استاذي الفاضل بهجت
طابت اوقاتك بكل خير
اقتباس:الأول قام بعملية غزو واسعة للحضارات المجاورة و دمرها ، أما الأخير فهو منتج بشري لعملية دمج هائلة لشعوب الشرق الأوسط القديمة التي تم غزوها و فرض الإسلام عليها . الأخير هو من أعني بقولي نحن .. نحن عرب العصر الحديث ، العربي المعاصر ليس مطالبا أن يرى نفسه امتدادا لجنس بائد لمجرد أنه يحمل نفس الإسم
1ـ قبائل تكتلت في كارتيل حربي فغزت حضارات مجاورة ودمرتها
2ـ القصة تتكرر فلا اختلاف بين غزو الهكسوس وغزو بدو الجزيرة لمصر
3- مشكلة المسلمين انهم يرون التاريخ دينا...والنتيجة اصوليات دينية
خانقة ...قتلتنا او تكاد...
وهل اختلفت معك في هذا؟
بالتأكيد .لا...!!
ازمة فكرية وعقلية وحضارية خانقة ...للمصري في القاهرة
والافغاني في كابول والباكستاني في اسلام اباد
والسوري في حلب...وحفيد النسخة الاصلية في الرياض!
ليست المشكلة هنا ....المشكلة في اسلوب الخلاص
في تعليقك على مقال الدكتور القمني القيت باللوم كاملا
على عرب الصحراء..وطالبت ـ بوضوح ـ بالخلاص
الخلاص من ماذا؟
بالنسبة لك ...التاريخ هو الاشكال
بالنسبة للقمني وفودة وخليل عبدالكريم....وكثيرون
الفكرة هي الاشكال.
الفكرة( الهادمة) مغموسة في التاريخ...
إذن لنقضي على التاريخ....هذا هو الحل في نظرك استاذي الكريم
التاريخ كاللغة ...مكون جيني لأي امة...
ادرك القمني (ورفاقه )هذه الحقيقة..
وادركوا معها (كما ادركتَ انت! )أن
((
العربي المعاصر ليس مطالبا أن يرى نفسه
امتدادا لجنس بائد لمجرد أنه يحمل نفس الاسم))
لكن مليارا من البشر من غير العرب...يكابدون ...تخلفا وعقلا
ماضيويا خانقا
بالفكرة ...لا بالامتداد ..ولا بالاسم ...ومشكلة الاسم...
حين نقارن هجمة عرب محمد بهجمات الهكسوس او الرومان او الفرس
فنحن نبسط المسألة ...بشكل لايدعو للتفاؤل بالنسبةلمن يبحث
عن اسلوب آمن للخلاص ...
موجات بشرية هائلة في مهد الحضارات التاريخية
في مصر والشام والعراق تشكلوا داخل بوتقة معتقد...
انها سطوة عقيدة تجذرت فاستمكنت من التاريخ وليس العكس...
بالمعنى ....ليس الحق التاريخي للفكرة هو من مكنها...
والا لاضحى غيرها احق بكثير ....
فأي الأمرين انجع واكثر منطقية؟
ان نهيج في هؤلاء عواطف جياشة نحو اقليم؟...ام نستحث فيهم
عقلا معاصرا اغرقته الفكرة بالماضي ..فانشطر...!؟
أدرك المجاهدون ! (القمني وزملاه) أن لمّ الشطرين...(الماضوي ..والمعاصر )
داخل جمجمة عربي..في القاهرة او دمشق اوالرياض...يتأتى عبر نقض الفكرة
من داخلها وبنفس ادواتها.. وآلياتها التي مكنتها ...
اقصى مايطمح له هؤلاء هو التعديل ...لا الالغاء...
وهذا هو المطلوب ....فلا اسبينوزا اغرق موسى ..ولا نيتشه وراسل
قتلا...يسوع !!
فائق التحية والتقدير