أغنيات ثلاثة في ألبوم "الحب الكبير" حيرتني في اختيار واحدة منها، وهي: اشتقتلك، نسّيني الدنيا، اللي يرضيك يرضيني.
استقر رأيي أخيراً على أغنية: "اشتقتلك".
الكلمات:
لو بعيونك مش شايف شو عامل فيي
رح أعطيك عيوني وجرِّب شوف بعينيي
شوف الحب اللي قاتلني بتعرف شو فيي
من حكاياتي، من نظراتي، ولمسة إيديي
قرِّب أكتر قرِّب مني غمرني بحنان
حتى قلبي يلامس قلبك
حتى روحي تلامس روحك
حبيبي
اشتقتلك أنا
كلما بتطلع ع مراية بشوفك قدامي
أقرب من حالي ع حالي وقلبي وغرامي
ما بتفارق لحظة عيوني حتى بأحلامي
بالدقايق والثواني مرافق أيامي
قرِّب أكتر قرِّب مني غمرني بحنان
حتى قلبي يلامس قلبك
حتى روحي تلامس روحك
حبيبي
اشتقتلك أنا
الموضوع: قديم، العاشق المعاتب بحنان وليس بزعل. مواضيع كهذه لا تغيب عن الغناء بشكل عام لا العربي ولا الغربي. لا يمكن الحكم على الموضوع هنا بالسوء بسبب تكراره وإلا لظلمنا مثلاً من يكرر كلمة: "أحبك" لمن يحب حبيباً كان أو صديقاً أو أماً أو أخاً.
الأسلوب: رقيق، ألفاظ لطيفة، وعبارات رشيقة إيقاعية غير مكسورة. وإن كانت مكررة، إلا أنها تبقى مؤثرة في نفس اي عاشق، أو إنسان ذي حس. يكفي أن الإسفاف بعيد عن النص، وأن الروحية واضحة في معاني العبارات ولا ابتذال في أي معنى.
الكلمات: 65%
اللحن:
عن نفسي أقول أن اللحن حرك وجداني ( ليس لوحده بل مع توزيعه ). لحن جميل جداً ومع ذلك فهو بسيط غير معقد. جمله الموسيقية غير مطروقة تماماً، أما لحن اللازمة المتكررة: (قرِّب أكتر قرِّب مني - وحتى: اشتقتلك أنا) و فهو بحسب سماعي جديد. واللحن ذو وقع لطيف جذاب، فهو يدعو لإعادة السماع مرة تلو مرة. وجملة اللازمة الموسيقية بين الكوبليهات والتي هي عبارة عن أربعة ميزورات فقط هي جملة جديدة أيضاً وجميلة لدرجة أن الموزع اختار أن تكون هي ختام الأغنية بتكرارها عدة مرات حتى التخامد التدريجي Fade Out.
اللحن: 80%
الأداء:
أحس راغب بكل حرف في الأغنية، وأعطى الكلمة حقها وأعطى المعنى انفعاله الحقيقي المطلوب؛ وكل ذلك بأسلوبه الذي عُرف به من خلال أغانيه العاطفية الرومانسية والتي تربعت هذه الأغنية على رؤوسها جميعاً. لاحظوا نطقه لكلمة (مني) في عبارة "
قرِّب أكتر قرِّب مني" الأولى ... حركة صوته تجعلك تعتقد أنه بالفعل يعاني حالياً من موقف مشابه. وهنا برأيي تكمن مقدرة المغني، إيصال المعنى بلا مبالغة في ترجيف الصوت أو قصور في إعطاء المعنى حقه. أيضاً عبارة: "
غمرني بحنان" الأولى ينطبق عليها الحال نفسه. وأيضاً عبارة: "
كلما بتطلع ع مراية بشوفك قدامي" فقد أدّاها بتصوير حاذق بحيث يجعلك تتخيله وقد سُمرت عيناه إلى المرآة وأنه ينطق الكلام بجمود من هو في حالة اندهاش.
وقد عالج راغب مسالة ديناميكية الصوت ببراعة، فقد خمّده ورفعه بإتقان يوافق معنى كل جملة ينطقها.
كل ما سبق شرحه من حالات هو ما يُعقدني ويثير أعصابي عندما أقف في الاستديو أمام أحد المطربين البلهاء الجدد وراء زجاج غرفة التسجيل PlayRoom، عندما يلفظ الكلمات وكأنه يستظهر وظيفته المدرسية للمعلمة.
الأداء: 80%
التوزيع:
رائع، خيال الموزع خصب وواسع. فقد استطاع إعطاء الأغنية الجو Ambiance الحقيقي المفروض لها. رفع انفعالاتها حتى الذروة ببراعة محترف قدير.
البيانو الكهربائي في دخول الأغنية والخلفية الوترية وتقاسيم آلة "الكلارينيت" التي تذوب رقة وحناناً صورت الأغنية في أبهى حلة ممكنة لها. الموزع، برأيي، أهم من مخرج الفيديو كليب. لأن عمله إن لم يكن متقناً فلن ينجح أكثر المخرجين براعة تخيل أي سيناريو يوافق الأغنية. وهو أيضاً يدفع المطرب أن يعيش أكثر الحالة الحقيقية للأغنية. وكما قلت سابقاً، فالموزع هو المخرج الأخير للوحة مرسومة بالخط المتقطع، يتممها، ويظهر شكلها الحقيقي، ثم يلونها، وأخيراً يعطيها الإطار (البرواز) المناسب.
تعمد الموزع تأخير دخول الوتريات حتى بداية الغناء، حيث تدخل مجموعة الكمانات بعد عبارة "شو عامل فيي" الأولى. فتعزف لازمة قصيرة بسيطة هادئة وكأنها نظرة العتاب يراها من يستمع للكاسيت دون الكليب، ثم تسرع حركتها قليلاً عند "
شوف بعينيي" للتصاعد سرعتها وقوتها تدريجياً بعد عبارة: "
لمسة إيديي" لتعلو طبقتها وتبلغ الذروة في تسليم غناء اللازمة المتكررة: "
قرِّب أكتر قرِّب مني". لتعود للبطء الرومانسي ولكن بقوة عند "
حتى قلبي يلامس قلبك".
تم توظيف آلة الباص الكهربائي ببراعة أيضاً، حتى أنني كنت أتابعه بتصاعده علامة علامة.
اختيار الآلات الإيقاعية وتحريكها هو أيضاً متقن.
ونظراً لأن استعمال الوتريات كان في أغلبيته توزيعياً فقد اعتمد الموزع على آلات أخرى مفردة لللازمات الموسيقية كانت رائعة فعلاً كاستعمال البيانو الكهربائي في لازمة بشكل آربيجيو بعد عبارة "غمرني بحنان" المعادة التي يعيدها الكورس.
بالمناسبة، قام راغب بأداء الكورس بدوبلة صوته عدة مرات، وهذه ايضاً لفتة توزيعية ذكية، لأن أي صوت لكورس آخر سيُخرج الأغنية من جوها الذي تسمعونه.
التوزيع: 100%
التنفيذ:
كل الآلات الموسيقية المسموعة في الأغنية (ما عدا الوتريات: الكمانات) هي من تنفيذ الموزع على آلة الكيبورد، حتى آلة "الكلارينيت" في دخول الأغنية. ويبدو واضحاً أن التنفيذ متقن تماماً.
التنفيذ: 100%
النتيجة: 85%
برأيي، أفضل أغنية لعام 2004.
بالطبع من وزن المطرب (على نسق الملاكمة). أقصد عند المقارنة بمنافسيه من درجته.
للاستماع لأغنية: "اشتقتلك"
http://song4.6rob.com/Leb/ragheb/ragheb-ashtktlk.ram
لحفظ الأغنية
http://song4.6rob.com/Leb/ragheb/ragheb-al7b-alkbyr.rm
للاطلاع على الألبوم كاملاً
http://www.6rob.com/modules.php?name=Conte...showpage&pid=52
وإلى اللقاء مع أغنية أخرى.
الموضوع القادم جديد الشاب السعودي "راشد الماجد".