كتب أتماكا:
اقتباس:هل من الممكن تكملة باقى النقاط ام انة عجز ؟
أظن أنه من الإحترام للسيد طارح الموضوع أن أرد على النقاط واحدة فواحدة لكى أسمح له بالتعقيب .. فإذا عقب بقوله : بذمتك أنت مقتنع باللى بتقوله ومنتظر الرد على باقى النقاط .. فأنا أعتقد أنه قد سمح لى بالإنتقال الى النقطة الأخرى ..
هذا من ناحية .. ومن ناحية أخرى فإن وقتى ضيق وحسب الوقت المتاح أرد .
ومن ناحية ثالثة فإن ما أفعله فى هذا الموضوع أبعد ما يكون عن العجز .. ولكنك تستطيع أن ترى العجز فى نفس الموضوع بقليل من البصيرة .
أما عنك يا صاعقة فالردين السابقين لم يكونا نقلاً عن التفسير الآبائى .. ولكنى أبشرك أن الرد التالى مباشرة هو نقلاً عن التفسير الآبائى من كتاب تفسير سفر التكوين للأب تادرس يعقوب الملطى ونقلته نقلاً من الكتاب وتستطيع أن تجد مواقع تفسير الكتاب المقدس من خلال الجوجل إذا كنت جاداً فى معرفة كنه وماهية رسالة الله لك .
واللجوء إلى التفسير الآبائى ليس عيباً ولكن العيب هو تجاوز الحدود والتكبر على ما لا نعلم وما لا نفهم .. ومن تواضع لله رفعه .
يا سيد ديدات وضعت هذا الموضوع ولم تقدر أن تناقشنا فيه كما عجزت عن النقاش فى الموضوع السابق الذى رددنا عليك فيه فلجأت إلى فتح مواضيع ذات صبغة تعجيزية من حيث كمية مادة الشبهات الشيطانية فيها .. وتلك المواضيع ليست ذات صبغة حوارية ولكن الغرض منها لصق أكبر عدد من الشبهات الشيطانية لتعجيز من يريد الرد أمام هذا الكم الرهيب من العبث .. وهو هروب منك من الحوار يدل على ضعف حجتك وأنك غير دارس وأنك مجرد ناقل بغير فهم ولا وعى ... فنصيحتى لك حاول أن تقرأ وتفهم لأنه ماذا تنتفع إذا كسبت العالم كله وخسرت نفسك ؟
كتب ديدات:
اقتباس:الرب يصارع يعقوب فيغلبه حسب زعمهم :
جاء في سفر التكوين ( الإصحاح 32-23 ) : " فبقى يعقوب وحده , وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر . ولما رأى أنه لا يقدر عليه - أي لايقدر على يعقوب - ضرب حُق فخذه - أي فخذ يعقوب - فأنخلع حُق فخذ يعقوب في مصارعته معه . وقال الرب : أطلقني , لأنه قد طلع الفجر , فقال يعقوب : لا أطلقك إن لم تباركني , فقال له -الرب - : ما اسمك ؟ فقال : يعقوب . فقال - الرب - : لايدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل إسرائيل لأنك جاهدت - أي صارعت - مع الله والناس فقدرت .. وقال يعقوب : أخبرني باسمك ؟ فقال الرب : لماذا تسأل عن أسمي ؟ وباركه هناك . فدعا يعقوب اسم المكان فينئيل قائلا : لأني نظرب الله وجها لوجه ونجيت نفسي .
إذ إجتاز يعقوب وأٍسرته نهر يبوق إنفرد للخلوة ، وكأنه كان يستعد لملاقاة عيسو خلال لقائه مع الله وقد ظهر له إنسان ..
يرى غالبية الدارسين أن من ظهر ليعقوب وصارعه هو ملاك على شكل إنسان وليس كلمة الله لكنه يمثل الحضرة الإلهية ، إذ يقول يعقوب: "لأنى نظرت الله وجهاً لوجه ونجيت نفسى" .. كما قيل له "لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت"
رأى الملاك أن يعقوب فى جهاده لم يستسلم بل صار يصارع طول الليل .. الأمر الذى بدا فيه الملاك كمن هو مغلوب والإنسان كغالب ، فضربه على حُق فخذه ضربة خفيفة حتى جاءت فى بعض الترجمات "لمس حُق فخذه" - وكان يعقوب يصر : "لا أطلقك إن لم تباركنى" .. إذ أدرك أنه كائن سماوى.
يعلق القديس أغسطينوس على هذا التصرف فيقول : (لماذا صارع يعقوب معه وأمسك به ؟ لأنه "ملكوت السموات يُغصب والغاصبون يختطفونه" (مت 11:12).. لماذا صارع ؟ .. لكى يمسك به بتعب ، فما نناله بعد جهاد نتمسك به بثبات أكثر) .
كما يقول: (الإنسان غلب والملاك إنهزم. الإنسان الغالب يمسك بالملاك ليقول: لا أطلقك إن لم تباركنى. يا له من سر عظيم ! فالمهزوم يقف ليبارك الغالب ! إنه منهزم لأنه أراد ذلك لكى يظهر فى الجسد ضعيفاً ، وإن كان بعظمته قوياً ، فقد صلب فى ضعف وقام فى قوة (2كو 13:4) ) .
وكأن ما حدث مع يعقوب قبيل لقائه بعيسو ليغلبه بالحب إنما كان رمزاً لما سيفعله السيد المسيح الذى أخذ جسداً ضعيفاً وصار فى الهيئة كإنسان ضعيف يحمل طبيعتنا ويحتل آخر الصفوف فيُحصى مع أثمة ويحمل عار الصليب كمغلوب - لكنه هو القائم من الأموات يبارك طبيعتنا ويجددها فيه كما بارك الملاك يعقوب وجدده وأعطاه إسماً جديداً وهو "إسرائيل" .. لا يدعى إسمك فى ما بعد يعقوب بل إسرائيل لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت .
وكما يقول القديس إكلميندس السكندرى : (قدم له الإسم الجديد للشعب الجديد) ، وكأن هذه العطية لم توهب ليعقوب فى شخصه وإنما لكل شعب الله علامة جهادهم الروحى .
دعى يعقوب الموضع الذى تم فيه هذا الصراع : "فينئيل" أى "وجه الله" ، إذ حسب نفسه مغبوطاً أن يرى الله وجهاً لوجه وتنجو نفسه ... وإذ أشرقت الشمس إنطلق يعقوب ليلحق بأسرته متشدداً بهذه الرؤى وهذا الجهاد .