بعد وصول التجاذبات السياسية الى مداها إيلاف تسأل اللبنانيين:
ماذا يتوقع المواطن في لبنان وهل احتمال الحرب وارد؟
ريما زهار
GMT 8:00:00 2010 السبت 18 سبتمبر
سألت إيلاف مجموعة من المواطنين اللبنانيين عن مدى تخوفهم من حصول حرب ما في المنطقة بعد التجاذبات السياسية الكبيرة التي حصلت في الآونة الاخيرة، وما الذي يتوقعونه اليوم خصوصًا مع وصول اللواء جميل السيد الى مطار بيروت ورفض حزب الله القاطع بتسليمه الى القضاء اللبناني.
ريما زهار من بيروت: في يوميات اللبناني اليوم الكثير من التساؤلات بعيدًا عن الهموم الاقتصادية والاجتماعية، فاللبناني اليوم يتساءل ان كانت ستعود الحرب في ظل التجاذبات السياسية الحاصلة، ووصولها الى اعلى المستويات خصوصًا مع ترقب عودة اللواء جميل السيد اليوم ورفض حزب الله القاطع بان يُسلم الى القضاء اللبناني بعد تهجمه على رئيس الحكومة، ماذا يقول المواطن اللبناني العادي وما هي ابرز مخاوفه اليوم؟
يقول سليم زهرا ان احتمال الحرب في لبنان في ظل التجاذبات السياسية الحاصلة غير مستبعد، لان كل الدلائل والتصريحات والاتهامات والاتهامات المضادة، تشير الى ان الوضع غير مريح، فكل يوم هناك من يصرِّح بعنف، والسؤال لماذا في هذا الوقت بالتحديد؟
ويضيف:"انا مع ايقاف اللواء جميل السيد اليوم، لان تصريحه الاخير تضمن تهديدًا وتهجمًا، وكل شخص يتطاول على غيره يجب ان يردع ويتم ضبطه.
ويتابع:" هناك تخوف اليوم من حصول فتنة بعد ايقاف السيد، ولا يمكن ان تحل الامور، اذا لم تضبط ولم يعاقب المسؤول فنحن امام فوضى عارمة.
عن المظلة السعودية السورية لتهدئة الاوضاع يشير الى انه يجب معرفة ما وراء الكواليس لان السعودية وسورية يهمهما امن لبنان، لان الامر ينعكس عليهما.
ولا يمكن فصل لبنان عن محيطه الخارجي، والكل يفكر بمصلحته الخاصة ولا احد يفكر بالمصلحة العامة، وكل اللبنانيين يجب ان ينظروا الى مصلحة الوطن والحس الوطني، والانانية هي السائدة اليوم.
ويضيف:" لبنان مرتبط بقضية الشرق الاوسط ككل، هناك القضية الفلسطينية، والسلم مع اسرائيل وتوطين الفلسطينيين، كلها امور تلعب دورها في لبنان، حيث يتم تقاذف الكرة، ليدعونا نعيش بامان لاننا نريد السلام والتحرر.
بديع فرح يرى انه مع كل قرار حاسم لجهة المحكمة الدولية، تصبح وتيرة الخطاب السياسي متصاعدة، من اجل اجتذاب مواقف، وهذا يرتبط بالحل الشامل الإقليمي الموجود في الشرق الاوسط، وهذا يؤثر على الصراع القائم في الشرق الاوسط، لجهة الحرب السنية الشيعية، التي ستغير مقاييس الشرق الاوسط الجديد، التي تسعى اليها الدول الكبرى.
ويتابع:"المبدأ في توقيف السيد يجب ان يتم، ولكن المشكلة ان الظروف التي نواجهها لا تشجع على ذلك، مع العلم ان القرارات القضائية التي تهاونت في السابق على التفاوض على المرجعيات السياسية والقضائية ككل، منها رئاسة الجمهورية، ورئاسة المجلس النيابي، كلها ساعدت في عدم صدقية القضاء تجاهها، واصبحت العملية استنسابية بالنسبة للقرارات التي تصدر، لانه اليوم اذا اردنا التطبيق على المرجعيات السياسية من دون الديانية، فالكل يعترض حينها، لان لبنان محكوم بالسياسة والطوائف، ووضعنا الاساسي اننا بلد طائفي.
ويضيف:" كل الفرقاء السياسيين لهم غطاء بمظلة معينة، وهي تبحث عن مصالحها، عندما كان هناك تقارب سوري سعودي، كان لبنان مرتاح على وضعه، ولكن عندما تختلف المصالح في ما بينها، نرى وتيرة التصاعد كي يكسب كل فريق اكثر من غيره.
ويتابع:"مع كل تغير في الشرق الاوسط يكون لبنان الارض الخصبة للخلافات والصراعات، وفي بعض الاماكن هناك من يريد وأد الفتنة، ولكن مع الاحاديث السياسية بوتيرتها العالية، لا اعرف اذا كان هناك من يسعى لإخمادها مع العلم، اذا انفجر الوضع فسيكون الأسوأ حاصل للجميع.
ونحن من ندفع الثمن في كل المواقف ان كانت عربية او دولية، واليوم على مشارف ال2011، لا نملك حركة اقتصادية صحيحة، او سلامة سير او كهرباء او مياه، مع ان الحرب انتهت منذ العام 1990، وهذا للاسف لم نحصد النتائج للاتفاقات الإقليمية التي تحصل.
ريتا اسطا تعتبر ان هناك عدة احاديث لجهة احتمال الحرب في لبنان، وهي ترى ان لبنان على حافة الانفجار واذا لم تحصل الحرب اليوم فستحصل غدًا، وهناك شيء سينحسم، وهو اليوم مع وقف التنفيذ.
وتضيف:" هي مع وجود حل سياسي لقضية جميل السيد، لان الامور ستتأزم، وبرأيها اللبناني لم يتعلم من تجاربه السابقة خصوصًا من حرب ايار/مايو 2008.
وترى ان المظلة السعودية السورية ستلعب دورها لحماية لبنان، لانه اذا انفجر الوضع فيه سينفجر لديها، ولكل الدول العربية.
وهي تعتبر ان هناك دائمًا تخوف من حصول حرب ما في لبنان، خصوصًا بعد الاستنفار السياسي المقرف الذي يحصل في البلد.
هدى مفوض تؤكد ان التصريحات هي مفتاح الحرب من خلال الكلمة، وتشعر ان الزعماء لا يخافون على البلد، ويصرِّحون بشكل عشوائي ويحرِّض الكل، وليتعلموا الصبر، والمحبة.
وهي مع ان تحل قضية السيِّد سياسيًا وبمحبة، وكل الاديان تدعو الى المحبة، والجيع ينتقد الجميع وهذا خطأ، ويجب ان تسود المحبة لدى الجميع، والحرب هي خسارة للجميع.
وتعتبر ان المظلة السعودية السورية ستحمي كل اللبنانيين، والا ستحصل الكارثة، والجميع لا يريدون الحرب.
وتقول ان لبنان بحاجة الى التسامح، كلنا نخطىء ويجب ان يتحاور الجميع وينطلقون من الصفر.
تخوّف من تكرار 7 أيار بعد تحذيرات المعارضة للقضاء اللبناني
مفاجأة المحكمة الدولية تعزّز ملاحقة اللواء السيّد لـ(شهود الزور)
إبراهيم عوض من بيروت
GMT 7:30:00 2010 السبت 18 سبتمبر
تنتظر الأوساط السياسية والشعبية في لبنان ردّة فعل المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد، إزاء مذكرة الاستدعاء الصادرة عن النائب العام التمييزي والتي يطلب فيها الاستماع إلى إفادته بخصوص الاتهامات والتهديدات التي وجهها في مؤتمره الصحافي الأخير ضد عدد من أركان الدولة وقيادات سياسية وأمنية وقضائية.
بيروت: كيف سيكون عليه تصرف المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيد، بعد عودته من الخارج غداً، إزاء مذكرة الاستدعاء التي سطرها النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا والتي يطلب فيها الاستماع الى إفادته بخصوص الاتهامات والتهديدات التي وجهها في مؤتمره الصحافي الأخير ضد عدد من أركان الدولة وقيادات سياسية وأمنية وقضائية وصلت الى حد قوله أمام شاشات التلفزة إنه في حال لم يعطه رئيس الحكومة سعد الحريري حقه، فإنه سيقوم بأخذ هذا الحق بيديه؟
هذا السؤال كان الشغل الشاغل أمس واليوم لأهل الحكم والأوساط السياسية والشعبية على السواء، خصوصاً بعد المواقف الاستباقية والتحذيرية التي صدرت عن أركان في المعارضة وفي مقدمتهم "حزب الله" الذي أصدر بياناً صباح اليوم اعتبر فيه القرار القضائي المذكور "قراراً سياسياً بامتياز وعنواناً للقمع والترهيب لكل مظلوم يصرّح بالحقيقة في هذه المرحلة"، معلناً "رفضه له بشدة" داعياً الى "أن يسارع القضاء اللبناني الى وضع يده على "شهود الزور" ومصنعيهم الذين أدخلوا لبنان وسوريا في متاهة مظلمة كادت تودي بالجميع؟".
وفيما لم يأتِ بيان حزب الله على ذكر التحضير لأي تحرّك شعبي أو الدعوة الى تظاهرة تواكب حضور اللواء السيد الى قصر العدل ــ في حال حصوله ــ تعبيراً عن رفض هذا الإجراء، فإن الأوساط السياسية المتابعة وجدت في هذا البيان رسالة واضحة الى المراجع القضائية المعنية بألا تذهب أبعد من ذلك في ملاحقتها السيد، حتى لا تصل الأمور الى ما لا تحمد عقباه، وهو ما فسره نواب ومسؤولون في "تيار المستقبل" والأمانة العامة لقوى 14 آذار بأنه تلويح وتهديد بتكرار أحداث السابع من أيار (مايو) 2008، كما عبّر عن ذلك صراحة عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح في حديث تلفزيوني قال فيه "إن بيان حزب الله عن مذكرة جلب المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد، هو في سياق 7 أيار نفسه، ويأتي في الأجواء نفسها"، وهذا ما وافقه عليه زميله في الكتلة عصام عراجي في حديث إذاعي رأى فيه "أن الأمور اليوم ذاهبة باتجاه خطر، خصوصاً بعد الكلام الذي أطلقه اللواء السيد"، داعياً الى محاكمة الأخير معلناً "أن الحريري ليس مكسر عصا ويمثل شريحة كبرى من اللبنانيين".
هذا، ولاحظ المراقبون أن موقف حزب الله من استدعاء القضاء للسيد جاء متأخراً بعض الشيء، وبعد مرور ما يقارب الثماني والأربعين ساعة على اتخاذ النيابة العامة التمييزية قرارها بالملاحقة، بناء على طلب وزير العدل إبراهيم نجار وقيام عناصر من المباحث الجنائية بالتوجه الى منزل السيّد أول من أمس لتسليمه المذكرة القضائية وتعذر عليهم ذلك لوجوده في باريس كما أبلغهم حراس المنزل.
وذكرت المعلومات أن مرد هذا التأخير يعود الى الاتصالات التي أجراها الحزب مع حلفائه في بيروت وخارجها أيضاً، والتي تطلّبت كما تردد قيام وفد من قبله بزيارة العاصمة السورية لإطلاع المسؤولين فيها على حقيقة ما يجري والاستماع الى وجهة نظرهم بهذا الخصوص، علماً أن رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال إرسلان الذي يُعد واحداً من أقطاب المعارضة والمعروف بعلاقته الطيبة مع الرئيس السوري بشار الأسد، استبق موقف الحزب بساعات فأعلن رفضه للقرار الصادر عن المدعي العام التمييزي واصفاً إياه بـ "المتهور" مطالباً وزير العدل "بسحبه فوراً دون تأخير"، محملاً الأخير مسؤولية "كل ما سيحدثه هذا القرار من تداعيات خطرة مسيئة للبنان واللبنانيين. من جهته، أبلغ النائب اللبناني السابق إميل إميل لحود نجل رئيس الجمهورية السابق إميل لحود، المتصلين به اليوم "بأننا لن نسمح بأن يوقف اللواء السيد تحت أي عنوان كان".
كما أدلى بتصريح تساءل فيه "أين كان القضاء حين سجن ضباط من أعلى الرتب ومعهم آخرون، طيلة سنوات من دون دلائل مخالفة واضحة للقانون؟"، مستغرباً "أن يكون القضاء تحرّك من أجل مؤتمر صحافي واحد، في حين ظل مغيباً حين تعرّضت الرئاسة الأولى في السابق الى تهديدات شتى، بلغت حد المطالبة باقتحام القصر الجمهوري"، في إشارة الى ما تعرّض له والده من قبل فريق 14 آذار. وهذا ما ذكّرت به محطات تلفزة في نشرات أخبارها مساء أمس، مستعيدة صوراً ومشاهد راحت فيها قيادات في هذا الفريق توجّه السباب والشتائم للرئيس لحود وتتهمه بالإجرام وباغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وعلى وقع هذه الأجواء المضطربة والتأزم الذي تشهده الساحة اللبنانية جاءت المفاجأة من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بعد ظهر اليوم التي ردت على طلب السيّد المرفوع إليها السماح له بالاطلاع على الملفات التي بحوزتها عن شهود الزور، بالموافقة على هذا الطلب، الأمر الذي لا بد أن يشكل تحولاً كبيراً في المشهد السياسي الداخلي، خصوصاً بعد إقرار الرئيس الحريري بوجود هؤلاء الشهود الذين ضللوا التحقيق في جريمة اغتيال والده.
وكان السيّد الذي يتحضر للعودة الى بيروت غداً قد تقدم أمس بواسطة وكيله المحامي أكرم عازوري بمراجعة الى محكمة التمييز الجزائية لدى المجلس القضائي لتنحية مدعي عام التمييز سعيد ميرزا عن منصبه ووضعه بالتصرف، نظراً للخصومة الشخصية بينه وبين اللواء الركن السيّد كون القاضي ميرزا مدعى عليه من قبل اللواء السيد لدى القضاء اللبناني في محاضر التحقيق الرسمية التي أحالها ميرزا على لاهاي.
وأفاد بيان صادر عن المكتب الإعلامي للواء السيد أن القاضي ميرزا مدعى عليه أيضاً في الدعوة الشخصية المقدمة من اللواء السيد أمام القضاء السوري في جريمة مؤامرة شهود الزور في قضية اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري. وأن من نتائج هذه المراجعة أيضاً، إقصاء اللواء أشرف ريفي والعقيد وسام الحسن عن منصبيهما لكونهما الضابطة العدلية التي تتبع لميرزا، وكونهما مُدعى عليهما في جريمة شهود الزور.
كما أرفق المكتب الإعلامي للواء السيد نسخة عن طلب تنحية القاضي ميرزا مؤلفة من 22 صفحة