هاله :
بداية يجب وضع النقاط فوق الاحرف , فأنا لا أهاجم عبد الناصر , بل أنى ناصرى النشأه والنزعه والتوجه , وقد عبرت عن ذلك بقولى أنى أفضل العيش فى دوله يحكمها صدام حسين ( أو عبد الناصر بالطبع ) ولو عارضت فأنا أستحق ضرب الجزمه , لكنى أتحدث من واقع أنه لابد أن نكون منطقيين ومنصفين فى أحكامنا وأن لا نشيطن الرجل .
(05-30-2010, 09:25 AM)هاله كتب: اقتباس:كلاهما كان يعمل لمصلحه بلده الا أن صدام كان غبى حبتين ووقع فى المصيده التى نصبت له .
لا يا عزيزي .. ناصر كان يعمل من أجل مصلحة بلده لكن صدام كان يعمل من أجل قبضة حزب البعث و استمرارية عرشه. عبد الناصر عاش و مات في شقة متواضعة لكن صدام حتى في عز دين سنوات الحصار كان يبني القصور التي بلغت 49 قصرا في تلك الفترة وحدها!
يعنى صدام كان يعمل من أجل قبضه حزب البعث وعبد الناصر هو من سمح بتعدد الاحزاب وممارسه حياه ديمقراطيه سليمه فى مصر؟ الله يرحم الاتحاد الاشتراكى .
هل كان حزب البحث بحد ذاته دوله يعمل صدام من أجلها أم توجه سياسى رأى أنه الأنسب أن يحكم العراق من خلال مبادئه ؟
القصور ,,,,, رغم أن القصور الرئاسيه هى ملك للدوله وليست ملكا للرئيس الا انه تمادى فعلا فى تشييدها , ولكن ربما كان ذلك من خلال خطه أمنيه للحفاظ على حياته , وفى دول مثل دولنا الرئيس هو الدوله , فلو مات الرئيس أو تم ابعاده انهارت الدوله كما حدث عندما علم الشعب العراقى بسقوط بغداد وهروب صدام , فنحن لسنا دول مؤسسات , والحفاظ على حياه الرئيس واجب وطنى يجب بذل الغالى والنفيس من أجله ههههههههه
(05-30-2010, 09:25 AM)هاله كتب: اقتباس:وكانت كل السلع متوفره وبأرخص الاسعار , ولم يعانى العراقيون من مشكلات ماديه رغم حربه الضروس ضد ايران لمده ثمانى أعوام متواصله
من أين أتيت بهذه المعلومات؟! الشعب العراقي كان غارقا في الفقر و البطالة و سوء الخدمات و المرتبات المتدنية و ألف كارثة و كارثة لأن عسكرة البلد أو الانفاق العسكري كان يبتلع قرابة نصف الناتج القومي ..
جئت بهذه المعلومات من الذاكره , أنت تعلمين ويعلم العرب أن الشعب المصرى هو أقرب الشعوب العربيه للشعب العراقى بحكم الاحتكاك المباشر بين أكثر من أربعه ملايين مصرى موجودين بصفه مستمره بالعراق يعود منهم من يعود ويذهب مكانهم من يذهب , الى أن وصلت أعداد من ذهب الى العراق من المصريين الى حوالى 13 مليون مصرى , ولم يحدث احتكاك مباشر ومعايشه بين شعبين عربين كما حدث بين الشعب المصرى والعراقى .
كل السلع والخدمات كانت متوفره فى حقبه الثمانينات , وكان المواطن العراقى يستطيع الدخول الى افخم المطاعم فى بغداد ويحصل على وجبه عباره عن نصف دجاجه ومعها الارز والخضار والسلاطات فى مقابل دينار واحد , فى حين أن تلك الوجبه فى مصر حينها وفى المطاعم الشعبيه كان يتجاوز سعرها سته جنيهات , وبالنظر الى مستوى دخل المواطن العراقى وقتها ومستوى دخل المواطن المصرى وبالنظر الى ظروف كلا الدولتين " مصر فى حاله سلم والعراق فى حاله حرب ) فان المواطن العراقى كان يتمتع برفاهيه الى جوار نظيره المصرى , مما دعا الملايين من المصريين الى التوجه الى العراق للعمل به رغم خطوره ذلك فى ظل غارات وصواريخ ايرانيه ضد العمق العراقى .
(05-30-2010, 09:25 AM)هاله كتب: أما النصف الآخر فمعظمه يذهب الى جيوب "الرفاق" قطاع الأعناق و الأرزاق و بتلك السياسة المالية البعثية ضاع كل الفائض المالي الذي تراكم طوال فترة السبعينات على الحرب ضد ايران (خدمة لأمريكا) و خلال الحرب كانت التكلفة السنوية لها تفوق الناتج القومي الاجمالي. و في السنة الرابعة و ما بعدها من الحرب اضطر صدام لايقاف مشاريع التنمية حتى يوفر نفقات الحرب. كل هذا و المواطن العراقي جائع حافي مريض فقير مخروس عاجز و ملتعن دينه.
المهم انتهت الحرب العراقية الايرانية و الاقتصاد العراقي في دمار و عجز فلكي.
أما عبد الناصر فأنت تعرف عن مسيرته الاقتصادية و لا داعي لأن أتطرق للموضوع و لكنك حين تطرقت لحروبه نسيت أنها كانت حروبا "دفاعية" بينما حروب صدام "هجومية" و في ذلك فرق كما تعلم عظيم. كما أن اقتصاد مصر بعد وفاة عبد الناصر كان بحالة جيدة فالديون رقم بسيط ليس مصدر قلق هذا مع العلم أن ناصر كان يقدم الدعم لحركات التحرر العربية من فوائض الخطط الخمسية بينما صدام كان يشتري الأقلام و الذمم و الصيت و الخرابيط من أجل تدعيم العرش البعثي و كسب المعركة الاعلامية و على حساب قوت الشعب العراقي. و لذلك لا غرابة في أن انتفاضة التسعينات المجيدة امتدت من الشمال الى الجنوب و توحدت فيها الطوائف و الأعراق المختلفة ضد عصابة القتلة البعثية.
وحرب 56 كانت خدمه لمن , وحرب 67 كانت خدمه لمن ؟ وحرب اليمن كانت خدمه لمن ؟
قرار صدام بضم مياه شط العرب كله الى العراق يناظر قرار عبد الناصر بتأميم قناه السويس , وتجييش عبد الناصر للجيوش فى سيناء وطرد المراقبين الدوليين واغلاق خليج العقبه كان يعنى أنها حرب هجوميه لا دفاعيه , وأيضا اضطر عبد الناصر الى ايقاف مشاريع التنميه باستثناء السد العالى وتحويل الناتج القومى كله الى المجهود الحربى , وتحمل القطاع العام المصرى تكلفه الحرب والذى باعوه وخصخصوه الان , وأكاد أجزم أن كل المشكلات الاقتصاديه التى تعانى منها مصر الان هى توابع تلك السنوات الست التى توقف فيها كل شىء داخل مصر تحت شعار " لاصوت يعلو فوق صوت المعركه " .
ولا تنسى أن العراق كان قد قطع علاقاته الدبلوماسيه بايران بعد أن احتلت ايران الجزر الاماراتيه الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى , وأن ايران هى من بدأت بشن الحرب على العراق بقصف بعض القرى الحدوديه فقام صدام بالغاء معاهده الجزائر لعام 75 وقام بشن غارات استهدفت العمق الايرانى , ومعنى ذلك أن الحرب العراقيه الايرانيه كانت لمصلحه العراق ولم تكن خدمه لأمريكا .
(05-30-2010, 09:25 AM)هاله كتب: هل رأيت الجنود العراقيين (في غزو الكويت) بعينيك كما رأيتهم أنا؟ بيقطعوا القلب .. كنت أتوقع أنهم نسخ من صدام و مجهزة نفس عدائي حاقد ضدهم لكني صدمت بغير المتوقع و أنا أرى الذل و الفقر و المر في عيونهم و تصرفاتهم و بعضهم شباب صغار السن.
هل رأيت الجنود المصريين وهم عائدون من سيناء بعد النكسه كما حكى لى عمى الأسير ووالد زوجتى ظابط الدفاع الجوى , وابن عم والدى والذى لم يحكى لى لأنه استشهد متفحما داخل مدرعه قصفتها الطائرات الاسرائيليه فى سيناء؟ هل تعلمى أعداد من استشهدوا وأعداد الأسرى الذين فعصتهم الدبابات بالمرور فوق اجسادهم أو دفنوا تحت الرمال أحياء؟
يحكى لى والد زوجتى أنه عاد من سيناء هو وزميله سيرا على الاقدام , واستغرقت رحله السير حوالى أربعه أيام خلعوا فيها ملابسهم وأحذيتهم من شده الحر ولم يحتفظا سوى بأسلحتهم , وفى طريق العوده واجهوا الموت مرات عديده , وأثناء سيرهم وهم يلهثون من العطش وبطونهم تمغص من الجوع عثروا على أعرابى سيناوى يجلس تحت مظله من الخيش ويرعى بعض الغنم , طلبوا منه شربه ماء فرفض الا بعد أن يسلموه أسلحتهم , فوافقوا على ذلك , ثم طلبوا بعض الطعام فرفض الا فى حاله تسليمه سلاحهم الشخصى ( الطبنجات ) وعندما رفضوا رفع سلاحهم فى وجههم مهددا لهم وطالبهم بالرحيل فتحايلوا عليه وقاموا بتكتيفه وذبحه بالــ ( سنكى ) , ثم قاموا بذبح احدى الغنمات وحاولوا شواءها على نار أشعلوها فى مكونات خيمته , الا أن النار انطفأت بعد أن أحمر لونها وأعتقدوا أنها نضجت , وعندما شرعوا فى التهامهما نظر كل منهما للأخر فوجد الدماء تسيل على أسنانه وفمه , فانتابتهم حاله قرف وتركوها واستكملوا السير حتى وصلوا الى شاطىء القناه وعبروا الى الضفه الغربيه من خلال عبارات كانت تنتظر الجنود العائدين تحت قصف اسرائيلى متواصل , وتم نقلهم الى احدى المدارس بالاسماعيليه والتى تم تجهيزها كمستشفى حتى تماثلوا للشفاء , ثم انخرط مره اخرى فى صفوف القوات المسلحه وخدم فى أكثر من موقع كرأس العش والرصوه وكان أحد أبطال أسبوع تساقط الطائرات فى يوليو عام 70 من خلال موقع الرصوه .
(05-30-2010, 09:25 AM)هاله كتب: نقطة أخيرة و فرق جوهري أن ناصر كان يعمل بمنهج التجربة و الخطأ و لم يكن لديه دليل عمل و استراتيجية واضحة بينما صدام منذ أعتلى السلطة وحتى آخر يوم و نهجه واحد أحد. بدأه بسحل حلفائه في الجبهة الذين صدقوا وعوده و واصل السحل عن جنب و طرف في ضوء استراتيجية واحدة: "ان لم تكن بعثيا فأنت خائن". هذا النظام الفاشي دوما يذكرني بقول بريخت عن عهد النازية الألمانية "حتى الحديث عن الأشجار يوشك أن يكون جريمة". هل أبيدت قرى كاملة و عشائر كاملة على يدي عبد الناصر؟ هل وجدوا في مصر مقابر جماعية؟ ثم ان ناصر نفسه كان مكبلا ببطانته بينما صدام كان مكبل العراق كله شر تكبيلة.
وعبد الناصر لم يسحق أحد ؟ لم ينقلب على أحد ؟ لم تمتلىء معتقلاته بخيره شباب مصر وعقولها؟ لم يكبل صلاح نصر البلد شر تكبيله؟ البعض يتهم الشيخ الشعرواى بعدم الوطنيه وبيتريقوا على سجوده لله شكرا بعد النكسه , فى حين أن الكثيرين حمدوا الله على حدوث تلك النكسه حتى يستفيق عبد الناصر ويهتم بالبلد داخليا , وعلى ذكر فيلم " الكرنك " فقد عبرت احدى الشخصيات بالفيلم وهو الكاتب " طه الغريب " وقام بدوره عماد حمدى عن ذلك بقوله ( الحمد لله ان ده حصل علشان المستخبى يبان ) .
أوافقك القول فى أن عبد الناصر لم يكن لديه دليل عمل واستراتيجيه واضحه بخلاف صدام , ولذلك أنا قلت أن صدام تميز عن عبد الناصر ببعض الغباء الحيسى , فمن لا يستفيد من تجاربه او تجارب الاخرين هو أحمق وغبى , وصدام كان فى قمه الغباء والحمق , فهو تماما كالدبه التى قتلت صاحبها , لكنه فى النهايه لا ايفان ولا دراكولا , هو رئيس حاول كغيره من الرؤساء وله ما له وعليه ما عليه .
(05-30-2010, 09:25 AM)هاله كتب: اقتباس:وقضى على الطائفيه
هو لم يقضي عليها بل ان كل التوجهات تراجعت و توارت و ضعفت تحت سطوة "راية البعث". و صار قطبا الفرز هما بعثي/غير بعثي و ما عادت الطائفة مصدر قوة و لا سند و لا هوية فحزب البعث كنس الكل و حل محلهم. و لو قضى صدام فعلا على الطائفية لما رأيناها منذ اليوم الأول للاحتلال بكامل عافيتها تصول و تجول في العراق.
هو قضى عليها بالقوه , أو كما تقولين فقد أخرسهم بالقوه , وفى حاله شعب مثل الشعب العراقى متعدد الطوائف والقوميات والمذاهب والاعراق لا يصلح معه الا قوه صدام , وقد أثبتت التجربه نجاحها على مدار ثلاثون عاما , وأنا شخصيا على قناعه بمقوله صدام " أن الشعب العراقى صعب المراس ولا يصلح معه الا ذلك " والدليل أننا هنا فى مصر الأن نتمتع بالحريه لكننا لا نتمتع بالديمقراطيه , وفى ظل تلك الحريه نفأجأ بين الحين والاخر بحادث طائفى مما سيؤدى الى اشعال البلد نارا لن يستطيع أحد اطفائها , والاسلوب الأمثل من وجهه نظرى للقضاء على تلك الاحداث هو أسلوب صدام حسين .
فى النهايه وكما قلت أنى ناصرى وأؤمن بعبد الناصر وأفكاره وتوجهاته , لكنى أؤكد على أن كل نظام وله اخطاؤه , واذا ما قارننا أخطاء صدام بأخطاء عبد الناصر سنجد أنه لا اختلاف جوهرى بينهما , الا أن الاختلاف الحقيقى هو فى تغير الاوضاع الاقليميه والدوليه وأن صدام عاش فى عصر القطب الاوحد , أما ناصر فقد استطاع أن يلعب على توازن القوى وأن ينشأ مظله عدم الانحياز الداعمه له , ولو عاش عبد الناصر فى زمن صدام لكان أشد اعداء الساميه ولتم تقديمه كمجرم حرب الى محكمه مجرمى الحرب الدوليه .