العزيز شهاب
قرأت العبارة في الإطار الذي طرحه فضيلة المرشدالآن، وأرى أن اللهجة غير دبلوماسية ولاشك، ولكنها ليست بهذا الحجم ولا هذا التأطير الذي طرحته روز اليوسف تدليسا وتزويرا...
لا أحد يفهم من محمد الماغوط حين قال: (سأخون وطني) بأنه خانه بالفعل، ولا أحد فهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين دعا على معاذ بثكلتك أمك يا معاذ! أنه يقصد بالفعل الدعاء عليه بالموت...
العبارة قيلت كما فهمت من كلام فضيلته في سياق مقارب لهذا المثال:
يطرح عليك في حوار أن تفاضل بين عرضك ونفسك، فتقول نحري دون شرف عائلتي، نفسي فداء لأهل بيتي أجمعين...
فإن قيل لي علينا أن نقدم كرامتناوشرفنا من أجل أن نعيش، فسأقول: طز بهكذا حياة!
الحر الشريف يقدم نفسه فداء لأسرته..
والوطني الصادق يقدم نفسه وماله وولده فداء لوطنه وشعبه...
والمسلم الذي يؤمن بوحدة الأمة الإسلامية يضحي بحدود الجغرافيا حين يتعرض إخوانه في العراق وفلسطين لمعرة وحيف وظلم...
طز في كل وطنية مدعاة إن كانت سبيلا للتفريط بقضايانا القومية والإسلامية
هذا ما فهمته من سياق حديث فضيلة المرشد
وأنا كنت أتمنى عليه عبارات أكثر رزانة، مع أني لا أعرف واقع الجدل الدائر آنئذ...
وكلام فضيلة المرشد يصرح بما جرى من تزوير وتبديل في الكلام وهو ما يؤكد ما توقعته ابتداء من وجود دبلجة وانتزاع وتبديل، بل وكذب...
من يريد أن يستغل هذه التعبيرات ليبرهن على موقف الإخوان الوطني إنما يزاود علينا بقيم يعرف الشارع كم دفعنا ثباتا عليها...
ومن يعتب على المرشد في أنه تكلم بلغة غير دبلوماسية، فله العتب....
ومن كان منكم بحلم الأحنف بن قيس في كل أحواله فليرم فضيلته بحجر
اقتباس: إياد الخطيب كتب
طبعاً ما تقوله غريب على أذننا نحن السوريون . فقد تعودنا على لغة العنف والتفجيرات و التكفير والإقصاء من قبل جماعتكم .
متى كان للحوار مطرح في فكركم ( أنا أسأل كمستنكر و مستفهم ) !!
لا أعرف من أنت؟ ومتى تعودت على ذلك؟
على أننا كنا على الدوام نتعاطى لغة البرلمان والدستور والوطن، حتى اغتال قانون الطوارئ البعثي حوار الشعب السوري، وألغى تعدديته، وصير نفسه وصيا على الدولة والمجتمع، وطرح نهجه الذي أعلن في دستوره البعثي بوضوح أنه نهج انقلابي لا يقبل التصالح مع أحد، ولا البناء على ما لدى الآخرين، إيغالا بعدم الاعتراف بالمخالف، وأكثر من ذلك أنه فرض نهجه بالعنف حيث سرق الحكم بدبابته، وصفى خصومه في مجازر حمراء، ثم بعد ذلك نجح في أن يلبس الآخرين جريرة ما فعل، وصدقه الرعاع الذين يصفقون على الدوام لمن غلب، يجمعهم الطبل ويفرقهم العصا، غير أن الشعب وإن كبلته ظروف عن البوح بإرادته، لكنه كان دائما يميز الخبيث من الطيب إلا من سار في ركاب الفساد والاستبداد، وما أكثرهم!
اقتباس: إياد الخطيب كتب
تقول حضرتك في البند الأول كذا وكذا ..
التسامح والتعايش !!
هل ستتسامحون مع الجميع في سوريا , يعني هل ستتقبلون أن يعيش بين ظهرانيكم المسيحي والعلوي والاسماعيلي بدون أي تعقيدات ولا مشاكل ؟ أنا أذكر تماما ما كان يحدث في حماه من ثمرات هذا التعايش وكيف كان الشخص لا يجرؤ على دخول حارات بعينها هذا مثلاً ولاداعي للدخول في التفاصيل .
عشنا ولا نزال في كنف غير المسلمين من إخواننا السوريين على اختلاف نحلهم وقومياتهم، وعاشوا معنا كذلك...
تحالفنا مع المخالف بما فيه المسيحي والعلوي والدرزي والإسماعيلي
وكنا قبل البعث جنبا إلى جنب مع الأستاذ فارس بيك الخوري رئيس الحكومة السورية الذي أعطيناه ثقتنا وولاءنا
اقتباس: إياد الخطيب كتب
احترام حقوق الانسان !
أولا هل تقصد حقوق الانسان التي نصت عليها شرعة الأمم المتحدة أم حقوق الانسان في الاسلام والتي تصدعون رأسنا بها ؟؟
هل هنالك إمكانية لتغيير الفكر و العقيدة بحيث يتم استبدال الكثير من عبارات الخطاب الإسلامي العادي فمابالك بالمتطرف مثل حركتكم
مثلا عبارة( إنما المؤمنون أخوة ) بعبارة (إنما الناس أخوة ).
أو عبارة ( المسلم أخ للمسلم ) بعبارة ( الإنسان أخ للإنسان )
طبعاً أنا اخترت أبسط العبارات ولم أنتق العبارات التكفيرية و التفضيلية و الإقصائية .
أبدا لا ننتنازل عن ديننا، ولا عن إنسانيتنا...
نحن نحترم حقوق الإنسان، ونستطيع تعليم الجاهل كيف يوفق بيبن حقوق الإنسان وبين ثوابته الدينية دون تناقض...
الجهل يورث التطرف
وجهل بعضنا بهوية مجتمعاتهم يجعلهم يفترضون نظريات وتأويلات مسبقة ليحاكموا عليها المسلمات!!
المسلم أخو المسلم لا تتناقض مع أن الإنسان أخو الإنسان
هناك أخوة قومية نص عليها القرآن نفسه (وإلى عاد أخاهم هودا)
فعاد الكافرة ونبيها هود عليه السلام إخوة بنص القرآن
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء1
الخطاب هنا يا أيها الناس، لا يا أيها الذين آمنوا
(ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13
الله خلق الناس ليتعارفوا، الناس جميعا لا المؤمنين فحسب، فالتعارف حكمة إلهية إنسانية لا تفرق بين الناس بسبب الدين أو العرق أو اللون أو الجنس
وهناك أخوة إيمانية تعاقدية غير أخوة النسب
ومن هنا جاء حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (سلمان منا آل البيت)
سلمان الفارسي أصبح أخ للنبي محمد العربي صلى الله عليه وآله وسلم بغير أخوة النسب والقوم
كل النصوص نفهمها في مثل هذا السياق السلس بدون أن نتوهم التناقض كما يتوهمه بعض الأغرار!
اقتباس: إياد الخطيب كتب
في البند الثاني ....
هل ستتقبلون و برحابة صدر أن يمارس المرشدي أو الاسماعيلي أو العلوي أو غيرهم طقوس عبادته وأن يعبر عن فكرته في مناطقكم وبينكم دون أن يخاف أن يسلخ أو يذبح , لا تؤاخذني على هذا الكلام فهذا ما خبرناه منكم قديماً وما نراه حديثاً .
نعم جدا جدا
لا أعرف ما خبرته قديما، ولن أماريك في اتهاماتك غير المدللة!
عاش إخواننا بين أظهرنا طول هذا العمر دون أن ينالهم أذى مع أن دولة الخلافة كانت تطبق الشريعة في غالب أمرها...
ولك أن تقارن وضع الأقليات الدينية في ظل دولة الخلافة الإسلامية بوضعهم في دول الغرب آنذاك
المسلمون في الأندلس لم يبق لهم باقية في أسبانيا مع أنهم كانوا سكانها على مدى ثمانية قرون
في حين أتباع الديانات جميعا ينعمون بمعتقداتهم في ديارهم العربية والإسلامية وكنائسهم في كل مكان
أعطني دولة من دول العالم بها أقليات دينية عريقة كالدول الإسلامية...
ألا يكفي هذا للتدليل على قبولنا الآخر حتى في فترات الجمود والغلو الإسلامي
ليس هذا أوان التفصيل في تسامح الشريعة مع المخالفين دينيا، ولي أوضح من قوله سبحانه (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)
على أننا لن نذكر في أن المتطرفين في زمان الطائفية كانوا يجعرون استفزازا للمسلمين: (حط المشمش عالتفاح...دين محمد ولى وراح)
وكانوا يقولون:
(حيدو حيدو حيدو....حافظ بعد الله بنعبدو)
وكانوا يقولون:
(يالله حلك حلك.....خلي حافظ محلك)
وكانوا يقولون:
(آمنت بالبعث ربا لا شريك له....وبالعروبة دينا ما له ثاني)
وكانوا يقولون أكثر من ذلك لولا أن المقام ليس مقام تفصيل
والمقصود أن التطرف كان نزعة عامة قاد إليها نظام أقلية متطرف في أحقاده وحربه لهوية الأمة
وهذا أفرز بالفعل ردود فعل جامحة، أكثرهالا نتحمله وإن ألبسنا النظام إياه
وهي على العموم رد فعل لسلوك طائفي متطرف
ولن أذكر بسرايا الدفاع والوحدات الخاصة، كيف آل الأمر بهما فيما بعد كشهادة من النظام على نفسه بنفسه...
اقتباس: إياد الخطيب كتب
ولي سؤال يهمني شخصياً .
في دولتكم العتيدة هل هنالك مكان لأماكن اللهو و تضييع الوقت والتي تلهي الانسان عن العبادة ؟؟ هل هنالك مكان للغناء و الطرب ؟؟ هل هنالك مكان للمقاصف و المنتزهات ؟؟ هل هنالك مكان لمصانع الريان والميماس ؟؟ هل ستمنعوني من شرب العرق ؟؟
مع كامل الاحترام .
الدولة هي دولة الشعب السوري العربي المسلم في عمومه، ولن تكون ولن نقبل بأن تكون دولة الإخوان المسلمين فقط
في الدولة الإسلامية مكان للهو والترفيه، كما فيها مكان للنضال والعمل
أما الخمر وسائر الموبقات فلن نصرف عليها من مال الدولة من أجل مخمور مثلك:lol:
طبعا سنحارب كل ما يخل بالآداب العامة عبر الطرق الديمقراطية، وثقتنا أن الشارع سيجلد المستهترين قبل القانون الذي لن نفرضه على الناس فرضا، ولن نمنع طفلا أن يبول في أذن مخمور لو رآه منشكحا في الشارع!:lol:
تحياتي
واسلموا لتواصل واحترام(f)