لايمكن للمرء ان يتجاوز حدود عبث الوجود الا بانغماسه في العدم ، وللانغماس في العدم ، لابد من كسب الحرية، لمواجهة ماساوية الفناء التامNichtung ان نيتشه هو مبدع وخلاق فكرة العدمية لان جميع جهود الانسانية ومطامحها كل الوجود في طريق الحياة(das unterwegssein des lebens ) كل(التقدم) وكل الصيرورة كانت عقيمة حتى الان لان السواد الاعظم من الناس بلداء ومثيرون للتقزز لانهم رعاع وغوغاء ويتبعون الرومنسية والحب والزواج وانجاب العاهات حسب شوبنهاور استاد نيتشه (الحب والانجاب فخاخ الطبيعة ) و (المراة كينونة غير مباشرة) وحسب نيتشه(خلق الرجل للحرب والمراه ليسكن اليها وماعدا دلك فجنون) ليسكن اليها لا ان ينجب منها من هو ادنى وفي اسفل السافلين فتشغله طلباتها السخيفة وافواههم البلاعة عن المجد والابداع والمتداد الحر الباهر، الا ادا كانت هده المراة من النساء النادرات النفيسات اللواتي يبحث عنهن الرجال بالفتائل والقناديل ولا يجدون الا السراب و (الشعر الطويل والفكر القصير) حسب شوبنهاور.
من اخطر ما قال نيتشه( ضيّعني انا لتجد نفسك انت)
تحية عميقة لك يا مغربي .
هكذا تكلم azurite

الزميل أزوريت،
تحية عميقة لك،
هل يحقّ لي أن اعتبرك من منتقيدي نيتشه؟ هذا على كلّ حال ما استطعت استنتاجه من نصّك. فأنت أتأيت بمقتطفات من كتاب هكذا تكلّم زراشت ولكن دون أن يكون لها سيّاق واضح للقارئ. إضافة لذلك فلم تكن مقتطفات مترجمة بدقّة وهي غير كاملة مما لا يبلّغ مغزاها الأصلي.

نيتشه الفيلسوف الذي قال عن نفسه(لقد كتبت كتبي بدمي)
صاحب العلم المرح ذو مقلة النسر،قال عنه اندريه جيد قولته العميقه بخصوص جنونه (ان نيتشه جعل نفسه مجنونا ) جنونه ارادي كلما ازدادت رؤيته وضوحا ،اخذ يمجد الاشعور .كان ينشد الفرح واللابتهاج اللذين لايطالهما الا ذوي الاعماق المزهوة المتطاوسة العالمة وبعدا لكل علم جاف.لقد اندفع نيتشه بكل عقله نحو الجنون وان كان قد احب الحياة اكثر من حكمته.الحياة الخير الاسمى هي ان تهوي بمطرقة الحيوية والامتلاء على اخلاق العبيد و التشبث باخلاق النبلاء كعرفان الجميل وعبقرية الصداقة وذكاء كشف غباء الاغبياء ومكر النساء.اخلاق النبلاء والاسياد التي تحقن الحياة بالجاذبية والفرح و الرقي واصلة بالانسان الى (السيبر مان) وهو خلاف الانسان الطيب المشفق بل الذي ينشد القوة والقوة عند نيتشه ليست سياسية انه بعيد عن هذا الكلام كما شرح ذلك النازيون ،ان القوة عند نيتشه هي الشجاعة استقبال الموت ، تحمل مسؤولية الاختيار هي مميزات الرجال ذوي القلوب العظيمة الشفافة ذوي الشهامة والنبل والتعالي عن الصغائر كما عند ارسطو.
.نيتشه يخاطب الصفوة وليس اغلبية الناس
.في القران(وان اكثر الناس لا يعلمون)تتردد في القران عديد المرات
.افلاطون قسم الناس الى معادن ،قمة الهرم الذهب تمثل القلة ماعداهم رعاع غوغاء (agora)
نيتشه، الاديان ،الفلاسفة ،المفكرون ،كل التيارات والمذاهب يؤكدون ان الاغلبية الساحقة تبن تذروه الرياح قد يجرح العيون (وان تتبع اكثر من في الارض يضلونك )(قران)
انها ربما النتيجة التي جعلت من المغربي في مقام سابق يقول انه يزدري 99% من العربيات و كان من الاجدر ربما ان يزداد تعميما ويصرخ اهربوا من99%من العربيات و99%من العرب الذكور و99%من نساء وذكور العالم غوغاء ثقلاء لاسبيل لاخراجهم من المستنقع نتعوذ بكل التعويذات منهم
فكر نيتشه يجعلني اكل ذاتي .

الزميل العزيز azurite

ردّك عميق وأقرأ فيه كثيرا من درايتك وحتى ما بين السطور.
أنت لم تردّ على سؤالي السابق بطريقة كلاسيكية بل فضّلت الردّ عليه بطريقة نيتشية. ذلك يستحق الإحترام ولك الشكر.

بعض ماجاء في ردّك ذكّرني بمقالة تحت عنوان (حوار البربري مع زرادشت - من أجل الإنسان الأعلى) كنت نشرتها في النادي بعد وقت قصير من تسجيل إسمي هنا. وهو عبارة عن نصّ كنت كتبته قديما، قبل سنوات عدّة، لكنني احتفظت به.

حوار البربري مع زرادشت - من أجل الإنسان الأعلى:


والآن يا زرادشت، تحدث إلينا ولا تكذب! ماذا أصابك؟
وأنت المتكلم أصبحت اليوم صامتا، والمتحرك آل بك الدهر إلى الإنزواء والإختفاء الشبيه بالإستسلام. قل، ماذا أصابك؟!
أأنت الجبار غدوت الآن صاغرا؟ والأسد لم تعد سوى حلزونا يتقوقع خوفا من الحشرات؟! ماذا جرى لك؟
أأنت الذي كنا ننتظر منك أن تشرب البحار كلها أغرقتك الساقية؟! وكنا نثق بأنك تستطيع أن تحول الجبال من أماكنها، أنهكتك وهزمتك التلال الوضيعة؟ ماذا جرى لك؟
قال زرادشت: لا، ما أغرقتني الساقية ولا إلتجأت إلى قوقعتي خشية من العناكب! إنني في الحقيقة لم أكف عن الحركة سرا ولا جهرا لحظة واحدة، لكن السامعون والمتحركون قليل، ولم انفك اوغز مؤخراتهم لكنهم كما عهدتهم لا يحسون. وما قصرت دقيقة واحدة دون أن أنبههم وأنيكهم لعلهم يفهمون! لكنهم كانوا في نومهم العميق يتثاءبون: ليت الشجر يسقط على رأسه لكي يموت وننام، هذا المزعج السائر ليلا في الظلام كالمجرمين.
إن كل ما فوق الأرض وتحت الشمس يخضع لقانون واحد هو: إرادة القوة! هي التي تجعل النبات ينمو فوق الصخر، والنخيل يعيش في الصحراء، والرجل الضعيف يفنى تحت أقدام الإمتحان. هي التي جعلت شعوبا تحيا وشعوبا تبيد، وجعلت الإنسان ينظر إلى السماء فيتوسل وينفجر أملا، وينظر تحت أقدامه فيرتجف استسلاما.
يا أيها الإنسان، هذه الحقيقة تكفيك: إنك فان، فليكن فناءك خدمة للإنسان وللأرض حتى يصبح الإنسان أفضل مما هو والأرض أطهر مما هي.
يا أيها الإنسان: لا تخجل من الحقائق ولا تكن عطوفا على نفسك، لا تكن ضعيفا.
اعترف بكل ما هو صواب لأن الصواب ليس هو ما ينحني إلى قدمك، بل الصواب هو ما كان أقوى منك! وقد نفسك إلى حيث تهب أقوى العواصف، وجرب هل أنت تستطيع أن تقف ثابتا أم أنك تنجرف لا محالة إلى الهاوية. وفي كلتا الحالتين كن صبورا وعنيدا و ردد الحكمة القائلة: أن خير ما يفعله الإنسان هو أن يبصق على نفسه مادامت لم تصل إلى مافوق النجوم.

ها أنت يا زرادشت تخرج من مغارتك مرة أخرى كالشبح، عيناك قويتان جدا وثاقبتان. من أخرجك؟ من أوخزك وأي سوط جلدك؟ أم أنك تريد من جديد أن تتخلص من حكمتك التي جمعت منها ما قوض ظهرك؟
درايتك هي التي تجبرك على العطاء، ولقد نمت طويلا على جسر اللوزية وأخذتك الغفوية!
هي السوط الذي جلدك فأفسد نومك، هي المعلم القاسي الذي جعل منك معلما قاسيا!

ها أنت تطيع أمر نفسك يا زرادشت، بأن تعيد قول كلمتك. قل إذن كلمتك ولا عليك! قل كلمتك، ذلك الأمر الذي لا يمكن أن يعصى ولا يخجل منه! ذلك الأمر الذي عبثا حاولت أن تتجاهله والذي حول الكثير من ليالي عمرك إلى أرق و اضطراب. لقد اكتشفت وعلمت أخيرا أنك هو أنت ولا يجوز لك أن تكون غير ذاك الذي هو أنت! وعلمت أنك ذا سلطان كلما بدوت على حقيقتك، بلا غموض ولا تظاهر.
لقد وجدت لكي تقوم بدور وحيد وواضح وخطير، هو أن تقود الناس إلى حيث تهب الرياح العاتية، تلك الرياح التي تقضي على كل ما هو باطل وتطهر البشرية والأرض.
يا زرادشت، يا أقسى المعلمين، يا أكفأ القضاة، أنت الذي تريد أن تعلم الإنسان كيف يقلم شجرة البشرية و يخلصها من الفروع الزائدة التي لا تصلح إلا لأن تحرق. وتعلمه أن يحب العدالة ويهيم بها حتى التضحية.
لكن ماهي هذه العدالة المنشودة يا زرادشت؟ إنها الخضوع المطلق لقانون الذات، ذاك هو القانون الوحيد الذي يخلق العدالة الشاملة!
إن الإنسان أعلم بنفسه من أي إنسان آخر، هو جلاد نفسه وهو قاضيها. الإنسان لا يحق له أن يمثل أمام القضاة في أمور نفسه، وإلا أعطوه مبررا أو تبريرا لزلـله!
لا يحق للإنسان أن يمثل أمام القضاة هروبا من أعظم المسؤوليات، وهي القضاء في أمور نفسه! المرء عندما يهيم بالعدالة لا يتردد في أن يعطي لنفسه ما لها و يأخذ منها ما عليها.
هو الذي يجازيها إذا استحقت و هو الذي يدينها ويقطع رأسها إذا أجرمت. هو نفسه أعتى من كل كتب القوانين الجنائية – لأنه يجعل من الإنتحار خيارا!
يا زرادشت، ليت الناس يتفهمون ويتنبأون بجلال اليوم الذي تريد أن توصلهم إليه، كم هو جميل ونقي ذلك اليوم، هو يوم الإنتصار الأعظم، فيه سيكون ضمير الإنسانية خاليا وسالما من كل توبيخ، لأن الأرض ستكون طاهرة من الشوائب.
وآنذاك سيحتفل الناس بنهاية الإمتحان الشاق الذي لا يرحم،
إنك يا زرادشت تريد أن تشجع الناس وتدفعهم من تلقاء نفسهم كي يقطعوا هذه القنطرة. قنطرة لا تبقي ولا تذر، في منتصف تلك القنطرة يفنى منتصفهم! في منتصفها يفنى كل ما هو فاسد وغير صالح.
إنك تريد أن يحب الناس هذه المسؤولية المخيفة، حتى يقبل أضعفهم بأن يسير راضيا ومضحيا وبخطى واثقة نحو جسر الإمتحان حيث تنتظره نهايته. إنك يا زرادشت تكره من يعطل مسيرة قافلة البشرية. إنك العدو اللدود لكل من يشغل مكانا ليس له.

إنك يا زرادشت العدو اللدود لمن يشغل مكانا ليس له ويجبر الذين وراءه على الإنتظار. إنك تحارب من يقفون بكل خبث ووقاحة في طريق العظماء بدل أن يعترفوا بالصواب والإنسحاب. بدل أن يريحوا ويفتحوا السبيل المسدود لمن هم أفضل منهم.
إنك تحب كل اللذين سلم ضميرهم، إنهم الأبرياء! أولائك اللذين يسيرون إلى الأمام ويسحقون بإرادة أقدامهم كل الحواجز من جماد وبشر، ومن وقف في سبيلهم وكأنهم عاصفة، أولائك الذين لو خانوا لما اغمض لهم جفن من الشعور بالذنب لأن الخيانة لا تقترب منهم، أولائك الذين إذا إلتفتوا إلى الوراء قتلوا أنفسهم بأنفسهم.
إنك يا زرادشت تؤيد البراءة والقوة، إنك تهيم بالجمال لأنه قوة، وتحب الذكاء لأنه قوة، وتحب الإيمان لأنه قوة، وتحب الإخلاص لأن الإخلاص اقتناع وقوة! لكنك لست من الذين يلدغون من جحر مرتين، لذلك فأنت لا تتكلم إلى السواد من الناس! ألست أنت الذي لا تقبل أن يصل صوتك إلى السواد لأن ذلك يمس بعظمة حكمتك؟
أنت تتكلم فقط لأولائك الذين هم متفوقون، النخبة من البشر، هم الذين عليهم أن ينصتوا إلى كلامك. إنهم قلة لكنهم كعيدان الثقاب، إذا انقدح الواحد منهم جذب كل من يقبل الإحتراق. ماذا يهمك في سواد الناس؟ أولائك الذين لا يحسبون بالفرد بل بالجماعة. إنهم واهون كخيوط العنكبوت، واتحادهم نفسه لا يستطيع أن يكون سوى نسيجا يسطو على الحشرات.
لا يا زرادشت وألف مرة لا، حكمتك أعظم منهم، وأنت تفرح عندما يبتعد أحدهم منك، بقدرما تفرح عند اقتراب أحد المتفوقين منك!