http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...64633#pid264633
يقول الزميل الراعي [QUOTE]5 - [SIZE=4]
أعتراضات والرد عليها الأعتراض على شهادة بابياس :
يقول الزميل ما ذكروه عن بابياس لا يصلح للاحتجاج وذلك من عدة وجوه :
1- الذي نقل شهادة بابياس هو المؤرخ الكنسي يوسيبيوس القيصري (1) ، ويوسيبيوس توفي في القرن الرابع ( 339 م ) ، وبابياس توفي في النصف الأول من القرن الثاني (130م) ، فبين هذا وذلك حوالي 200 سنة ، فهذا النقل منقطع ، وما كان كذلك فهو مردود ساقط الاحتجاج به.
ونقول للزميل هذا الكلام غير علمي وغير منطقي لأن من الطبيعي أن مؤرخ بمثل قيمة وزمن يوسابيوس كان بين يديه المصدر نفسه ونقل عنه والمفروض أن تتحرى الدقة في بحثك ولا ترد على مجرد فقرة موجودة أمامك فيوسابيوس نفسه يقول " ولا يزال بين أيدينا خمسة كتب لبابياس تحمل اسم تفسير أقوال الرب " (ك 3 ف39 :1).
2 - بابياس يقول عنه يوسيبيوس إن فهمه محدود (ج 3 ، ف 39) ، وفي الموسوعة الكاثوليكية أنّ يوسيبيوس قال عن بابياس (عقله صغير) ، ومن كان كذلك فشهادته مجروحة ، فسقط الاستشهاد به من جميع الجوانب .
3 - بابياس ينقل هنا عن الشيخ ، ولكن من هو هذا الشيخ فهذا ما لا يمكن معرفته ، وجاء على هامش تاريخ يوسيبيوس (5) : ( ولا يمكننا في غياب السياق القول بثبات أن الشيخ هنا يشير إلى "يوحنا الشيخ" الذي تكلم عنه بابياس كثيراً والذي ذكر في الفقرة السابقة ، إلا أنه إلى حد بعيد محتمل ) .
أنظر كيف يقولون محتمل ، فهم في شك .وبابياس يذكر شخصين باسم يوحنا فيقول " فإذا صاحب أي شخص احد الكبار فإني اسأله بدقة بعد ان (ينهون) كلامهم , ماذا قال آندرو أو بطرس , أو ما الذي قاله فيلبس أو توما أو يعقوب أو يوحنا أو متى أو أي شخص آخر من تلاميذ الرب ، ما هي الأشياء التي قالها أريستون و الشيخ يوحنا تلاميذ الرب " ( 6) .
ولقد جلب هذا الفكر الحرج لغالبية الدارسين المسيحيين الذين يرفضون وجود شخصين باسم يوحنا ، ويرفضون التفريق بين يوحنا الشيخ ويوحنا البشير اللذين ذكرهما بابياس ، تقول الموسوعة الكاثوليكية ( 7 ) : ( هذا التفريق على كل حال ليس له أساس تاريخي ) ، مع أنّ أساسه التاريخي هو بابياس ويوسيبيوس القيصري ، إلا إذا كانوا لا يعتبرونهما مصدراً تاريخياً موثوقاً به ، فعندها لا يحق لهم أن يستشهدوا بهما في معرفة كتبة الأناجيل .
والذين رفضوا وجود شخصين باسم يوحنا وجعلوه شخصاً واحداًُ يصطدم بقول بابياس الصريح في الدلالة على وجود شخصين بهذا الاسم ، ولقد وافقه على ذلك يوسيبيوس القيصري (8) وأكد وجود شخصين باسم يوحنا ، مما دفعه للاعتقاد أن سفر الرؤيا هو ليوحنا الشيخ وليس ليوحنا البشير، تقول الموسوعة الكاثوليكية (9) في معرض الكلام عن موافقة يوسيبيوس لبابياس في وجود شخصين باسم يوحنا: ( رأي يوسيبيوس تكرر مراراً بواسطة كتاب حديثين ، خصوصاً لتأييد إنكار الأصل الرسولي للإنجيل الرابع ، إلا أن هذا التفريق ليس له أساس تاريخي ، أولاً شهادة يوسيبيوس في هذه القضية ليست ذات شأن في العقيدة ، فهو يناقض نفسه كما في تاريخه حيث يدعو بوضوح الرسول يوحنا بأنه معلم بابياس ) .
وفي الهامش على تاريخ يوسيبيوس (10) بعد ذكر النتيجة التي توصل إليها يوسيبيوس في وجود شخصين باسم يوحنا جاء ما يلي :
( في الواقع لا يمكن التوصل إلى نتيجة أخرى إلا إذا اتهمنا أنّ طريقة بابياس في الكتابة هي من أشد الطرق حماقة ولا منطقية ، وبالتأكيد إذا عرف يوحنا واحداً فليس هناك عذر لذكره مرتين في فقرة واحدة ، وفي المقابل إذا تقبلنا رؤية يوسيبيوس فإننا سنواجه صعوبات بالغة ، حيث أننا في الواقع ملزمين أن نفترض أنّ هناك رجلاً يسمّيه بابياس كصاحب سلطة هائلة عاش في آسيا الصغرى قديماً في القرن الثاني ، ولكنه لم يذكر بواسطة أباء آخرين ، والذي هو في الواقع شخصية مجهولة تماماً ) .
والذي دعى يوسيبيوس إلى هذا الكلام هو ما قاله بابياس بخصوص الألفية (الألف سنة) التي تكون بعد قيامة الأموات ، يقول يوسيبيوس نفس الكاتب , يقدم أشياء أخرى وصلته من التقاليد غير المكتوبة, ومن ضمنها بعض الأمثال الغريبة وتعاليم المخلص, وبعض الأشياء الأخرى الخرافية .. ومن ضمن هذه الأشياء حسب إفادته أنّه بعد قيامة الأموات ستكون ألفية ( ألف سنة ) , حيث يؤسس فيها المسيح ملكه بشكل مادي على هذه الأرض ) (المصدر السابق) .ثمّ يضيف يوسيبيوس قائلاً أظن أنه حصل على هذه الأفكار من خلال سوء فهم لما قاله الرسل ، وهو غير فاهم أنّ الأشياء التي قالوها كانت محكية بصورة غامضة .
لأجل ذلك يبدو أنّ فهمه محدود ) .. (المصدر السابق) .
فإذا كان بابياس ذا فهم محدود وعقل صغير ، وأنّه لا يفهم ما يُقال له ، فهذا يضطرنا إلى فقدان الثقة كلياً فيما يقوله ، وبالتالي فإفادته (شهادته) حول إنجيل مرقس ساقطة وباطلة مردودة بيقين .
ونقول للزميل هناك فرق بين معرفة الشخص لبعض الأمور العامة والأمور التي تحتاج على دراسة دقيقة، فمعرفة أن كاتب الإنجيل الثاني هو القديس مرقس هي من المعارف العامة التي كان يعرفها كل مسيحي في ذلك العصر، أما عدم الأمامه الدقيق بأمور أخرى فلا ينفي شهادته كتاب الأناجيل الأربعة ، هذه الحقيقة العامة التي كان يعرفها الجميع .
الجزء باللون الأسود هي ثلاثة نقاط من كلامي على شهادة بابياس ، أما الملوّن بالأزرق فهو رد زميلنا الراعي عليه ..
بضعة أسطر يحاول فيها أن يرد على كلامي ، وطبعاً لم يرد الزميل على شيء ، سوى كلمات يحاول أن يوهم أنّ فيها رداً ..
وزميلنا يقول
( فمعرفة أن كاتب الإنجيل الثاني هو القديس مرقس هي من المعارف العامة التي كان يعرفها كل مسيحي في ذلك العصر ) ، وأنا أقول إن هذا تضليل واضح وقفز فوق الحقائق .
فزميلنا يحاول أن يصوّر للجميع أنّه في زمن بابياس ( قبل 130 ميلادي ) كان كل الناس يعرفون أن مرقس هو كاتب الإنجيل الثاني ، وأنا أتحدى الزميل بكل ودّ أن يأتي لنا بشخص واحد ، غير بابياس يذكر اسم مرقس ككاتب للإنجيل ، وأكرر ،
فقط شخص واحد لا غير ، فإن لم يفعل فكلامه ليس سوى تخرصات وخيال ، وما أسهل رمي الكلام ، ولكن ما أصعب الإثبات .
ثم كعادة الزميل الراعي في محاولة منه للتستر خلف القرآن ليخفف الوطأة على إنجيل مرقس ، قام بعد ذكر رده الموجز في بضعة أسطر بموجة من القص واللصق في الإسلاميات ، وطبعاً لقد خصصنا لها مكانا خاصاً لكي لا ندع له مجالاً للتشتيت .
ولقد كان من الواجب عليه أن يرد بشكل وافٍ على الإعتراضات ويعطيها النصيب ولكنه أطال في الإسلاميات بما لا ينفعه ولا يخدم أهواءه في إثبات هوية كاتب إنجيل مرقس .
يتبع إن شاء الله ..