اقتباس: رحمة العاملي كتب/كتبت
لكن الذي حصل اليوم بالذات بعد معركة سهل الخيام وساحة مرجعيون وخسرانهم لاحد عشر دبابة ميركافا بليلة واحدة ومنطقة عمليات واحدة عدا عن خسائرهم البشرية انسحبوا قبل ظهر اليوم واعلنوا (وهنا مربط الفرس) بان العملية البرية الواسعة لم تبدأ بعد وهذا ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن الناطق العسكري الاسرائيلي
عند بدء عملية تحريك القوات ليلة البارحة، و بينما تناقلت كل وسائل الإعلام خبر "بدء الاجتياح الإسرائيلي"، أعلنت الجزيرة خبراً لمدة دقيقتين أو ربما أقل يقول "حزب الله ينفي بدء عملية الاجتياح العسكري".
اندهشت كيف أن كل العالم و الصور أمام عيوننا تقول شيئاً، بينما حزب الله يصرح بشيء آخر. و اليوم أعلنت إسرائيل أنها بالفعل لم تبدأ بعد.
ربما هو الدمار الذي يلحق بالجيش كلما اشتبك برياً و عناصر حزب الله (لاحظوا أن حزب الله يفرض تعتيماً هائلاً على خسائره، مستغلاً كون كل مقاتليه مجهولي الهوية)، أو ربما هي حركة تنظيف استخباراتية داخلية، لا أحد يعرف بالضبط.
بتقديري الشخصي، و هي قراءة متواضعة جداً على أ ي حال، لو تريد إسرائيل ربح الحرب، فعليها استئجار عناصر مرتزقة تفهم في اللعبة و تدخلها للساحة، إلى جانب القناصة و الطائرات المروحية المقاتلة [أيضاً قناصة فوق الطائرات المروحية، مع استغلال الجاذبية الأرضية لمعادلة سرعة الضربة]. هذا عسكرياً، أما الأهم في حرب العصابات فهو المخابرات و التشويش الاستخباراتي بشكل أهم، مع الحصول على أكبر كم ممكن من الجواسيس و العملاء داخل حزب الله و تسريب معلومات له بأن إسرائيل تملك عدداً هائلاً منهم.
لو يريد حزب الله ربح الحرب، فكل ما عليه هو الاستمرار في الاختباء و سياسة ’اضرب و اركض‘ في المعارك، مع التركيز على تدمير الميركافا 4 و الساعر 4.5. أيضاً عليه متابعة قصف الشمال الإسرائيلي، و ربما تدمير حيفا بالذات، مستخدماً الأماكن المدنية منصات للصواريخ (أي مكان آخر خارج التجمعات المدنية سيتم كشفه و تدميره بواسطة الأقمار الاصطناعية و الـIAF). كلما طال أمد الحرب كلما كان الميزان في صالح حزب الله. إلى جانب كل هذا فعليه متابعة الضغط على الحكومة اللبنانية عن طريق نبيه بري لرفض أي حلول سريعة للأمر، و لعرقلة أي قرار دولي يصدر خلال أيام قليلة؛ فهكذا قرارات سريعة ستعني تدمير الحزب مستقبلياً بشكل أو بآخر.
ربح الحرب:
علينا أن نفهم جيداً بأن هذه الحرب بلا رابح، و أنه لا يوجد أي طرف يمكنه الإجهاز على الطرف الآخر، سواء من خلال إبادة أو capitulation.
’الرابح‘ هنا ـ تقنياً ـ هو من يتمكن من إيجاد مخرج من الحرب على حساب الطرف الآخر.
الرابح سيملك أفضل الفرص في فرض تعديلات قرار مجلس الأمن الذي لا يريد الظهور في سنته السوداء هذه.
متى تربح إسرائيل؟
في أي من هذه الحالات:
1. استعادة الجنديين: لو تمكنت إسرائيل من تحديد مكان و استعادة الجنديين *بالقوة*، فحينها يمكنها إعلان انتهاء المهمة الرئيسية، و متابعة الحرب بعد ذلك من مقعد المنتصر.
2. اغتيال حسن نصر الله.
3. تدمير أي منصة صاروخية لحزب الله *داخل* تجمع مدني.
4. تأكيد قتل عدد من عناصر حزب الله يفوق عدد قتلى جيش الدفاع.
5. توقف صواريخ حزب الله.
6. قبول لبنان لصيغة القرار الفرنسي الأمريكي دون تعديلات.
7. دخول طرف ثالث في الحرب، سواءً رسمياً أو evidently (و يبدو أن إيران هي المرشح لهذا السيناريو لأجل توحيد القضية الدولية ضد إيران، و بالتالي ربح إسرائيل بالتراكمية).
متى يربح حزب الله؟
الحقيقة لا أعرف.. يعني حرب حزب الله استنزافية بالمقام الأول، بالتالي فمصدر الربح الوحيد هو إلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف جيش الدفاع، مع الحفاظ على معدات و عناصر المقاومة الإسلامية سالمة قدر الإمكان.
ربح حزب الله الوحيد هو في عدم نزع سلاحه، و هو أمر لا أظن أن هناك فرصاً كبيرة في ألا يتحقق.
حزب الله يملك أفضلية أن من يتم تدميره هو لبنان، و ليس حزب الله و لا عناصره، بالتالي فخسائره تكون محدودة. كذلك هناك تفوق واضح لأجهزة استخبارات حزب الله في هذه الحرب، خصوصاً في مجال التعتيم الإعلامي و البروباغاندا.