اقتباس: neutral كتب/كتبت
عزيزي محارب النور
بصرف النظر عن التعميم السائد في مداخلة بيوتيفل مايند الأولي إلا إن إطلاق أحكام علي الشعوب العربية ولو بصورة جزئية مسألة معقدة لأنه ببساطة تلك الشعوب مفعول بها ولاتملك من أمرها شيئا وأتوقع في المستقبل إني أقابل واحد سوداني يتهمني بقتل اللاجئين السودانيين أروح أنا تافف في وشه وذلك لسبب بسيط وهو إني لم أقتل أحد ولا الأمن المصري ولاحسني مبارك ونظامه يمثلني وكنت في منتهي السعادة عندما كنت أسمع عن إغتيالات ظباط الشرطة بمصر في بداية التسعينات وهكذا الحال بالنسبة للجميع فلا العراقي مسئول عن تصرفات صدام حسين ولا السوري مسئول عن تصرفات الأسد ولا السوداني مسئول عن تصرفات البشير اللهم إلا مسئولية السماح لهؤلاء الحيوانات أن يحكمونا وهذا موضوع أخر
كما قال الزميل وليد فكل شعوب العالم الثالث تعاني من نفس الأمراض وكما أضفت سعادتك بالتركيز علي مشكلة الفقر أو ماأسميه أنا بأخلاق الندرة فلو عندك أتوبيس وبه خمسين مقعد وخمسين راكب أو أقل فبالتأكيد كل واحد هيقعد علي كرسي ويحترم نفسه ولن تحدث مشاكل لكن لو تصورت إنه نفس الأتوبيس بمقاعده الخمسين ولكن عدد الركاب ألف فلاتتوقع سوي حدوث مجازر ومقابر جماعية بصرف النظر عن جنسية الركاب مصريين ولا ألمان ولا أمريكان
نقطة أخيرة
لإطلاق أحكام كتلك وتطبيقا لقواعد البحث العلمي السليمة يجب توحيد الظروف بالنسبة للعينات المراد دراستها وبالتالي تكون إستنتاجات بيوتفل مايند صحيحة إذا تم تعريض الشعبين المصري والأمريكي مثلا لنفس الظروف ووجدنا إستجابة مختلفة في كل حالة ولكن ماوجدته علي أرض الواقع أنه لو شعب مثل الشعب الأمريكي تعرض لعشر ماتعرض له المصريين كانوا نزلوا أكلوا بعض أحياء في الشوارع بدون أي مبالغة
بقالي مدة مسمعتش حكم وأقوال الفلاسفة العظام الذين تستشهد بهم دائما :10: ـ لعل المانع خيرا
كل سنة وأنت طيب (f)
العزيز نيوترال
محبة و سلام (تاني مرة)
(( بصرف النظر عن التعميم السائد في مداخلة بيتيفول مايند ))
لا أعرف عن أي تعميم تتحدث ....
أنا لم أقل إنسان دول العالم الثالث و لم أتعرض للشعوب المتحدثة بالعربية أو بقية شعوب المنطقة ..
كلامي كان محددا : الإنسان المصري و تاريخ الإنسان المصري في العبودية ة قبوله الدناوة و الإنحطاط.
إذا كنت تقصد بالتعميم أنني أعني بالمصري : كل مصري أي فردا فردا ... فهذة أسميها سذاجة.
لأن كلامي من المفهوم منه أنني أعني الإنسان المصري عموما ... الغالبية العظمى, الوعي الجمعي ... هل تفهمني ؟
(( لأنه ببساطة تلك الشعوب مفعول بها ولاتملك من أمرها شيئا ))
هذا يحسب على الشعوب و لا يحسب لها ..
حين تكون منقادا من شخص يسيرك كما يشاء و يجعلك تحيا الحياة التي يراها لك ..
حين تعيش كالأموات و لا تملك من امرك شيئا ...
حين تكون ضعيفا هزيلا طائعا خانعا خاضعا ...
حيت تحيا كل هذا الزمان مفعلا بك و لست فاعلا ..
لا يمكن بأي حال من الاحوال أن يكون هذا عذرا ..
عذر أقبح من ذنب ..
شعب 70 مليون يحكمه فرد صمد ... ده يبقى شعب ايه في رأيك ؟
ثم إن زي ما قلت بالظبط ..
حسني مبارك مصري لا يختلف عن أي مصري ..
كما أن بوش هو واحد من الأمريكيين ...
و أي إنسان مصري ماشي في الشارع لن يكون مختلفا عن حسني كثيرا لو حكم مصر ..
الشعب المصري يقبل الفساد لأنه فاسد ..
يقبل السرقة لأن الناس كلها حرامية ..
يقبل الديكتاتورية لأنهم ديكتاتوريين ..
يقبل نظاما بلا كرامة خارجيا و متفرعن خارجيا لانهم ببساطة هكذا ..
المصري يقبل النظام لأنه جزء منه ...
تخيل أنك تحكم الأمريكيين بنظام مصري ... تاني يوم ستنقلب فيدرالية أمريكية.
يا نيوترال أنت تسقط أشياء مهمة ...
التكيف ... القبول ... الموافقة الضمنية
قل لي كيف يقبل شخصا عنده كرامة أن يهان دون ان يثور ؟
ما معنى أن يصمت ؟
ما معنى أن يرفض و يثور ؟
من هو الشخص الصامت ؟
من هو الشخص الرافض و الثائر ؟
حين يكون المصري يسرق يوميا في عمله ما الذي يجعله يثور لو سرقه آخر .. سيرفض من باب المصلحة و ليس من باب المبدأ.
و غضب المصلحة فردي و غضب المبدأ جماعي ..
حسني مبارك و النظام المصري هو إفراز مصري ..
السادات كان يهوى أن يسمى بكبير العائلة المصرية ... لماذا ؟
لان كبير العائلة في مصر له سلطات كثيرة جدا و يحق له أشياء كثيرة .. مجرد التشبيه يجعل المصري أكثر تقبلا لسلطات السادات بحكم كونه أبا و مؤمنا و منتصرا.
النظام المصري ليس نظام حكم فقط ... هو نظام حياة يبدا من الأسرة و العلاقة بالأب و لا ينتهي بالدين و العلاقة بالله.
يحلو لي جدا أن أتصور أن نمو الديموقراطية السياسية في أوربا صاحبته ديموقراطية دينية ..
حين كان الملك يملك و يحكم كان الكاهن ملك و يحكم بإسم الله الذي يملك و يحكم ...
العلمانية نمت بنمو الديموقراطية و أصبح الله يملك و لا يحكم كما أن الملوك في أوربا تملك و لا تحكم ..
هل تجد إرتباطا ؟
السياسة مرتبطة بالدين ... و السياسة و الدين مرتبطين بالحياة و نظام العيشة.
لن تجد ديكتاتورا يحكم شعب ديموقراطي في تعاملاته و قيمه ...
و لن تجد ديموقراطيا يحكم شعب ديكتاتوري و شمولي في تعاملاته ... صعب عليه ألا ينحرف.
يا فرعون ايش فرعنك مالقيتش حد يصدني ...
بإختصار يا نيوترال لا يمكن لنظام ان يحيا طالما أن شخصية النظام تختلف عن شخصية مطبق النظام ...
النظام هو صاحب النظام هو منفذ النظام.
مصر ظلت إلي حد كبير ديموقراطية تنمو مادامت القوى الأجنبية مؤثرة في القرار ..
حين يرفض الملك حكومة الوفد يأتي الإنجليز بالدبابات فيفرضوها ..
طيب ماذا إذا لم يكن هناك إنجليز ؟
النتيجة واضحة ...
ما أن يقل تأثير الأجانب باخذ المصريين راحتهم و تاني يوم يطرد الأجانب و اليهود (كان صعبا أن يطرد كل المسيحيين و إن لم يكن صعبا تهميشهم )
ما يحتاجه المصريين من أجل تقدم سريع هو أن يحكم مصر شخص من خارج نظام الحياة المصري ..
حتى لو كان مصري بالإسم .... كان جيدا أن يعلم ملوك مصر أولادهم في أوربا لكي يتشرب القيم الأوربية.
هناك تقدم أبطأ عن طريق الضغوط الخارجية ...
و التقدم الأقل بطأ هو النمو الطبيعي عن طريق النمو الذاتي بدون ضغوط (التعليمي و الإقتصادي)
اما عن شخصية إنسان مصر فتستطيع ان تتعرف عليها من نظام الحكم عبر التاريخ ..
تستطيع ان تفهم ما يحدث داخل البيوت و أدق الأسرار من متباعتك لنظم الحكم ..
كلها إنعكاسات و إرتباطات ..
منذ البدء كان الفرعون سيدا و إلها ... منذ البدء كان الدين هو المتحكم و المسئول عن الأفعال.
أنت لو نظرت للهرم الاكبر نفسه قد ترى مبنى عظيم و لكن أصله :
مبنى قائم على معتقدات دينية و ديكتاتورية فرعون و سواعد مصرية قبلت أن يحركها سوط ... و في النهاية الهندسة المعمارية المصرية وقتها.
كل هذا يوضحه مجرد هرم تفتخر به مصر ..
أما عن المثل الذي ضربته بالمفارقة بين الأمريكيين و المصريين ..
فالشعب المصري المسالم القابل بالأمر الواقع لن يأكل بعضه حيا بينما سيفعل الأمريكي ...
الأكل أحياء هو رفض للجوع و هو فعل فيه ثورة ..
و الشعب الذي ياكل بعضه حيا بدافع الجوع أفضل و أقوى و أقدر على البقاء من اجل التطور من الشعب الذي يموت جوعا و لا يفتح فما ليعترض ..
الشعب الأول سيعبر أزمته و سيشرع تشريعات ملزمة و سينمو و يتطور ..
بينما سيظل الشعب الآخر يجوع لانع قبل بالأمر الواقع ....
أنت تقارن بين المصري و الأمريكي ..
كيف تريد ان تقارن ؟
هل المستوى التعليمي و الثقافي و القيمي و الأخلاقي ..
أم تريد أن تقارن بين قبول أيهما للديموقراطية ؟
هل تريد أن تقارن بين أيهما لديه كرامة و دمه غالي الثمن ؟
قل لي أي أوجه مقارنة تريدها و نقارن ...
كن عادلا ...
كن واقعيا ...
أنت بتفكرني بحكاية أن المصري خير أجناد الأرض .. و هي جملة شائعة هنا.
طب بأمارة ايه ؟
تمويل للجيش ..
تكنولوجيا عسكرية ..
نظام عمل ..
مستوى تعليم ..
تدريب على مستوى عالي ...
حتى قوة التحمل التي يتباهون بها .. يتصورون أن الأجانب مرفهين غير قادرين على التحمل.
هم مرفهون فعلا و لكنهم لا يعانون من الأنيميا و لا السرطانات بانواعها و يحصدون الجوائز في الرياضات في أي بطولة عالمية.
أظن بعض الواقعية قد ينفعنا كثيرا ...
سلام.