عزيزي غدير
الفكرة ان الحكومات العربية ليست علمانية ولا ديمقراطية فلذلك لا يمكن قياس الامور عليها
الحكومات العربية هي خليط مشوه من: الديكتاتورية - الاسلام - العلمانية - الشمولية - ولو بدك البتنجانية , واظنك عارف ان الحاكم
العربي كائن هلامي يتموضع حسب مصلحته ولا يهمه مسائل متعلقة بالشرع الاسلامي او غيره فهمه الاول البقاء على الكرسي ولو حكم بالياسق
اما بخصوص ان السعودية ليست بدولة اسلامية فهذا كلامك انت , بينما يجمع فقهاء اهل الجماعة انها قدوة العالم الاسلامي اجمع
ولعلك نسيت ان السودان تحكمه شرذمة الاخوان المسلمين و مسائل تطبيق الشريعة هي التي قسمت البلد وثار بسببها مسيحيو الجنوب ..
ثم نسيت ان تذكر جمهورية ايران الاسلامية اوليست دولة اسلامية تقول ان الاسلام لا يحكم سياسيا , لكنك اغفلت انه ضارب جذوره بالمجتمع
العربي و الشرق اوسطي بشكل عميق ولا يخفى عن احد ان الاسلام يحكم اجتماعيا و بشكل متسلط
وكمثال على هاته السيطرة : ما هي النظرة المتوقعة من مسلم لجارته التي تحجبت وتركت الحجاب , انت اجبني ...
اريد ان اوضح لك شيء مهم , كعلماني قبل ان اكون لاديني ادعو للحرية الدينية و الحرية من الدين نفسه
فكل شخص حر بعقيدته و الوطن للجميع واحسبك تتفق معي حول هذا المبدا ..
ثم تقول :
اقتباس:انك تدعو الى تعطيل الديمقراطية بشكل كامل اذا تعطل جزء منها، ومن المنطقي انكم (دعاة الديمقراطية والحرية) تتقدمون ببادرة حسن نية لنصدقكم وتسمحون لنا بممارسة طقوسنا بكل حرية، والا فإن الفكرة بكاملها مرفوضة وحتى المنظرين لها ليسوا على قناعة تامة بما يقولون
رغم اني لم افهم اول جملة من كلامك , لكني اقول مجددا لكل انسان الحرية باختيار ما يراه مناسبا سواء بالدين او الادين وله الحق بالدعوة لما يؤمن
به شرط ان لا يضيق على الاخرين ..ثم من نحن ومن انتم ؟ ياسيدي لما اصير رئيس بلدية ابقى قابلني , حكامنا باقون ليوم الدين او فتوح الامريكيين ..
اقتباس:لماذا تحاول ان تحتكر الحقيقة؟ هل تريد ان تخبرنا انه لم يحصل في العالم بأكمله ان كانت هناك فتاة اقتنعت بإرادتها وبعد البحث العقلاني ومراجعة عدة خيارات، وبعد دراسة ووقفة مع الذات الم يحدث ولا مرة واحدة ان انتهت النتيجة لصالح الحجاب؟ نمط احتكار الحقيقة وتصوير الآخر على انه دائماً غير عقلاني هو الاصولية العلمانية التي تتشكل يوماً بعد يوم، ذلك التطرف الذي يدعو الى اقصاء الآخر
اعتذر لو ظهر بكلامي نوع من التعميم , ما اريد قوله هو ان دعاة الدين الاسلامي لم يتركوا لغيرهم
مسافة للحركة وهم يملاؤن الدنيا بل وهناك مسالة التكفير وهدر الدم التي وان شرعها الاسلام بمحاذير
وضوابط ولكنك تجد كل من هب ودب يفتي و يكفٌر وكانه امام الزمان ..وبالطبع هناك العديد من
المسلمات اللائي ارتدين عن قناعة , لكن لا يمكننا باي حال ان ننفي الضغوط الاجتماعية وتصوير
غير المحجبة بطريقة سلبية ولا اخلاقية ...
بخصوص حد اردة واهانة النساء , فقد يكون الامر بالنسبة لك غير مهم لكن صدقني لو وضعت نفسك
مكان متنصر او ملحد او حتى متشيع فسوف تحس بالخوف اللذي اتكلم عنه , اعتقد ان حياة البشر وسلامتهم خط احمر لا نقبل المساس به ..
اما بخصوص النساء فلا ادري ما هو الضرر من نقاش حال المراة العربية - والمطالبة بحقوقها - كجزء اساسي من مجتمعنا ..
اظنك اغفلت مسالة الدعاة المسلمين واللذين يسيحون ببلاد الكفر على اريحيتهم بدون اي منغصات بل ان احدهم
والمدعو ابا حمزة المصري قد راسل ملكة انجلترا قائلا اسلم تسلم حسبما سمعت ومع ذلك الرجل يتلقى معونة اجتماعية كونه عاطل عن العمل !
بينما مجتمعاتنا المنغلقة تحضر اي نشاطات دعوية من الجانب الاخر اظن انها نقطة لصالح الغرب الكافر - كما يسميه البعض هنا -
كونهم مقتنعين بكون الدين شان شخصي بحت ..
مساءك فل ..