اما الايات التي تتكلم عن وفاة المسيح فسوف استشهد بآيتين
(إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى
إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (آل عمران:55)
(مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ
فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (المائدة:117)
واليك ما جاء في التفاسير لآية ( آل عمران : 55 ) فقد اختلفوا في معنى الوفاة في ( لما توفيتني ) ، فاذا كان ائمة علماء المسلمين المفسرين اختلفوا في معنى الوفاة ، حتى ان وصل بعضهم الى القول الصريح بانها وفاة الموت ، وهنا لا يسعنا الا ان نورد هذه التفاسير ، مع استنتاج بسيط صغير يقول ، انه طالما اختلف المسلمون في التفسير ، فليس لنا الا ان نقبل النص الصريح باستعمال عقلنا ، ان الوفاة هي ( الموت ) حيث انه لم يرد في النص اي تلميح يجعلنا نقول بانها وفاة ( النوم ) ، مثل الايات التي اشرنا اليها سابقا .
قال الطبري :
http://islamweb.net/pls/iweb/quran....=55&TafseerNo=6
اختلف أهل التأويل في معنى الوفاة التي ذكرها الله عز وجل في هذه الآية.
** فقال بعضهم: هي وفاة نوم، وكان معنى الكلام على مذهبهم: إني منيمك ورافعك في نومك. ( ذكر من قال ذلك )
** وقال آخرون : معنى ذلك : إني قابضك من الأرض ، فرافعك إلي. قالوا: ومعنى الوفاة ، القبض ، كما يقال : توفيت من فلان ما لي عليه، بمعنى : قبضته واستوفيته . قالوا: فمعنى قوله : إني متوفيك ورافعك ، أي : قابضك من الأرض حياً إلى جواري، وآخذك إلى ما عندي بغير موت ، ورافعك من بين المشركين وأهل الكفر بك. (ذكر من قال ذلك )
** وقال آخرون: معنى ذلك : إني متوفيك وفاة موت.
ذكر من قال ذلك:
حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال ، حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : إني متوفيك ، يقول: إني مميتك.
حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحق ، عمن لا يتهم ، عن وهب بن منبه اليماني أنه قال : توفى الله عيسى ابن مريم ثلاث ساعات من النهار حتى رفعه إليه.
حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحق قال : والنصارى يزعمون أنه توفاه سبع ساعات من النهار، ثم أحياه الله.
وقال آخرون: معنى ذلك: إذ قال الله يا عيسى إني رافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا، ومتوفيك بعد إنزالي إياك إلى الدنيا. وقال: هذا من المقدم الذي معناه التأخير، والمؤخر الذي معناه التقديم.
اذا كان تفسير الوفاة هنا في الايات التي تتكلم عن المسيح بمعنى النوم فكان يجب ان يكون سياق الكلام في آية ( آل عمران : 55) (فلما رفعتني )ولكن الاية تقول ( يا عيسى اني متوفيك ورافعك ) ، ومن هنا نفهم معنى الوفاة هنا الموت صراحة واعقبه الرفع
والخلاصة :
ضع هاتين الآيتين ، وفكر بهما معا :
(إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى
إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (آل عمران:55)
(مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ
فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (المائدة:117)
الآيات تقول ما يلي :
الله يكلم عيسى في القرآن ويقول له ( اني متوفيك ورافعك ) اي ان هناك ( موت ثم صعود ، ولم يصعد المسيح ميتا ولكنه صعد حيا) فيكون المعنى ( موت وقيامة وصعود )
بهذا الترتيب ، هكذا جاءت في القرآن بنفس هذا الترتيب ( متوفيك ورافعك )
يقول بعض المسلمين ان هناك تقديما وتأخيرا في هاتين الكلمتين اي ان الله رفع المسيح وسوف يتوفاه في المستقبل .
وهنا نضع الآية الاخرى ( حوار بين عيسى والله ) يسأل الله هل قلت كذا وكذا يا عيسى ،
فيرد عيسى في القرآن ( يتكلم عن نفسه ) : لقد كنت شهيدا مادمت فيهم ، فلما توفيتني كنت انت ( موجها كلامه الى الله ) الرقيب عليهم .
هنا نجد تبادل بين عيسى وبين الله في الرقابة على الناس
عيسى شهيدا على الناس مادام فيهم ، وبعد الوفاة اصبح الله هو الرقيب.
اي ان الوفاة حدثت بالفعل ( فلما توفيتني ) بصيغة الماضي ، لان التفسير بأن الوفاة سوف تحدث في المستقبل ، يجعل هناك فجوة في الرقابة على الناس
عيسى شهيدا على الناس ، مادام فيهم ، وبعد الوفاة سوف يكون الله هو الرقيب ، والوفاة سوف تحدث في المستقبل ، وعيسى ليس فيهم الان ، فمن هو الرقيب أو الشهيد ؟؟؟؟؟؟؟؟
اذا من غير المعقول ان تكون هذه الفجوة بين الشهيد والرقيب ؟؟؟
ان الوفاة حدثت بالفعل ، وهذا اقرار القرآن .
نعود مرة اخرى ( القرآن يقرر هناك وفاة حدثت في الماضي ، وبعد الوفاة هناك رفع ، وعيسى رفع حيا )
هل القرآن لم يذكر كيف مات عيسى ؟؟؟؟
بالعكس ، لقد ذكر ، والحادثة امامكم
وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم
الوفاة حدثت على الصليب ، والشبهة لم تلق على شخص بل هي شبهة الوفاة نفسها القيت عليهم فتخيلوا انهم تخلصوا من المسيح بالموت ولكنهم قام في اليوم الثالث وصعد حيا الى السموات .
بقيت نقطة واحدة نختم بها هذا البحث
المفسرون اختلفوا في تفسير الشبهة ، فافترقوا الى عشرة روايات ولم يتفقوا ، ولم يكن تفسير اي منهم قائم على حديث لنبي الاسلام .
وفي المداخلة القادمة ، سوف نذكر لكم حديثا يقر فيه نبي الاسلام ، انه .................
انتظروا المرة القادمة ، سوف اذكر لكم الحديث ....
وتحياتي :97: