(10-14-2009, 09:32 AM)آمون كتب: (10-13-2009, 02:02 PM)سهيل كتب: عملية بارباروسا كادت أن تنجح في هدفها لولا الشتاء الروسي القاسي و الذي كان أقسى شتاء يمر على روسيا منذ مئة عام.
هذه خرافة أطلقها هتلر في إحدى جلساته مع بعض ضيوفه الأجانب ليبرر بها تأزم موقف الفرماخت على الجبهة الشرقية، ثم انتشرت كالنار في الهشيم بعد الحرب. وحكاية "الجنرال شتاء" كانت من أوائل الأشياء التي سمعتها عن الحرب العالمية الثانية. سبق لهتلر أيضاً أن برر الفشل في معركة بريطانيا بعوامل الطقس، رغم أن هذه الحرب كانت جوية ـ بحرية كما هو معروف، وعوامل الطقس لها نفس التاثير على الجانب البريطاني.
بالنسبة لروسيا فشتاؤها زفت وهباب في أحسن حالاته، وكونه كان أسوأ في هذا الموسم بالذات يعني مثلاً أن درجة البرودة كانت 40 تحت الصفر بدلاً من 30 تحت الصفر ، كلام لا معنى له في الحقيقة.
وطبعاً الشتاء كان له نفس التأثير على الجيش الأحمر، وطبيعة المعارك لا تعطي أي ميزة لطرف في علاقته بالطقس. يعني إذا كانت ظروف الطقس تلعب لصالح القوات المدافعة، فقد تبادل الطرفان موقفي الدفاع والهجوم (الفرماخت بدأ يدافع في ديسمبر أو بعد ديسمبر بقليل مش فاكر). ناهيك عن إن الشتاء جاء في وقته المعتاد ككل العام ولم يستدعه ستالين لمهمة طارئة.
وبصفة عامة لا يدل سير المعارك على أي دور حقيقي للجنرال طقس، وأساساً الفرماخت فقد قوة الدفع الأولية مبكراً قبل قدوم البرد والثلج والطين.
أعتقد أن العالم العربى بسبب موقعه الجغرافى لايعرف معنى كلمة البرد وبالنسبة للبرد فهناك شقين; شق مدنى وشق عسكرى
الشتاء الأمريكى عامة على الساحل الشرقى الشمالى ليس عنيفا لكن بتييجى موجات برد غالبا بتكون مصحوبة برياح من كندا بتصل درجة الحرارة وقتها إلى ١٥ أو ٢٠ تحت الصفر.
فى ظروف كتلك لو وجهك عارى ستجد نفسك أوتوماتيكيا عينك بتدمع وحنفيات نازلة من أنفك وألام مبرحة بأذنيك وطرطوفة أنفك.
بالنسبة للمعدات والألات فأى ألة معدنية بتفرز ولاتعمل فلو مثلا عندك قفل بوابة تحط فيه المفتاح تجده لايعمل وهكذا باب السيارة والحل إنك تسخن القفل بولاعة أو تدلق عليه مياه ساخنة, فإذا كان هذا يحدث للحديد فما بالك بما يحدث للإنسان!!
طبعا الطرق والقيادة عليها حدث ولاحرج لكن لو أتزحلقت على التلج بعربية على هاى واى مرة فى حياتك فيستحيل أن تنساها.
أنت علشان تخرج من البيت بعربية أثناء عاصفة ثلجية فده لوحده فيلم هابط إبن وسخة.... مبدئيا لو عربيتك ليست دفع رباعى فيستحسن تحترم نفسك وتقعد فى بيتك لأنك لن تذهب بعيدا فى الثلج بعربية من العربيات المتناكة بتوع شباب اليومين دول وغالبا لن تغادر مدينتك لأن غالبا العربية الصغيرة لن تستطيع صعود المطلع المؤدى للهاى واى وستغرز فى الثلج كما أنه لكى تخرج بالعربية من أساسه لازم تنضف الdrive way الخاص بك من الثلج المتراكم عليه وهذا فيلم أخر إبن وسخة ممكن يؤدى لوفاتك بدون مبالغة فقصة مشهورة من قصص الذبحات الصدرية بغرف الطوارئ إن العيان يكون رجل خمسينى مثلا وييجى يقول كنت بنضف التلج اللى على الdrive way وبعد مدة شعرت بألم فى صدرى والسبب أنه نتيجة لإجتماع المجهود العضلى مع البرد القارس فهذا بيشكل عبء ضخم على القلب ممكن يؤدى لذبحة صدرية.
كل هذا بالنسبة للحياة المدنية وأنت معظم الوقت بتقضيه in door وفى بيئة مصطنعة عن طريق أجهزة التدفئة فما بالك بما سيحدث لو أنك فى العراء ودرجة الحرارة ٣٠ أو ٤٠ تحت الصفر!
معظم المعدات العسكرية سيصيبها خلل فى أجواء كتلك حتى البندقية التى يحملها الجندى الأجزاء هتفرز ولن تعمل ونفس الأمر ينطبق على السيارات والدبابات والطائرات إلخ إلخ إلخ أما بالنسبة للعسكرى فأنا سمعت شهادة لعسكرى ألمانى كان فى ستالينجراد قال أنه كان يتعين عليهم إيقاظ الجنود كل ١٥ دقيقة وهم نائمون ليتأكدوا أنهم مازالوا أحياء ولم يموتوا تجمدا وإذا أضفت لذلك ظروف الحرب والحصار وقلة الحصة الغذائية التى يحصل عليها العسكرى فتلك أشياء تقصم ظهر أى جيش.
بالنسبة لمسألة لماذا لم يؤثر البرد على الروس كما أثر على الألمان فتفسير ذلك كما يلى:
أولا الروس متعودين على جو بلدهم وعارفين إزاى يتعاملوا معه.... أنت مش ساعات لما تنزل وسط البلد فى الشتا تلاقى الأجانب ماشيين بهدوم صيفى ونص كم وشورتات فى حين المصريين كل واحد لابس لحاف وبطانية بيقولك هموت من البرد! لأن الدول الباردة شتاء مصر بالنسبة لها صيف ودى عالم شافت حاجات أوسخ من كده بمراحل إنما المصريين فرافير وهكذا الفرق بين روسيا وألمانيا.
ثانيا, زى الجندى الروسى فى الشتاء كان بالفعل أكثر فعالية من الزى الشتوى الألمانى علاوة على أنه نظرا لأن هتلر كان متوقع أن تنتهى بارباروسا قبل حلول الشتاء فلم تكن هناك إستعدادات كافية لتزويد الجنود بالزى المناسب وهو ماأدى إلى أن هناك الكثير من الجنود كانوا يرتدون زيهم الصيفى عندما حل الشتاء والدليل على هذا أن الجنود الألمان كانوا عندما يجدون جندى روسى ميت أول شئ يفكروا فيه إنهم ياخدوا حذائه ومعطفه ليتدفئوا به.
ثالثا, الروس نتيجة لخبرتهم بالشتاء كانت لهم طريقة خاصة فى تشحيم وتزييت معداتهم وأسلحتهم يجعلها صالحة للإستخدام فى درجات الحرارة المنخفضة فهم كانوا لايستخدمون الشحم فقط ولكن يضيفون إليه جاز مما يجعله شبه سائل ومقاوم للتجمد بعكس الألمان الذين كانوا يستخدمون الشحم فقط.
وبمناسبة البرد والجيش أنا أول مرة أروح سينا كان فى عز الشتا وفى منطقة رأس سدر وفى أول ليلة هناك كل العساكر والظباط ناموا داخل خيام وأنا عملت فيها صايع وحدق ورحت فاتح عربية الإسعاف ونايم على واحدة من النقالات وإنى أعرف أنام من البرد ....أبدا , زى ماأكون نايم جوه فريزر وكل شوية أتسحب لخيمة العساكر أسرق منهم بطانية ولا أتنين علشان أتدفى مفيش فايدة بس كل ماأدخل الخيمة ألاقيها دافية بعكس الفريزر اللى أنا نايم فيه وبعد تكرار المحاولة عدة مرات بدون جدوى أدركت أن النوم فى خيمة فى هذا البرد القارس فى العراء أفضل من النوم داخل علبة صفيح وعلى الفور تم إيقاظ الفريق الطبى بالشتيمة وضرب الجزم لنصب خيمة لقائدهم الأعلى وإعدادها الإعداد المناسب لسيادته علشان الليلة تعدى على خير.