أعتقد أن أمر شركة الاتصالات حل الآن، وأن المحترم مودمك يعمل بشكل جيد.. هلا أكملت لنا يا عزيزي؟

أرجوك (f)

:)

"يا بنت الناس والله معيش وقت" الآن ... يعني هذه مواضيع طويلة ومشاريع "ورطات" .. وهي بحاجة لهدو البال (الله يهدي بالك) والوقت الكافي والفكر المرتاح ومن أين آتي بواحد من هذه العناصر في الفترة الحالية ؟

جيد بأني لم أضع "تاريخاً" لانتهائي من هذا الموضوع، فعلى الأقل ربحت أن يقول عني "الأخوة الأعداء" "نصف كذاب" والإخوة الأصدقاء "نصف صادق" ....

واسلمي لي
العلماني

سلامات يا عميد

ننتظرك يا عميد

محبتي

:kiss:

أظن بأنه "يستاهل" ... ولكم الحكم من قبل ومن بعد ....


(5)

"طاليس الملطي" ودبيب الفلسفة

كانت "ماليتوس" أو "ملطية"- لو عربناها - إحدى المدن اليونانية المزدهرة في القرن السابع قبل الميلاد. كانت تقبع على الشاطيء الغربي الجنوبي لآسيا الصغرى (تركيا الحالية) قرب جزيرة "ساموس"، وكان سكانها قد عرفوا كيفية استغلال موقعهم بين بلاد اليونان وفارس كي يطوروا التجارة ويذهبوا في بناء مدينتهم كل مذهب.

لم تكن "ملطية" صغيرة بين أقرانها من المدن اليونانية، بل كانت كبيرة بين الكبار وإحدى الحواضر المتألقة في ذلك العصر. وهي لو كانت اتخذت المال رباً، إلا أن الحضارة قد طالتها بأسباب. فلقد اكتسبت من المصريين بعضاً من معارفهم في الحساب والفلك والطب والإيمان "بالخلود" و"قهر الموت" . ومن "الليديين" (هضبة الأناضول) تشربت بعض التقنيات الفنية والإرهاصات الجمالية عدا عن الأساطير والطقوس الدينية في عبادة الإله "ديونيسيوس". ومن حضارة بلاد الرافدين تزودت بمعارف رياضية فلكية أخرى مختلفة عن المصرية، وشيئاً من القوانين والتشريعات وتعلم "كتب الحكمة".

نحن في "أوائل القرن السادس قبل ميلاد المسيح"، و"ملطية" كانت وقتها يونانية منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد تقريباً. فلقد نزح إليها سكان كثيرون من "اليونان" و"طروادة" و"جزيرة كريت" نتيجة لدوافع متعددة لعل أهمها الغزو التي تعرضت له بلاد الإغريق على أيدي "الدوريانيين" في ذلك الوقت.

كانت الحياة السياسية "الملطية" في ذلك الوقت لا تبشر بالاستقرار. فلقد توسع الفرس نحو الشمال وأصبحوا على مشارف بلاد اليونان. بالإضافة إلى أن النزاعات بين الممالك اليونانية الصغيرة لم تكن تهدأ حتى تثور من جديد. ولكن كل هذا لا يعنينا هنا، بقدر ما يعنينا ذلك اليوم من شهر أيار (مايو) سنة 585 قبل الميلاد. فلقد أهاب "طاليس الملطي"، أحد كبار علماء "ملطية"، بأهل بلده أن يجلسوا على شرف منازلهم ويراقبوا الشمس في ذلك اليوم، لأن الأرض سوف تظلم في عز الظهيرة .... وكان ما قال. فلقد حدث كسوف كلي للشمس وقتها وتعجب الناس من قدرة هذا "العالم" على رصد ظاهرة بهذا الحجم. فطار صيته وعلا نجمه وزادت شهرته. وهنا، نصل إلى لب موضوعنا ونقترب من "أبي الفلسفة"، فمن هو "طاليس الملطي"؟ وما خطبه ؟

تخيلوا معي رجلاً قد قارب حد الكهولة. دائم الشرود، يفتقر إلى "الحس العملي"، ليس له ولع بالنساء ولا بشرب الخمر ولا بالملذات الحسية عامة. وهو فوق ذلك ليس شاعراً ولكنه مهندس جبّار وفلكي رهيب وبحار ماهر. ذكر "ديوجين الكلبي" بأنه من أصل فينيقي، كان قد قدم إلى بلد مزدهر على السواحل الغربية لآسيا الصغرى (تركيا حالياً)، وأسس مدرسة في "المعرفة العقلية"، قدر لها بعد سنوات أن تصبح ذات شأن واسم عظيمين.

هذه هي الصورة التي وصلتنا عن "طاليس الملطي" ( 624 ق.م. - 549 ق.م.) عن طريق البعض، ولكنها ليست خالية من التشويش. ففي حين يعطينا "أفلاطون" – مثلاً - صورة لأوصافه أعلاه، فإن "أرسطو" يحملنا إلى التشكيك بهذا "العالم الشارد" البعيد عما تحت قدميه. " فأفلاطون " يروي بأن "طاليس" مرة بلغ من شروده وتأملاته في النجوم أنه وقع في بئر تحت قدميه. " وأرسطو " يقول بأنه كان حصيفاً، يعرف من أي تؤكل الكتف ويمضي إلى شؤون يومه بفكر ثاقب وبصيرة نافذة. ثم يروي عنه بأنه عرف من خلال رصده لطبيعة المناخ في سنة من السنين بأن "موسم الزيتون" سوف يكون ممتازاً. فاستأجر، قبل أن يتفطن أحد إلى ذلك، الكثير من "المعاصر" بسعر زهيد، كي يؤجرها في "الموسم" بسعر باهظ، فيجمع ثروة صغيرة من فرق السعر.

لقد انضم "ديوجين الكلبي" في أخباره عن "طاليس" بعض الشيء إلى النظرة التي يوحي بها "أفلاطون"، وأخذ "هيرودوتس" بيد "أرسطو" وهو يصف قدرة "طاليس" على الانتفاع بمعرفته في تأمين احتياجات وقتية. ولكن كل هذا لا يعنينا هنا كثيراً إلا بمقدار ما يلقي نظرة عجلى على الرجل كي نحاول تكوين صورة عنه. فأهمية طاليس ليست في هذا كله، وليست أيضاً في كونه مهندساً رائعاً كان قد استطاع أن يحسب ارتفاع الأهرام، أو فلكياً سابقاً قسم السنة إلى 365 يوماً، أو بحاراً وعالماً ممتازاً بالنجوم استطاع أن يكتشف "مجموعة الدب الأصغر" وينير الدرب للكثيرين من بعده.

أهمية "طاليس" عندنا ليست في هذا كله ولكنها في شيء آخر هو ما نستطيع أن نسميه – بعبارة "أرسطو" -: الدهشة الفلسفية، وتأسيس المدرسة الأولى "لعلوم الأوائل" ...

ولهذا حديث آخر ....

واسلموا لي
العلماني

عزيزي العلماني موضعك جميل واسلوبك جدا لطيف

ولكنك بقية ترقص حول الموضوع الاساسي دون الدخول الي صميمه.

في انتظار المزيد راجيا ان يسنح لك تتمة ما بدأت .

تحياتي

هذا "الكر والفر" يا صاحبي "المقدم" سوف تراه بعد كثيراً ... فالموضوع ليس "ملخصاً فلسفياً" بل رحلة مع الفلسفة في محاولات تبسيطية و"خربشات". ولعلك لو راجعت "جمل الموضوع الأولى" لرأيت بأنني أتكلم عن "نتف" ومذكرات وملاحظات وتبسيطات ليس أكثر ... ومع هذا فأنا أزعم بأنك – رويداً رويداً - سوف تجد الكثير من "اللباب" الذي تبحث عنه ...

على مهلك وا نتظرني ...

(f)

واسلم لي
العلماني

(f)

رائع .. (f)


, أظن المناقشة في حضرة هذا الجمال عبث , وفي بالي بعض الأسئلة .

سأنتظر إلى أن تنتهي .." من الموضوع طبعا " :D

تحياتي _ أنا وذباباتي_

(f)
:wr: