لطالما استوقني الصراع بين علي ومعاوية ( رضي الله عنهما ) من بابه الدين-سياسي واستوقفتني النتيجة التي خلص إليها الصراع لصالح الطرف الأكثر سياسة و " براجماتية " .
بداية يتوجب إيضاح موقف :
- كلا الطرفين صحابي جليل لهما الإحترام الذي يستحقانه ، وعليهما وزر ما فعلا وهذا مرده إلى الله وحده .
- لا شك أن عموم المسلمين شيعة وسنة يرون بأحقية علي بالخلافة من معاوية بن أبي سفيان ، مع ذلك - وهنا التناقض - سنرى أن عموم المسلمين رضخوا لخيار معاوية (( الدنوي )) وتخلوا عن الخيار (( الديني )) لعلي رغم إيمانهم وقناعتهم الراسخة بأحقيته بالخلافة .
الأمر - برأيي - ليس تناقضا بقدر ما هو نتيجة طبيعية لصراع الدين والسياسة ذلك أن للسياسة آليات لا تنبغي لرجل الدين ، والعكس بالعكس خاصة أن الرسول ( ص) حدد هكذا مفهوم عند رفضه تولية أبو موسى الأشعري وهو من أفاضل الصحابة وأحبارها لأنه رجل فيه دعه ، وفي حديث علي أننا آل بيت اختصنا الله بالنبوة ونزع عنا الحكم ( أو فيما معناه ) ، وفي موقف عمر المشهور من حلم رآه عن تولي أحد أحفاده الخلافة ، لا بل في حديث الرسول ( ص ) : " أنتم أعلم بشؤون دنياكم " ...
سأقر أن معاوية استغل الدين لأهداف دنيوية ، وهذا صحيح .. فقد وظف معاوية الدين في هدف سياسي ، لكن أيضا سنجد أن علي بن أبي طالب تمترس بالنص .
قبل صفين علينا أن نعود إلى الوراء قليلا وإلى الأسباب التي أدت لوقوع هذه المعركة وهي مقتل عثمان ومطالبة معاوية بن أبي سفيان بدم عثمان من القتلة الذين اندسوا في جيش علي ، ورفض علي لإملاءات معاوية على أنه هو خليفة المسلمين وهو من يقرر الأمر ، تلك (( الذريعة )) كانت أول خطأ (( سياسي )) في مسيرة علي الذي تمترس بالنص لا غير وتغليبه الدين على السياسة ، وأول نقطة يسجلها معاوية السياسي الداهية على علي بن طالب .
النتيجة : هل استغل معاوية النص ؟؟
بلا شك .. ونجح في ذلك إلى أبعد الحدود ، وهذه نقطة (( دنيوية )) تحسب لمعاوية على خصمه علي المتمسك بحرفية النص .. ذلك أن السياسة عرض (( دنيوي )) وفن توظيف المتاح ، وهذه معانٍ تجرح كثيرا بمصداقية الدين عندما يتحول إلى رجل سياسة وينتج عنها نتائج كارثية ، بل و " قذرة " وفي التاريخ الإسلامي صور كثيرة على " قذارة " تحالف السياسة مع الدين ليختلط الحابل بالنابل .
تلك ليست دعوة إلى أقصاء الدين بقدر ما هي دعوة إلى " عكس " الآية وإعطاء الأولوية للسياسة وليس للدين فيما يخص الشأن السياسي كشأن له أهله وآلياته و " قذارته " .
وإن كان معاوية نجح في " توظيف " الدين في مرحلة ما ، ذلك لأنه هو بالأساس رجل سياسة واستغل ما كان متاحا لعصره وزمنه ونجح في ذلك ، لكننا الآن على مسافة زمنية بعيدة جدا عن معاوية والقرن الأول حيث النبوة كانت لا تزال ترفرف بأجنحتها فوق رؤوس العباد حيث اختلفت " المتاحات " تماما وصار من أهم واجبات الدين الحفاظ على المجتمع لا الإنفصال عن القاعدة والصراع على القمة .. فدولة الإسلام ما قامت منذ عهد معاوية ولا أدري كيف ستقوم الآن .
http://nadyelfikr.com/viewthread.php?fid=2...id=27938&page=2
هذا كل ما لدي يا عوليس ..
مشغول هذه الأيام بتجهيز مجموعة قصصية للنشر .. مشغول جدا جدا .. منك لله :)
لا أعتقد أن لدي كلاما آخر .. فعلا ..
ولست أنظر للأمر من منطلق عقائدي رفضي بقدر ماهو (( تأريخي )) قسم الأمة شيعا وأحزابا ومن حقي ومن حقك أن نعرف لماذا ..
أيضا لا أسعى لإقناع أحد .. كل انسان حر بقناعاته ..
عدا ذلك .. ليس لدي شئ ضد أحد أو مع أحد .. الكل بنظري سواء ، ولست أحمل ضغينة من نوع خاص للشيعة والدليل أنني يوما كنت سأتزوج شيعية :)
بس خفت من شئ ..
ماذا لو ربت الأولاد على الثأر للحسين وأعطتهم سكاكين وأنا نايم وقالت لهم هذا الناصبي من قتلة الحسين؟
:lol:
تحياتي للجميع ..
:bye:
طفشت :)
م/ الردود اعلاه مواضيع قديمة قمت بجمعها لهذه المناسبة لا اكثر ..
و ..
تحياتي
(f)