العزيز خالد
لم اقصد على الاطلاق التشخيص. ماتشير على انه تشخيص كان ردا على التشخيص الذي بدأت انت به تجاه ( شخص ) كامل النجار، ووبفضله تنصلت من الرد على الموضوع بكامله. الست انت القائل:::هذا يكفيه، وحين يتوقف عن التعميم قد يصبح ميسورا أن يتعلم ::: في حين ان التعميم الذي احتجيت به هو ذاته الذي انطلقت انت منه معتبرا نفسك وحدة في الامة الاسلامية، كما يُفهم من تعبيرك.


والمعتزلة لم ينتصروا، وانما خسروا معركتهم وزالوا. لقد انتصر الاسلام السني والوهابي والشيعي وعنه يجري الكلام..

وفي الحقيقة فإن كامل النجار لايعنيه الخلاف مع عقلانيين المسلمين الذين اندثروا، وانما بالمعنى (الباقي اليوم ) عند مسلمين اليوم الذين يعتبرون القرآن كلام الله الذي لم يتبدل ولايجوز تبديله، بإعتباره نازل من الله مباشرة، في حين انه ممتلئ بالاخطاء المنطقية والتعبيرية والتواصلية، الامر الذي يطعن بإلوهيته على فرض انه من إله. ان مااراد كامل النجار قوله ان من الاكثر منطقية القول ان القرآن هو وحي الله على محمد ولكنه بصياغة محمد وليس الله. اي ان الله لم ينطق تعابير القرآن وانما الهم فكرتها لمحمد الانسان الذي قام يصياغتها بلغته ( وليس لغة الله).
هذا مايراه كامل النجار للخروج من معضلة الاستعصاءات العقلية والتعبيرية التي لاتليق بإله والتي قدم نماذج عنها.. إن ازمة هذه الاستعصاءات، هي التي تفرض اما الاعتراف بعدم الوهية القرآن، لسمو الذات الالهية عن ارتكاب اخطاء من هذا النوع، او القول ان الصياغة والتعبير لمحمد والفكرة والالهام من الله..

يعني الولد عايز يساعدكم:mellow:

وهنا كتاب خلق القرآن بين المعتزلة وواهل السنة، لمن يحتاجه. اضغط هنا

عزيزي محجوب،

من يتسمون بالشيعة، باثنيّ عشريهم وزيديهم تكاد تكون أصولهم وأصول المعتزلة واحدة، مع فروق معلومة، هل راجعت القوم ورأيت أنهم يقولون أم لا يقولون بنطق القرآن أو خلقه إلى آخره؟

عزيزي إبراهيم،

أنصحك أن تقرأ المزيد المزيد عن هؤلاء القوم، ومن مصادرهم، وأذكرك على سبيل المثال لا الحصر أن الجاحظ المشهور هو أحد أئمة المعتزلة، وحين يرمى إسم الجاحظ فأنت ترمي في الميزان بشطر الأدب والعلم في عصره على الأقل.

ثم

القرآن هو ذلك اللفظ العربي المعجز المتعبد بتلاوته، الموحى به من الله تعالى إلى نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم بوساطة أمين الوحي جبريل عليه السلام، المنقول إلينا بالتواتر، والمحصور بين دفتي المصحف، والمبدوء بسورة الفاتحة، والمختوم بسورة الناس، على الرسم القرآني الخاص، وعلى الترتيب الوقفي للسور والآيات في سورها.

فالقرآن صادر من الله تعالى، أما عن كيفية صدوره فهذا أمر مجهول، وكيفيه وحيه من الله تعالى إلى جبريل أيضا أمر مجهول، باختصار لأنه لا يعنينا معرفته، وهو علم لا ينفع، ولا يضر جهله، وقد جهلنا إلى اليوم خلق أنفسنا والسماوات والأرض، فما بال صدور القرآن من الله تعالى؟

إثبات صدور القرآن من الله تعالى لا يعني أبدا أن الله خلقه أو نطق به حرفيا، أو غير ذلك، هو يعني أن هناك رب واحد أحد، هو الخالق المدبر، دبر الكون بالناموس جبرا، ودبر سلوك الانسان بالقرآن تخييرا وابتلاء، وأن القرآن هو من عنده، هنا البحث، وهنا مربط الفرس.

Array
عزيزي محجوب،

القرآن هو ذلك اللفظ العربي المعجز المتعبد بتلاوته، الموحى به من الله تعالى إلى نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم بوساطة أمين الوحي جبريل عليه السلام، المنقول إلينا بالتواتر، والمحصور بين دفتي المصحف، والمبدوء بسورة الفاتحة، والمختوم بسورة الناس، على الرسم القرآني الخاص، وعلى الترتيب الوقفي للسور والآيات في سورها.

فالقرآن صادر من الله تعالى، أما عن كيفية صدوره فهذا أمر مجهول، وكيفيه وحيه من الله تعالى إلى جبريل أيضا أمر مجهول، باختصار لأنه لا يعنينا معرفته، وهو علم لا ينفع، ولا يضر جهله، وقد جهلنا إلى اليوم خلق أنفسنا والسماوات والأرض، فما بال صدور القرآن من الله تعالى؟

[/quote]

شخصيا لااعتقد ان هناك من له الحق بالشهادة في موضوع ايحاء القرآن من الله ام الشيطان ، فكلكم شاهد ماشافش حاجة. وإذا تجاوزنا هذه النقطة، فإن ذلك لايعني ان القرآن نزل حرفيا على محمد، خصوصا وان ذلك غير معقول بالترابط مع انه نزل بسبعة قراءات، ويحوي اخطاء منطقية وفلسفية وتواصلية، كالنماذج التي اشار اليها الدكتور كامل النجار، الامر الذي يجب ان يكون الله الحقيقي منزه عنها. من هنا فإن فكرة كامل النجار اقرب للمنطق، في ان القرآن هو الصياغة المحمدية للفكرة الالهية..

ألف شكر لك عزيزي خالد وبصراحة تفاجئت من مقولتك الآتية:

Arrayإثبات صدور القرآن من الله تعالى لا يعني أبدا أن الله خلقه أو نطق به حرفيا،[/quote]


ما تقوله باعتباري هو النضج الكامل في فهم مسألة الوحي في الأديان عامة. كم كنت أتمنى لو تطلق العنان لعقلك وخيالك في مسألة عدم حرفانية الوحي ولكن أعرف أن الكلام في هذه الأمور يجلب معه الخشية من الوقوع في المحظور وبالتالي أحترم مشاعرك.

أنت تالت واحد أقابله في الموقع هنا يقول بمثل هذا الكلام وبصراحة فرحان لأجل هذا النضج.

الدور والباقي على المسيحيين وهم في كثير منهم ورغم أن تدوين الكتاب المقدس واضح العنصر البشري فيه بشكل قوي إلا أن كثيرين منهم يكابرون ويصرون على مسألة الوحي الإملائي الحرفاني. طبعا في المسيحية لا يوجد تنزيل بالمرة وإنما "إلهام" في الأسفار المقدسة؛ وهذا سرّ الخلط والجدل الديني النزاعي الحامي الوطيس بين فريق المسلمين وفريق النصارى.

بل أنا أذهب إلى أبعد من كلا الفريقين فأشعر في أعماق قلبي أن هناك أشياء لم تأتي في الأسفار المقدسة وإلهام الله واضح فيها بشكل براق ولنا في مزامير أخناتون عبرة لم يعتبر ولنقرأ كتاب فجر الضمير لـ جيمس هنري برستيد.


كل عام وأنت بألف خير يا خالد بمناسبة عيد الأضحى المبارك أعاده الله عليك وعلى جميع الأمة الإسلامية بكل خير وبركة.

عزيزي ابراهيم،

وأنت بخير،

لم تعلق على الجاحظ في موضوع المعتزلة، الذين كنت تظنهم من إسمهم أنهم جماعة معزولة في التاريخ الاسلامي، لست معتزليا ولكني لا أرى غضاضة في أخذ ما يغلب على ظني صحته في أي مكان.

عزيزي القرآن حرفيا صادر من الله تعالى بالنص، ولا شأن لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ولا لجبريل عليه السلام في نص القرآن إلا بتبليغه، لكننا لا نعرف البتة كيفية الصدور من الله، ولا كيفية الوحي من الله لجبريل، كل ما نعرفه أن القرآن الصادر من الله تعالى يلقيه جبريل على قلب محمد بلسان عربي مبين، وهو ما يعنينا.

أما أن الله نطق القرآن أو خلقه أو أمر به، أو غير ذلك، فهو أمر لا نعرفه، ولن نعرفه، ولا سبيل لبحثه مطلقا لغياب هذا الواقع عن الحواس.

عزيزي خالد:

الجاحظ لا يحتاج لتعليقي فهو عبقري وأديب وعلامة فارقة في تاريخ الأدب العربي والإسلامي. مأخذي الشخصي عليه أنه حاد الطباع ومتعصب في تعاطيه مع المسيحيين ولكن هذا لا ينفي أني أحبه وأحب كثير من كتاباته وعندي تقريباً كتاب له في موضوع خلق القرآن. هو ذهن متطور بدون شك.

وأشكرك على إيضاحك بأن القرآن صادر حرفياً عن الله ولا دور للنبي محمد أو جبريل سوى بالتبليغ وهو دور "سلبي" passive بخلاف مسألة الوحي في الكتاب المقدس حيث المتلقيّ دوره "فعال" active واشتراكه في عملية الوحيّ لا تقل عن نسبة مائة بالمائة؛ وهذا سبب استعصاء ما يسمى بالحوار الإسلامي المسيحي لأن الفريق الإسلامي يؤمن بالـ "تنزيل" في حين الفريق المسيحي يؤمن بـ"الإلهام" inspiration.

ونهارك سعيد عزيزي خالد. أتابع ما تكتب وأتبسم بإعجاب من فصاحتك.

عزيزي ابراهيم،

أنصحك بقراءة المزيد عن السادة المعتزلة، فلم يكن اسمهم لأن أولهم والذي نعني به واصل بن عطاء لم يكن منزويا في زاوية المسجد يقرر ما يراه من آراء على من يتبعه، بل أولهم الذي هو واصل بن عطاء الغزال الألثغ، سمي غزالا لأنه كان يتبع المتعففات من صاحبات الغزل ليجعل صدقاته فيهن، وهو شهير بالألثغ وهي له مدح وليست مسبة، ذلك أن الرجل قد بلغ من الفصاحة درجة إسقاط الراء من كلامه، واشتهر أمره في الأدب العربي في موضوع نثر الخطابة أيما اشتهار، حتى صار إسقاط الراء عنده على البديهة، ولعله هو المعني بالطرفة حين قيل لألثغ قل أمر أمير الأمراء بحفر بئر في الصحراء، فرد حكم حكيم الحكماء بشق جب في البيداء.

وإذ أذكر لك فصاحة واصل، فلا تعنيني فصاحة بمطلقها بقدر ما يعنيني أن الفصاحة كغيرها من الفنون، هي تؤخذ بالمران، ومن المران أن يخاطب الرجل الناس لا أن ينعزل في أسطوانة. وفيه جرأة، إذ خالف شيخه أمامه، متحديا برأيه، صادعا بما يراه الحق، موجدا أتباعا لرأيه منذ اللحظة الأولى.

ثم إن السادة المعتزلة، مع مخالفتي لشيء كثير من أصولهم، واندفاعهم في علم الكلام بعد الغاية، كان أحد أصولهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مما اضطر العباسيون أن يحتالوا عليهم فيحتووهم حتى يأمنوا منهم، فصار أن قربوهم ومكنوهم، ثم ورطوهم وزاودوا عليهم، ثم فتنوا بهم الناس وفتنوهم بالناس، ثم نكبوهم بعد أن ازدرتهم العامة.

نرجع إلى القرآن،
عزيزي، نحن حين نريد أن نعرف ماذا يريد الله نأخذ هذا الموضوع من الله مباشرة أو من رسوله، ولا نتخيل أن مجموعة من السوالف والأقاصيص هي من عند الله لأننا نحب ذلك أو نراه في المنام.

الله يوحي كما يريد، ومن وحيه أن ينزل كلاما على رسوله مع ملك ليكتبه قرآنا كريما، أو أن ينزل لوحا مكتوبا ليكون توراة كريمة، أو أن يلقي الكلام في روع النبي ليصوغه كما يريد من لفظ مع إنجاز المعنى الملهم ليكون حديثا شريفا.

من وحي الله أن يكلم نبيا من وراء حجاب، أو أن ينزل ملكا يوحي للنبي، أو أن يري النبي رؤيا صادقة، أو أن ينزل عليه كتابا في قلبه يقرأ منه للناس فيكون إنجيلا كريما.

عزيزي، قبل أن أذهب، أكرر نصيحتي أن تقرأ أكثر عن المعتزلة، واقرأ عن مواقفهم السياسية، وتأمل رعاك الله في الفخ السياسي الذي نصبه لهم المأمون ومن تلاه من العباسيين حتى نكبهم المتوكل، وصار اسمهم يقرن مع فتنة ابن حنبل رحمه الله.