بسم الله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيسي عبده ورسوله ولوكره الكافرون
أما بعد:
هلا رددت عزيزى الراعى على مداخله الأخ (الحسن الهاشمي المختار)
فكل ماأتيت به هو لصالح قوله وليس لك لأن مفهوم التنزيل فى الإسلام ليس معناه نزوله من السماء مباشرة كما تتخيل وأرجع إلى أول الآية الكريمة ستجد انه قال تعالى:
"
نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ . مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ " (آل عمران: 3و4)
فهل القرآن عزيزى نزل جمله على الرسول صلى الله عليه وسلم كما فى التوراة بالطبع لاإذا إستدلالك هنا باطل وساقط فالتنزيل هنا ليس معناه هبوط كتاب وإنما معناه انه منجما والتوراة عزيزى نزلت مرة واحده والإنجيل نزل مرة واحده على قلب المسيح عليه وعلى نبينا الصلاه والسلام
وأما قولك (تعليم المسيح الكامل) فقد رد عليه أخى خير الرد ولم تعقب انت عليه فقد قال أخى:
(الكتاب) هنا لا يمكن أن يكون هو التوراة أو الإنجيل، وإلا لما كان للعطف معنى، فإذا كان الكتاب هو التوراة فكيف يعطف التوراة بعد ذلك على الكتاب!!
وإذا كان الكتاب هو الإنجيل فكيف يعطف الإنجيل بعد ذلك على الكتاب!!
إذن لابد أن أن هذه الأشياء الأربعة ( الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل) لكل منهم معنى ، فالكتاب هنا معناه : ما يلزم لتعلم الكتاب أي علمه القراءة والكتابة والتي بها يستطيع أن يتعلم التوراة، وكيف يتعلم التوراة إذا كان لا يعلم القراءة والكتابة!!
إذن فالعطف هنا أخذ طريقة ( اللف والنشر) أي أن المعطوف الأول يخص المعطوف عليه الأول ، والمعطوف التاني يخص المعطوف عليه الثاني فيكون بذلك :
الكتاب -<---------------- > التوراة.
الحكمة <------------------> الإنجيل.
أي أن الله علم عيسى ( القراءة والكتابة) وعبر عنها ب( الكتاب)
لأن ذلك ضروري ولازم لتعلم الكتاب = التوراة.
وعلم الله عيسى الحكمة لأن الحق والصواب في الحكمة، فإذا قال المسيح عليه السلام قولا أو بشر ببشارة أو غير ذلك من الكلام فهو الحق لأنه نابع من الحكمة اتي علمه إياها الله.
أقوال المسيح سميت إنجيلا. مثلما سميت أحاديث رسول الله : سنة.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو أيضا علمه الله الكتاب والحكمة،
فالقرآن هو الكتاب والسنة هي الحكمة .
وأما قولك
(نزول التوراة والإنجيل من عند الله)
ماأحنا عارفين انها قادمة من عند الله عزوجل التوراة بيد الله عزوجل والإنجيل حكم ومواعظ تعتمد إعتمادا كليا على التوراة ولهذا نجد قوله تعالى:
{وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }المائدة46
فكيف يكون الإنجيل كتاب شريعه ويعتمد على التوراة فى شريعته !!
وهذا هو ماتريد ان تقول انت فالنصارى اليوم لايعتدون بشريعه موسى بعد ان أخرجهم منها بولس على الرغم من تمسك المسيح بها وحثه على العمل بها ولكن كالعاده تحول هذا القول إلى رمز ومجاز والمقصود ليس هو العمل بالتوراة !!!!
الدليل من القرآن على ان المسيح تمسك بالتوراة فهو لم تكن له شريعه خاصة قوله تعالى:
{وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ
وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ }آل عمران50
وهذا دليل على انه تمسك بشريعه التوراة وحلل فقط بعضها ولهذا عندما سينزل مرة أخرى سيحكم بشريعه الإسلام
وأما قولك
(وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُور)
وهل سمعت أحد من المسلمين يقول لك انها دمار شامل !!
نعم حكم ومواعظ ماذا ستكون تدمير كما فى الأسفار القديمة !!!
وأما قولك
(بركات تطبيق التوراة والإنجيل في حياة المؤمنين من النصارى واليهود)
فأى شريعه من الله لعباده عزيزى هى خير للبشرية وليست تحصيل حاصل وأحب ان ألمح لحضرتك هذا الجزء:
(وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ
وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ)
ماهو الذى أنزل إليهم عزيزى
إسمع قوله تعالى:
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ
وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ )
اقتباس:تأييد المسيح بكل العلوم والمعجزات
القول بكل العلوم هو طبعا من تهويل حضرتك للنص وتحميله مالافيه وأما العجزات فهى ككل الأنبياء كافة والرسل ماالغريب فى هذا !!
اقتباس:وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ
عزيزى الفاضل انا أتحدث عن إنجيل واحد للمسيح عليه السلام انت بنفسك قلت انه نزل عليه حال حياته وليس بعد وفاته (بالآيات التى أستشهدت بها من القرآن الكريم ومن الغريب انك لاتتعامل إلا مع سورة المائدة :what: ) بعشرات السنين وبعد تدقيق وفصح لما كتب سابقا ولأن الناس قد بدأ بالتأليف فوجد ان أؤلف انا أيضا كما سلم لنا السلف هذا الأمر
وفى النهاية إحتاج إلى مجمع لتحديد أيها بوحى وأيها باطل !!
ومن الملاحظ انك تستشهد كثيرا بمفسرى الرأى وهذا عادة كل النصارى تقريبا :what:
اقتباس: وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ
الآية الكريمة على وجهين:
1-هذا الامر حال حياه المسيح عليه السلام وبهذا يحكمون بمافى التوراة والإنجيل وهذا مالايفعله النصارى
2-حال حياه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الامر بإتباع ماجاء فى الآيه الكريمة
{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم
مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }الصف6
فمن الآية الكريمة النصارى ملزمون بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم وبالعمل بالتوراة قبل بعثتة وهذا مالم يفعل أصلا فى الوقت الحاضر فى حين كل السير تتحدث عن أن اهل الكتاب كانوا منتظرين نبى أخر الزمان والقصص كثيره فى هذا وكلها صحيحه
اقتباس:الإنجيل كما يذكر القرآن هو كتاب وقد كان موجوداً وقت محمد وطلب من المسيحيين أن يحكموا بما جاء فيه !!!!
الخلاصة الإنجيل هو كلام لله الموحى به إلى المسيح عليه السلام
{
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً }النساء163
وليس كتاب نزل كما أنزلت توراة موسى عليه وعلى نبينا الصلاه والسلام
الإنجيل هو كتاب الله فى زمن عيسي عليه السلام
(وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ ) ولم يقل وأتيناهم الأناجيل بعد رفعه بعشرات السنين
الإنجيل لم يدون لأن الغرض منه لم يكن شريعه كما فى شريعه موسى عليه السلام تستلزم الكتابة لتتناقلها الأجيال من بعده والأنبياء ليحكموا بما فيها
{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ
يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ }المائدة44
ولهذا نجد ان القرآن الكريم عندما يتحدث عنهم يخاطبهم بقول
(أهل الكتاب) فالإنجيل بدون التوراة كفر والعكس أيضا
ولهذا نجد ان معظم الخطاب عن الإستحفاظ والحمل كان موجها لليهود دون النصارى لماذا ياراعى
(بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء)
{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }الجمعة5
والأمر واضح فى قوله تعالى:
{
وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ }آل عمران50
والنهاية كما قال أخى الهاشمى
خلاصة القول : الإنجيل يقابل السنة عندنا، إذا جمعت أقوال المسيح ومواعظه وسيرته في كتاب فذلك الكتاب هو الإنجيل،
إذا الأناجيل التى بين أيدينا هى تحمل بعض الكلام الصحيح الوارد على لسان المسيح عليه السلام وبعض الكلام المحرف وكلام المسيح هو الإنجيل الذى يتحدث عنه القرآن الكريم الذى ذكر القرآن الكريم انه تعلمه
ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم:
(ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولاتكذبوهم وقولوا آمنا بالله وكتبه ورسله فإن كان حقا لم تكذبوهم وإن كان باطلا لم تصدقوهم )