اقتباس:قل لي بصراحة يا اخ كامل أين اختل التوازن الطائفي بسبب سلاح حزب الله
ام ان التوازن يقضي بأن التحرير في لبنان تحريران: واحد من اسرائيل يقوم به حزب الله وآخر من سوريا تقوم به قوى متجذرة في الاعتراض على مقاومة اسرائيل اساسا . او انا غلطان
ليش عم تضحك على نفسك وعلى القراء ؟
هنا قضية هامة يجب توضيحها
الوجود السوري في لبنان وبرغم الخلاف على توصيفة بين من هو متفاعل معه ( ويعتبره دعما وسندا للبنان ) وبين من كان يتخوف منه ( ويراه تثقيلا لطرف لبناني على حساب طرف )
ولكن تلك حيثيات الرئيسي فيها أن هذا الوجود السوري كان يتحمل مسئولية الواقع اللبناني كما هي
فالقوى المتحالفة مع هذا الوجود انخرطت في أهدافه بأشكال عدة ( عسكرية – سياسية – أمنية – نفعية )
والقوى المناوئة لهذا الوجود عارضت أهدافه وبأشكال عدة أيضا
ومسئولية هذا الوجود السوري كانت تتضمن أيضا أن هذا الوجود كان القوة الرئيسية الفاعلة على الأرض اللبنانية
فهي الحكم والحامي والرافع والخافض لكل الأطراف اللبنانية
أما اليوم فإن هذا الوجود السوري انتهى وعادت المعادلة اللبنانية التي عليها أن تبني وجودها عبر تأمين التكافؤ بين الأطراف اللبنانية ليعم الاحتكام إلى المعادلة اللبنانية أولا و أخيرا
فلم يعد المرجع السوري في لبنان يقاس عليه أو يحتكم إليه
فالاحتكام اليوم في لبنان إلى علاقة التوازن الداخلي بين القوى السياسية والطائفية
فوجود حزب الله وميليشياته في ظل الوجود السوري كان جزءا من التركيبة التي فرضها أو ارتضاها هذا الوجود الذي يتحمل بالنتيجة مهام إخضاع وجود حزب الله وغير حزب لمعادلته الخاصة التي يقيمها في لبنان
أما اليوم فالمعادلة اللبنانية الجديدة تظهر حزب الله كحالة متمايزة عن شرط التوازن المطلوب
فالمرجعية اللبنانية تختلف عن المرجعية السورية في أنها أي المرجعية اللبنانية تقوم على توازن القوى الداخلية اللبنانية في حين أن المرجعية السورية كانت تأخذ بعين الاعتبار قوة الجيش السوري في لبنان والقوة القائمة لسوريا النظام والدولة في المنطقة
في عمق المعادلة السورية في لبنان كان لحزب الله دور وكان لسلاحة مهمة ولطائفيتة مهمة أيضا
ولكن بزوال المعادلة السورية واستبدالها بأخرى لبنانية على حزب الله السلاح والميليشيا أن يغير دوره بما تسمح به هذه المعادلة الجديدة
أو أن يعمل على تغيير المعادلة برمتها واستبدالها بالسورية القديمة أو ربما إيرانية جديدة ليؤمن لنفسه دورا مع الاحتفاظ بوضعه القائم