التصعيد اللبناني – الإسرائيلي: هل بدأت الحرب حقاُ
طباعة أرسل لصديق
الجمل - قسم الدراسات والترجمة
08/ 08/ 2010
تحدثت التقارير الجارية عن حدوث المزيد من التصعيدات الجديدة ذات الطبيعة الشديدة الخطورة في منطقة الشرق الأوسط، فقبل بضعة أيام حدث توتر إسرائيلي – فلسطيني في قطاع غزة، ثم أعقبه توتر في منطقة ميناء إيلات الإسرائيلي وميناء العقبة الأردني، ونهار اليوم ظهر التوتر في منطقة الحدود اللبنانية – الإسرائيلية: ما هي طبيعة هذه التوترات؟ وإلى أين تتجه مؤشراتها؟ هل باتجاه التصعيدات التي يصعب احتواؤها؟ أم أنها توترات محدودة قابلة للتهدئة والاحتواء؟
تقول المعلومات، بأن ما حدث في جنوب لبنان وعلى طول الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، يعتبر بمثابة
التطورات الأكثر خطورة في المنطقة. وفي هذا الخصوص، فقد سعت قيادة القوات الدولية المتمركزة في الجنوب اللبناني (اليونيفيل) إلى مطالبة الطرفين اللبناني والإسرائيلي إلى اليقظة والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس، بما يمنع حدوث المزيد من التصعيدات. وإضافةً لذلك، وصف الرئيس اللبناني ميشيل سليمان إسرائيل بأنها خرقت القرار الدولي رقم 1701 بانتهاكها لسيادة الأراضي اللبنانية، وأشارت إفادات شهود العيان بأن القوات الإسرائيلية قد كثفت عمليات القصف، إضافةً إلى قيام الطيران الإسرائيلي بعمليات تحليق جوي واسعة في الجنوب اللبناني، مع قيام القوات الإسرائيلية بسحب جرحاهم إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، ولاحقاً تحدثت بعض التسريبات عن فشل القوات الإسرائيلية في القيام بنصب كاميرا تصوير في قمة التلال المطلة على سهل الخيام اللبناني.
* مقاربات الوضع الكلي لسيناريو الصراع الجاري:
شهدت منطقة الشرق الأوسط خلال الأسبوع الماضي
واحدة من أكبر حملات الدبلوماسية الوقائية المكثفة التي هدفت إلى احتجاز عملية انزلا ق المنطقة باتجاه التصعيدات المرتفعة الشدة ومنعها من الوصول إلى مرحلة الاشتباك بالوسائل العسكرية.. ولكن، ما هو واضح يتمثل في أن الدبابات الإسرائيلية قد سعت إلى عبور الحدود اللبنانية بما أدى إلى إدخال الشرق الأوسط وبشكلٍ عملي ضمن دائرة منطقة «حافة الحرب»، وحالياً تؤكد ذلك المؤشرات التالية:
- أكدت مصادر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بأن بنيامين نتنياهو يتابع بشكل مستمر الاتصالات مع قيادة الجيش الإسرائيلي لمعرفة تطورات الأوضاع الجارية على طول الحدود الإسرائيلية – اللبنانية. وإضافةً لذلك، تحدثت المصادر الإسرائيلية بأن ما حدث بواسطة الطرف اللبناني
هو بنظر بنيامين نتنياهو يمثل أمراً غير مقبول، وبأنه بعد اكتمال عملية جمع المعلومات، سوف تسعى تل أبيب إلى تقييم المعلومات وتحديد الرد الإسرائيلي الممكن!
- أكدت مصادر السلطات اللبنانية بأن الرئيس ميشيل سليمان يتابع بدقة تطورات الموقف على الحدود اللبنانية – السورية، وبأن تعليماته لقوات الجيش اللبناني تطالب الجيش بوضوح الرد الفوري الحاسم دفاعاً عن سيادة أرض لبنان ضد أي انتهاكات إسرائيلية. وإضافةً لذلك، أكدت مصادر مكتب رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، بأن الحكومة اللبنانية تسعى إلى إعداد شكوى رسمية ورفعها إلى مجلس الأمن الدولي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية للقرار الدولي 1701.
أصبحت التطورات الجارية تشير بوضوح إلى تطابق ما يجري الآن على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية قد أصبح أكثر قابلية لجهة الاتساع واستدراج المزيد من الأطراف الأخرى، فمن جهة لم تعد المواجهة بين القوات الإسرائيلية والفصائل المسلحة اللبنانية مثل حزب الله وحركة أمل وبقية فصائل المقاومة المسلحة اللبنانية، وإنما هي مواجهة بين القوات الإسرائيلية وقوات الجيش اللبناني، بحيث أطلق كل طرف نيرانه ضد الطرف الآخر. ومن الجهة الأخرى، من المتوقع أن تسعى تل أبيب إلى استثمار التطورات المسلحة على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية باتجاه تصعيد حملة بناء الذرائع،
خاصةً وأن المواجهات قد أدت إلى مقتل ضابط إسرائيلي برتبة مقدم. وعلى هذه الخلفية، سوف يأتي سريعاً الرد الإسرائيلي الممكن الذي تحدثت عنه مصادر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن لم يكن الرد الإسرائيلي قد بدأ فعلاً، خاصةً وأن المعلومات الجارية أكدت عن استمرار واتساع نطاق القصف الإسرائيلي.
تشير التوقعات إلى أن النوايا الإسرائيلية العدوانية إزاء سوريا وإيران وحزب الله وفصائل المقاومة الوطنية اللبنانية وأيضاً ضد حركة حماس الفلسطينية هي نوايا عدوانية وصلت إلى نقطة الذروة. ولكن، وكما هو واضح هذه المرة، فإن تل أبيب تسعى حالياً إلى تجديد الهجوم والعدوان العسكري ضد خصومها، ولكن ليس بنفس الرؤى والأساليب القديمة. كما تسعى إسرائيل إلى بدء المواجهة هذه المرة مع قوات الجيش اللبناني لتشتيت قوته وتفتيت التفاف اللبنانيين حوله، بما يؤدي لاحقاً إلى إضعاف علاقة خط قصر بعبدا (الرئاسة اللبنانية) – السراي الكبير (مجلس الوزراء اللبناني)، ثم بعد ذلك تتحول إسرائيل إلى استثمار هذا الوضع بما يتيح لها الانخراط في مخطط إشعال سيناريوهات الصراع الشرق أوسطي الجديد،
والتي لم تنجح جهود الوقائية الدولية في احتوائها ومن الممكن أن تصل إلى ذروتها خلال الأسابيع القليلة القادمة.
http://all4syria.info/content/view/30416/161/
الجمل - قسم الدراسات والترجمة