اقتباس: الزّوبعـــــهْ كتب
طبعاًيتجاهل الجميع و عن قصد ذكر عدد من سقط من جنود الجيش و كل له أسبابه و كأن هؤلاء ماكانوا مواطنين سوريين !
يحاول زميلنا الزوبعة أن يغطي بالمسؤولية عن الجريمة كل الأطراف، ومع أنني شخصيا أستبشر بهذا الطرح من زميلنا الزوبعة كبادرة تحسن في الطرح بعد أن كان في السابق يحمل جريرتها طرف واحد هو الطرف الأكثر تضررا، غير أن التحول الطفيف يعني لي الكثير.. ربما ليس أقله أن هالة التقديس وغسيل الأدمغة الذي مارسته دروس التثقيف الحزبي على جماهير شعبنا يوم كان تعلم الأطفال الصغار عهود السحق والإبادة لمن تسميهم بعملاء الإمبريالية من أبناء الوطن وتخص منهم من تسميها عصابة الخوان المسلمين العميلة!!
شيئ من التحسن الطفيف على ذلك الإملاء والتزوير للتاريخ من طرف النظام بدأ يطرأ على الأشخاص الذين كانوا أكثر حماسا لأطروحات النظام وأكثر ملكية من آل الأسد أنفسهم!!
وإذا كان مثل هذا التغير يسري في أوساط السلطة وأنصارها، فكيف بعامة الشعب؟ أليس هذا بشيرا بتغييرات جوهرية عاجلة غير آجلة ربما تكون إرهاصا بصحوة حقيقية وثورة داخلية ترفض الاستغباء والاستخفاف والوصاية البعثيةة على الدولة والمجتمع...
أنا متفائل بذلك والله:yes:
أما أن أفراد جيش صدام سورية سقط منهم ضحايا في حلبجة (العاصي) فمن يدري، ربما سيقول لي جيش صدام غدا أن بعض سجانيه ومجرميه في البصرة سقطوا تحت وابل الديناميت الذي كانوا يفجرون به المدنيين الأبرياء، وان من حق هؤلاء أن نرق لحالهم كلما ذكرنا مقابر صدام الجماعية وكيماوياته في حلبجة!!
يعني والله عيب!!
هل من عاقل في أمريكا نفسها يقول بأن من حق الجنود الأمريكان في العراق الألف وخمسمائة الذين سقطوا في جريمتهم النكراء عدوانا على شعبنا أن نرق لحالهم كما نرق لمئات الألوف الذين سقطوا من أبرياء العراق؟!!
بعيدا عن التفوووووو التي يتشاطر بها زميلنا الكريم، فإنني أرى أنه رغم التحسن الطفيف في أسلوبه غير أنه لا يعدو أنه تحسن بطيئ وغير متوازن!
لأن الزميل لا يزال يتبنى الرواية البعثية للحدث ويبني عليها تحليلاته المضحكة!
ومع هذا فإن يكن هناك صادقون في تتبع الجريمة ومعاقبة جناتها فلا أقل من القبول بما طرحه الإخوان من دعوة للتحقيق القضائي المحايد في هذه الأحداث، والحكم على مجرميها بما يستحقون أيا كانت انتماءاتهم ومواقعهم...
هناك من لا يزال يدفع فاتورة هذه الأحداث منذ ربع قرن مع أنه وفق كل المعطيات كان الضحية، بينما هناك من لا يزال يجني كل ما يمكنه من مكاسب جراء هذه الجريمة رغم كل دوره الإجرامي...
حماة ليست إلآ واحدة من جرائم هذا النظام وليست كلها، ومع هذا فنحن لا نعول كثيرا على الأذناب، فكثيرون ممن كانوا يرقصون لصدام رقصوا لبريمر وبصقوا في وجه صدام من بعد أن أيقنوا أن دولة الأيام لم تعد لصدام، وكثيرون أيضا هناك في العراق ممن كانوا يمجدون صدام، غدوا يمجدون اليوم الإسلام بعد أن دالت الأيام وفاز الإمام!!!
أشباه جنبلاط في سورية كثر
يصفقون للزعيم الضرورة ويكونوا أكثر حلفائه التصاقا به
حتى إذا شعروا بأن مصلحة سخيفة مضمونة لغيره داسوا ولاءهم الأول بأرجلهم وراحوا يتكلمون عن سيادة وحرية واستقلال كانوا من قبل أكثر الناس عداوة لها!!!!
عموما شاء من شاء وأبى من أبى، ملفات حماة محفوظة في ذاكرة الجميع، وعامتنا ونخبنا تعرف من المسؤول عنها جملة وتفصيلا، فإن يكن ظرف الأشاوس المطبلين لا يسمح لهم الساعة بكلمة حق تحسب لحياة ضمائرهم وإنسانية مشاعرهم، فلا أقل من السكوت عن التزوير ومشاركة الطغاة قذفا للكرة خارج الملعب!!
أقولها بكل معرفة لهذه الطباع المهزوزة: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم) فالحلق أبلج، وسيمفونيات دروس التثقيف الحزبي مكشوفة البلاهة
فحرروا عقولكم قليلا، واحترموا دماء الضحايا الزكية، بدلا من أن تجاروا فرعونكم الذي استخفكم فأطعتموه، فما أصعب من الخنوع والنفاق، ولا أقذر من قتل أبريائنا في حماة، والمشي في جنازتهم
وخلوا بين الشعب وبين بعثكم لتروا بأم أعينكم أن بعثكم لولا الانقلابات العسكرية لم يكن أهلا للمنافسة الديمقراطية ولا لدورة انتخابية واحدة، فقد سقطت كل ورقات التوت التي يستر بها عورته، وما ترك له بعد نصف قرن من الحكم الاستبدادي الوصائي صاحبا...
وشآبيب الرحمة لذكرى الشهداء الأبرار بعد ثلاثة وعشرين عاما من معراج أرواحهم الطاهرة إلى باريها
والخلود لذكراهم المباركة، وللوطن الذين دفعوا دماءهم قربانا له
واسلموا لتواصل واحترام