مساء الفل
Array
العيب ليس في تعاليم الله سبحانه وتعالى ولكن العيب فينا نحن نطبق هذه القوانين حسب مصلحتنا وحسب الكيفية التي تخدم شهواتنا
[/quote]
قرأت مرة قصة صينية ..قصة قديمة عن بائع المراوح الصينية التقليدية
تقول القصة أن البائع كان يتجول في المدينة التي يعيش فيها الملك - الذي كان من عشاق جمع تلك المراوح - ولكنه دهش كلما رأى البائع تحت نافذته والناس من حوله يتكدسون لشراء تلك المراوح العادية البخسة كأنهم أسراب النحل اجتمعت حول زهرة.
وكان الملك يعلم ان تلك المراوح بلا قيمة وانها موجودة في كل مكان وأنها تتلف بسرعة من الاستعمال . وبسبب الفضول..استدعى البائع إلى قصره وقال له : أريد أن أشتري مروحة جيدة فقال له البائع : المراوح التي أبيعها لا تخرب من الاستعمال حتى بعد مائة عام . وسوف أعطيك ضمان مائة عام لو خربت قبلها يحق لك ان تفعل بي ما تشاء.
فدهش الملك من جرأته وفي نفس الوقت كان يقول في نفسه باستحالة ان يكون البائع كاذباً وإلا لما بلغت به الجرأة ان يأتي تحت شرفتي ليبيع للناس هذه المراوح ثم يدخل قصري ليقول هذا الكلام بكل ثقة .
فقال له الملك سأشتري منك واحدة وسوف أرى . وابتسم البائع ابتسامة ثقة وطلب مبلغاً باهظاً من الملك. مبلغ فوق التصور ..ومرة أخرى قال له الملك : ان مراوحك متوفرة في كل الأسواق وبثمن رخيص ! ولكن البائع قال له : مراوحي ليست كالبقية .
المراوح الأخرى "مزيفة" وتخرب فور استعمالها. مراوحي أنا لا تتأثر بالزمان ولا المكان. وبضمانتي كما قلت لك أيها الملك.
فدفع الملك المبلغ الباهظ على مضض وهو متشكك في نفسه كخبير في المراوح بسبب تلك الثقة الزائدة من البائع والجرأة العظيمة ! فابتاع واحدة بثمن باهظ جداً.
وبعد أسبوع واحد فقط تحولت المروحة إلى أشلاء ..فقال الملك: إذن ضحك عليّ البائع ونصب نصبته ولا شك أنه لن يجرؤ على القدوم لبيع المزيد هنا ولن أرى وجهه بعد اليوم.
لكن المفاجأة كانت في اليوم التالي..
حيث جاء الرجل تحت شرفة الملك وبدأ يتبجح بصوت عالٍ عن جودة مراوحه والناس أيضا يشترون منه أفواجاً .
هنا غضب الملك واستدعاه إلى قصره وقال له يا لك من كاذب جريء ، كنت أظنك لن تأتي بعد اليوم بعد فعلتك التي فعلتها معي إذ خربت المروحة بعد أسبوع فقط من الاستعمال وها انت بكل بجاحة تأتي تحت شرفتي مرة أخرى لتبيع للناس وتغشهم بعد أن غششتني.
فقال له البائع : لا يمكن ان تكون المروحة قد خربت مستحيل .
فقال له الملك ها هي ..وأخرج له بقاياها ..
فقال له البائع: إذن فقد تأكد لي الآن انك لا تستعمل المروحة بالشكل الصحيح يا سيدي الملك. ولم تستعملها بالطريقة المطلوبة .
فدهش الملك وقال له: وهل من طريقة خاصة لاستعمال مروحتك أيضا ؟.
قال له البائع: بالطبع .. أرني كيف تستعمل المروحة ..
فأمسك الملك إحدى مراوحه النادرة الثمينة التي جمعها من قبل، وبدأ يلوح بها إيابا وذهابا حول وجهه .
فضحك البائع وقال له : الآن عرفت انك لا تعرف أبدا كيف تستعمل مروحة .
فالطريقة الصحيحة سيدي ..ان تبقى المروحة ثابتة في يدك ولا تحركها أبداً .. بل تحرك أنت رأسك يمنة ويسرة أمام المروحة .
وبهذا أتحدى لو أنها خربت حتى لو بعد مائة عام .
أراكم بعد حين