح الحركة و إعادة هيكلتها وتفعيل مؤسساتها و تطهيرها من الفساد المستشري في قيادتها فكلها إجراءات تؤدي في النتيجة إلى بقاء فصيل فلسطيني قائم على شروط محسوبة
لن يكون بأفضل حالا من بقية الفصائل المنسقة تنظيميا وفكريا أي دكان فلسطيني مطل على الساحة
أما ساحة فلسطيني فلا شك أنها ستبحث عن زعامة جديدة قادرة على القيام بواجب الزعامة

...............